حين أوصد “صدام حسين” أبواب الحوزات العلمية في مدينة “النجف الأشرف” بوجه طلاب العلوم الدينية الشيعة، بدأت أنظار البعض من هذه الفئة تتوجه نحو مدينة “قم” في إيران. ولاعتبارات فقهية خاصة، تولى علماء الدين اللبنانيون المتخرجون من حوزات “النجف” مهمّة فتح حوزات دينية بديلة في المناطق الشيعية، لسببين. أولا: لتعويض غياب النجف. ثانيا:تجنبا للإرتماء في أحضان “قم”. لكن هذا الواقع سرعان ما تبدل بانتصار الثورة الإسلامية في إيران. وتمكنت إيران بسبب الدعم الروحي والمادي الذي أمّنته للشيعة اللبنانيين من اجتذاب طلاب العلوم الدينية إلى حوزاتها العلمية في “قم”، وتراجع بالتالي الدور الريادي لحوزات “النجف” التي أَسَّست تاريخيا للفكر الديني الشيعي في لبنان.
لكل عائلة “شيخها”!
ثم تسبّب انتصار الثورة الخمينية، واعتماد حزب الله سياسة نشر الحوزات الدينية في مناطق الشيعة في لبنان، بظهور أعداد غفيرة من رجال الدين في المجتمع الشيعي. وصار بمقدور أي شاب مهما كان مستواه التعليمي والثقافي أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى رجل دين، بانتمائه إلى الحوزة الدينية الموجودة في المنطقة التي يعيش فيها دون أن يتكبد عناء السفر والإقامة في “قم” أو “النجف” من أجل التحصيل العلمي. والنتيجة أنه بإمكان كل عائلة شيعية اليوم اختيار رجل دين خاص بها على طريقة “طبيب العائلة”!
ورغم أن المؤسسة الدينية الشيعية أنتجت سابقا عقولا دينية فذة، ومفكرين متنورين تركوا بصماتهم على صفحات التاريخ الإسلامي الحديث، إلا أنها أصبحت اليوم سبباً في تدني مستوى الفكر الديني والثقافي لدى الطائفة الشيعية لإنعدام شروط الإنتماء إليها، ولأن الغرض السياسي من وجودها يقضي بتخريج أكبر عدد ممكن من “المعمَّمين”، وتجميع أكبر عدد ممكن من الشبان وغسل أدمغتهم، وشحنها بصنوف الأفكار المغلقة والهادفة إلى إرساء مفاهيم ومخططات سياسية معروفة من أجل نشرها لاحقا في البلدات والقرى الشيعية، وتعميمها على عامة الناس بغية جمعهم على هدف سياسي واحد.
“الحوزات” مأوى للفاشلين دراسياً!
فمنذ سنوات تحولت الحوزات الدينية التابعة لحزب الله، المنتشرة في مناطق ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب، إلى مأوىً للفاشلين دراسيا والهاربين من جحيم التعليم الأكاديمي والعاطلين عن العمل أو الباحثين عن موقع اجتماعي لا يؤمنه لهم سوى “اللباس المقدس”!
يخبرنا أحد طلاب العلوم الدينية في ضاحية بيروت أن سبب عزوفه عن متابعة دروسه الدينية أنه، حين كان طالبا في السنة الثانية من التحصيل الديني، تفاجأ يوما أن الطباخ الذي كان يعد الطعام لطلاب “الحوزة” قد انضم إلى صفوف المتعلمين. ويتابع: ليس من باب الكبر، ولكن أنا أعرف أن الطباخ شبه أمي، فكيف يتحول فجأة إلى رجل دين ويضع على رأسه عمامة ويعود إلى بلدته إماما لمسجدها؟
“حوزات” حزب الله الدينية المنتشرة في لبنان تخرِّج سنويا المئات من رجال الدين المتأهبين لغزو المجتمع وضخّه بالخرافات والأساطير، ومحاصرته بقصر النظر وضيق الأفق وتعميم الجهل بأمور الدنيا والدين. يدرسون في الحوزة العلمية ويتقاضون شهريا راتبا محترما يخصصه لهم المرجع المسؤول عن “الحوزة” التي انتموا إليها. ولا تتعدى دراستهم فيها أربع سنوات لا تراعى أثناءها أمور الحضور والغياب، رغم أن رجل الدين بحاجة إلى ما يقارب 7 سنوات على الأقل حتى يفوز بلقب “عالم”. بعدها، يرتدي العالم الجديد لباسه التقليدي، ويخرج إلى مجتمعه معمما له رؤاه الدينية الخاصة وعلى عامة الناس طاعته والإمتثال لأوامره، متّبعا في ذلك القواعد الذهبية التي تطبع عالم رجال الدين الخاص، بدءا من اللباس المعروف واللحية والسبحة والنبرة وأسلوب الخطاب والوعظ والجلوس والمشي والنظر، وما إليه.
و كما هو معروف، هناك ثلاث مراحل رئيسية في الدراسة الحوزوية يطلق عليها: المقدمات والسطوح والخارج.
ولكل مرحلة من هذه المراحل كتبها الخاصة وعدد سنواتها الدراسية.
