نداء تاريخي للرئيس سعد الحريري، ودعوة للمقاومة ضد الخطر الإيراني الذي يهدّد بابتلاع الجمهورية اللبنانية وتحويلها إلى محافظة إيرانية، وإلى ساحة حرب “بديلة” بين إيران وإسرائيل. كلام الحريري يضع حداً لكذبة “الشعب والجيش والمقاومة”، بل ولإمكانية الجلوس في حكومة واحدة مع “ممثلي الحرس الثوري في لبنان”!
ولنقل، أولاً، أن الحريري يعيد الأمور إلى نصابها بعد “حفلة التفاهة” التي قادها إيلي الفرزلي والبطريرك الراعي، وكان موضوعها “حقوق المسيحيين الإنتخابية” في وطن مهدد كله بالإحتلال والزوال. وأيضا بعد “حفلة الإنبطاح” التي شاركت فيها أغلبية الطبقة السياسية، بما فيها نواب “المستقبل” وسمحت بالتمديد لمجلس النواب على الطريقة الإيرانية.
نداء الحريري دعوة للمقاومة، ولكن ماذا بعد؟
هل يدعو الحريري و١٤ آذار إلى مظاهرة ١٤ آذار (٢٠٠٥) جديدة تشكل “استفتاءً” على الوطن اللبناني ضد “قاعدة قاسم سليماني”؟
وهل يدعو الحريري و١٤ آذار للعودة إلى “ساحة الإستقلال” والإعتصام فيها بصورة دائمة لمواجهة “الإنقلاب” الزاحف”؟
وهل يستفيد الرئيس سليمان (صاحب فكرة “التخاذل” في ٧ أيار ٢٠٠٨ وقبله في الدفاع عن السراي الحكومي المحاصر) من دعوة الحريري لتقديم شكوى إلى الامم المتحدة ضد العدوان العسكري الأسدي وضد “الإحتلال الإيراني الصريح” لجنوب لبنان وبقاعه و”ضاحية عاصمته”؟
وهل يطلب الرئيس سليمان حماية دولية للحدود اللبنانية، وللبنان المهدّد بالزوال؟ ولا بأس إذا احتل “الإيرانيون” قصر بعبدا، لأن ذلك سيؤذن بنهاية “وكلائهم” في لبنان!
هذا أقل المطلوب!
ولا بأس إذا كانت أغلبية ضباط الجيش اللبناني، وخاصة قياداته، مرتهنة لحسن نصرالله و”تابعه” ميشال عون (في أي حال، مصير هؤلاء الضباط، إذا انتصر نصرالله، لن يكون أفضل من مصير الضباط الإيرانيين الذين انحازوا للخميني قبل أن.. يعلّق لهم المشانق!
نصرالله أسقط قيادة الجيش وضباطه، وأسقط قيادات الأمن الداخلي، وأسقط الحكومة، ومدّد للبرلمان (بتواطوء قسم كبير من “قيادات” ١٤ آذار!) تمديداً غير شرعي (على الطريقة الإيرانية)، و”أعلن الحرب” على الشعب السوري بأمر من قاسم سليماني.
ولكن الشعب اللبناني ما زال موجوداً. وهذا الشعب قادر على احتلال الساحات “سلماً” وعلى إسقاط الإحتلال الإيراني “سلماً”، وإذا كان بشار الأسد لم يجرؤ على إطلاق النار على متظاهري ١٤ آذار ٢٠٠٥، فإن حسن نصرالله و”قمصانه السود” لن يجرؤوا على إطلاق رصاصهم وصواريخهم على اللبنانيين!
فهل تفعلها ١٤ آذار؟
وملاحظة أخيرة لا بد منها: كان “المسيحيون” تاريخياً يفاخرون بأنهم “أم الصبي” وصخرة الدفاع عن “الكيان” وعن “النظام الديمقراطي”. هذه المرّة يبدو أن “الشعلة” انتقلت إلى خارج “الطائفة” التي يتلهّى قادتها، المدنيون منهم والعسكريون، بصراعاتهم الشخصية التافهة! كدنا ننسى “بطريركهم العظيم” الذي انقطعت “تصريحاته اليومية” بعد أن دخل الوطن مرحلة الخطر!
أيها اللبنانيون قاوموا! أيها اللبنانيون دافعوا عن بلدكم!
ولكن، إحذروا لعبة الطوائف! هذه المقاومة اللبنانية ليست مقاومة ضد شيعة لبنان، وليست مقاومة ضد مشروع “الهلال الشيعي” المزعوم! إنها مقاومة لبنانية ضد الإحتلال “الإيراني”، ومقاومة “عربية” ضد نظام الملات الحاكم في طهران.