في مرحلة “المقدمات”، يدرس طالب العلم كتبا في المنطق وأصول الفقه وعلم المعاني والبيان وعلوم الصرف والنحو في اللغة العربية، إضافة إلى حفظ القرآن وتجويده. أما في مرحلة “السطوح”، فيستمر الطالب بدراسة الفقه الشيعي والمنطق، ويضاف إليها دروس في الفلسفة وعلم الكلام والحديث والتفسير. مرحلتا “المقدمات” و”السطوح” تمتد إلى حدود سبع سنوات، يحق للطالب بعدها أن يلتحق بمرحلة “الخارج” التي تتضمن أبحاثا حرة في الفقه والبحث في قضاياه نقدا وتحليلا. ويستطيع الطالب في هذه المرحلة أن يطرح آراءه ونظرياته الفقهية الخاصة ليصل من خلالها إلى رتبة “الإجتهاد”، ويطلق عليه لقب “مجتهِد”، أي غير “مقلِّد” لأحد من مراجع التقليد المعروفين. ولا تنتهي هذه المرحلة إلا بعد أن يكون الطالب قد أمضى في دراساته الدينية ما يقارب 15 سنة، ليتخرج بعدها مستحقا لقب “عالم دين” بجدارة.
لكن هذه الشروط لا تراعى جميعها في هذه الحوزات الدينية، لأن طموحها يقتصر على دفع أكبر عدد من “العمائم” صوب المجتمع، الذي يعيش بدوره على وقع غزو العمائم، وهدفها بناء جو خاص من “المذهبية” لدى الطائفة الشيعية، وتحييدها عن طريق الوطنية واستتباعها لمركزية مذهبية متمثلة بإيران.
لا يمكن إحصاء عدد الحوزات الدينية في لبنان، لكنه بلا شك عدد كبير جد. وأغلبها تابعة لحزب الله، قليل منها يتبع للمجلس الشيعي أو للمرجع الراحل فضل الله.
أهم هذه المدارس هي:
• “حوزة الرسول الأكرم” التابعة لحزب الله، وهي مرتبطة بإيران ومرجعية خامنئي.
• “المعهد الشرعي الإسلامي” التابع للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، هو مُحاصَر دينيا.
• “معهد الشهيد الأول” الذي أسسه الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ويرتبط بالعراق وبمرجعية السيد علي السيستاني، وهو مُهمَّش و معزول.
وإذا استثنينا المعهدين الأخيرين نجد أن طلاب “حوزات” حزب الله يمارسون، بعد تخرّجهم، مهمة التبليغ الديني، ونشر الإسلام السياسي، وتكريس ما يسمى بـ”العقل الشيعي”. وليس صحيحا أن هذه الحوزات تشترط على الطالب أن يكون حائزا على شهادة البكالوريا كما يُشاع. فهي تضم بين جنباتها أفواجا من الأميين والفاشلين أكاديميا! وهنا، لا بد من الإشارة أن “حوزات” النجف لا تعترف بشهادات هذه المدارس التي تقتصر دراساتها على مرحلتي “المقدمات” و”السطوح”.
“مُعمَّمون” وتجّار!
طلاب العلوم الدينية، الذين تصرف رواتبهم من أموال “الخُمس” والحقوق الشرعية، يعيشون خلال فترة دراستهم في “الحوزة” حياةً خشنة بعض الشيء. وحين ينطلقون إلى ممارسة مهماتهم الدينية تبدأ حياتهم بالتبدل، حتى أصبحوا يشكلون اليوم “طبقة أرستقراطية دينية”. فلا يوجد رجل دين شيعي من الجيل الجديد لا يملك سيارة فخمة ومسكنا أنيقا وعيشة باذخة. وفي حين كان رجل الدين الشيعي يعيش في ما مضى على ما يقدمه له الميسورون وأبناء بلدته من “الخُمس”، صار اليوم يلعب دور “الجابي” بالوقوف على أبواب المتمولين والمغتربين. كذلك تحول بعضهم إلى “تجار” من الدرجة الأولى. فمنهم أصحاب المحلات التجارية ومحطات الوقود، ومنهم الشركاء في المطاعم والمنتزهات، ومنهم تجار السيارات،جل اهتمامهم ينصب على صناعة الثروات وتكديس الأموال.
أما علاقتهم بالرعية فلا تتجاوز إمامة الصلوات في المساجد أو الحسينيات. هم ليسوا “وٌعاظا” بقدر ما هم “جلادون”، ينهالون على الناس بالمواعظ ويهددونهم بالنار والعقاب إذا خالفوا تعاليم الدين. فهم يأمرون الناس بالبِرّ، وينسون أنفسهم! يُنهون الناس عن الإختلاط، وأخبار مغامراتهم العاطفية تطبق الآفاق! يأكلون الأموال الشرعية ويحتكرون الأوقاف، ويغضون الطرف عن حاجات فقراء الطائفة.
رجال الدين الشيعة باتوا هذه الأيام ,يتمتعون بنفوذ واسع في الحياة الإجتماعية والسياسية في لبنان. ولا يعود هذا إلى قوة حضورهم وقدرتهم على جذب المؤيدين، بل لأنهم يسيرون خلف غرائز العامة ويوافقونها على “المشهور”، لأن بقاءهم في الطليعة مشروط بتخلف من يتبعهم.
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
مش كل واحد دخل على حوزه صار شيخ و مش كل وحد معو قلم بدو بصير بيفهم و بنظر يا د. علي
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!نسأل الله عزة وجل أن يهديكم جميعاً يا اخوان مع قدر الكبير من الإنزعاج من هذا المقال اللذي منسوب إلى ياد عقلها غير إنساني ولا رغم من بعض التعليقات التي هي عنوان للجهل والإبتعاد عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه والهي وسلم ….لا تنسوا أنه بعث لكي يتمم مكارم الأخلاق وأنتم للأسف كلكم حقد وكره أسأل الله لكم لهداية يا من بعتم وصية الرسول ويتبعتم الكفار يا من تركتم اللب وتمسكتم بالقشور …حسبي الله ونعمة الوكيل …وأسأل الله الهداية لكم ولنا …لن أدافع عن حوزتنا لأنها شرف لكل مسلم مهما… قراءة المزيد ..
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!نسأل الله عزة وجل أن يهديكم جميعاً يا اخوان مع قدر الكبير من الإنزعاج من هذا المقال اللذي منسوب إلى ياد عقلها غير إنساني ولا رغم من بعض التعليقات التي هي عنوان للجهل والإبتعاد عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه والهي وسلم ….لا تنسوا أنه بعث لكي يتمم مكارم الأخلاق وأنتم للأسف كلكم حقد وكره أسأل الله لكم لهداية يا من بعتم وصية الرسول ويتبعتم الكفار يا من تركتم اللب وتمسكتم بالقشور …حسبي الله ونعمة الوكيل …وأسأل الله الهداية لكم ولنا …لن أدافع عن حوزتنا لأنها شرف لكل مسلم مهما… قراءة المزيد ..
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً! وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ؟.. نسأل الله عزة وجل أن يهديكم جميعاً يا اخوان مع قدر الكبير من الإنزعاج من هذا المقال اللذي منسوب إلى ياد عقلها غير إنساني ولا رغم من بعض التعليقات التي هي عنوان للجهل والإبتعاد عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه والهي وسلم ….لا تنسوا أنه بعث لكي يتمم مكارم الأخلاق وأنتم للأسف كلكم حقد وكره أسأل الله لكم لهداية يا من بعتم وصية الرسول ويتبعتم الكفار يا من تركتم اللب وتمسكتم بالقشور… قراءة المزيد ..
الاخ ya 3ali
أخونا الكريم ya 3ali
يبدو أن كاتب الموضوع يدخل حوزات من نوع آخر! لذلك اعتقد ان كل الحوزات متشابهة فاختلط عليه الامر وانت تعرف ما الذي تفعله بعض هذه الـ …. بالعقول
ya 3ali
انا بحوزة من حوزات ضاحية بيروت وكل ما قيل اما علم غيب يعني تنزل الوحي عليه وقال له واما تخاريف واباطيل
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
يريدون أن يطفئوا نور الله…
البحث غير علمي و لا يقترن بشواهد عقلية مقنعة أو أمثلة واقعية قد تتوفر بغزارة إن كان الواقع كما وصفت
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
هذا كلام غير صحيح الحوزات في جنــوب لبنان تعتبر من الحوزات العلميــة الحديثه وذات مستوى ثقافي عالي نعم ليست بمستوى النجف الأشرف ولا بمستوى “قم” المقدسة
وهــذه حملة قصدها تحريض الناس على شيعة و شيوخ لبنان وعلى حزب اللــه
أقول لكــم موتــوا بغـــيضكم يا أبناء الصهــاينة
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
كما قلت لك يا أستاذ علي هذا كذب واختلاق
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
شكرا على هذا المقال التوضيحي الاكثر من رائع
“الحوزات” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!
للإمام من الخمس سهم حدّ إشباعه، فهل منهم من يشبع فعلاً؟؟
“الحوزات الدينية” في لبنان: فاشلون دراسيّاً باتوا “معمّمين” وجهاز دعاية.. وتجّاراً!والله يا أستاذ “علي” أنت وضعت أصبعك على الجرح لقد اصبحت المشايخ المعممين مثل المطربين في لبنان كل شخص فاشل في الدراسة أو في المدرسة يظن بأن صوته جميل يتوجه الى الغناء ليتحفنا بجاعيره وما أكثرهم في لبنان والذين يكونون أيضاً فاشلين في الدراسة يتجهون الى الحوزات العلمية ليصبحوا لاحقاً من المشايخ المعممين بالعمامة وما أكثرهم حتى أصبحوا أكثر من المطربين وتبدأ المزيدات في الحسينيات حتى أصبح الكثير منهم يخترعون مناسبات وذكريات من الخيال والماضي ليقيموا لها مناسبات في الحسينيات ومجالس عزاء فقط لكسب المال . عندما يكونون جالسين بين… قراءة المزيد ..