بانتظار أن ينتفض شعب إيران الشيعي العظيم مجدداً (كما في العام ٢٠٠٩) ضد حكامه من رجال دين شيعة وحرس ثوري فاشي وفاسد
الشفاف
*
وطنية – وجه الرئيس سعد الحريري الى اللبنانيين الكلمة الآتية: “قد لا يكون التوجه إلى عموم اللبنانيين واقعيا هذه الايام، وهي أيام مشحونة بالانقسام والقلق والتشتت وتبادل الكراهيات وبلوغ الفرز الطائفي والمذهبي أعلى مستوياته، بحيث يبدو الكلام إلى الشعب اللبناني، كلاما موجها إلى الشعوب اللبنانية، وفيها مع الأسف الشديد، من سيصفق ويرفع الأصوات بالتهليل، ومن يصم الآذان في المقابل عن الاستماع ويتخذ من الفرز القائم وسيلة لإعلاء شأن الطائفة على مصلحة الوطن. فلطالما شكل التنوع الطائفي والمذهبي قيمة مضافة في حياتنا الوطنية وعكس مصادر الغنى الثقافي والإنساني في التجربة اللبنانية، وبقي برغم الأهوال التي حلت بلبنان خلال العقود الثلاثة الأخيرة، القاعدة التي لا غنى عنها في بناء أسس العيش المشترك وحماية مقومات الدولة الموحدة. لقد اختلفنا كمجموعات وقوى سياسية وطائفية في العديد من مراحل حياتنا المشتركة، وشارك بعضنا في حروب داخلية أو خارجية الأبعاد، وأسهم بشكل او بآخر في انزلاق لبنان الى مهاوي الصراعات الدموية واقتسام خيرات الدولة ومواقعها، لكننا كنا نجد دائما في صفوفنا وفي محيطنا العربي، ما يعيننا على النهوض من جديد وابتكار الوسائل والمعادلات والمصالحات التي تعيد إحياء فكرة الدولة اللبنانية ونظامها الديموقراطي.
غير ان ما يواجه لبنان في المرحلة الراهنة، يقترب من حافة الخطر الوجودي ويهدد رسالة لبنان وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق، الأمر الذي يحملني على دق ناقوس الإنذار، ليصل الى مسامع كل اللبنانيين دون استثناء، وخصوصا إلى مسامع الفئات التي تضعنا في خانة الخصوم وترمينا أحيانا بتهم الخيانة والارتهان للخارج. لأن أشد ما اخشاه حيال الأوضاع التي تواجه لبنان واصرار جهة سياسية بعينها على عسكرة إحدى المكونات الرئيسية في البلاد وإخراجها عن طوع الدولة وتوريطها في مهمات انتحارية، إن أسوأ ما اخشاه حيال ذلك أن يقع لبنان بكل مجموعاته الطائفية فريسة الضياع في صراعات أهلية ومذهبية، دون أن نجد من يعيننا هذه المرة، من الأشقاء والأصدقاء، على لملمة الجراح وركام الجنون الطائفي، او ان يقع لبنان مجددا فريسة السقوط في مشروع مريب من مشاريع الهيمنة الخارجية بعد ان تحرر في انتفاضة العام 2005 من هيمنة النظام الامني السوري”.
اضاف: “وطننا، أيها اللبنانيون، في خطر. هذه هي الحقيقة التي يجب ان تتوقف عندها كل المجموعات الطائفية والمذهبية والسياسية، وأن تمعن التفكير في المنابع الأصلية لهذا الخطر. ولا أخفيكم، أن شعوري بالقلق على المصير الوطني في هذه اللحظة التاريخية، يتجاوز مشاعر القلق التي عشناها جميعا يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع معرفتي وقناعتي بوجود أسباب مشتركة تجمع بين القلقين. من عادة اللبنانيين في أدبياتهم السياسية أن يرموا أسباب الأزمات والمشاكل على الآخرين، لا سيما على الأعداء وفي طليعتهم العدو الإسرائيلي. وهي عادة فيها الكثير من الصحة، خصوصا مع وجود الكيان الإسرائيلي على حدودنا والتحديات الاستراتيجية التي يطرحها هذا الوجود، لكنها في حالتنا اللبنانية لا تشكل في هذه المرحلة كل الصحة، لأن المنابع الحقيقية للخطر باتت تكمن في النسيج السياسي للبلاد، حيث استطاع “حزب الله” ان يقتطع منه مساحة كبيرة، تحولت بفعل الدعم الإيراني غير المسبوق، وعلى مدى اكثر من عشرين سنة، الى قوة عسكرية وأمنية تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام، وعلى السياسات العامة للدولة ومؤسساتها الدستورية.
لقد حاولنا خلال السنوات الأخيرة، ان نعمل مع العديد من القوى السياسية الفاعلة على معالجة الواقع العسكري والأمني لحزب الله، وأن ندفع في اتجاه استراتيجية دفاعية تعيد الاعتبار لمكانة الدولة في مجال الدفاع الوطني، وتحفظ لحزب الله دوره وتضحيات شبابه في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن قيادة حزب الله كانت تتحرك على وقع مشروع آخر، تعددت وجوهه الأمنية والسياسية والعسكرية في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع وجبل لبنان وكل المناطق التي تغلغلت فيها أجهزة الحزب وسراياه المسلحة، وصولا الى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود اللبنانية من خلال نقل آلاف المقاتلين المزودين بالآليات والسلاح المدفعي الى الداخل السوري، على مرأى من السلطات اللبنانية الرسمية وأجهزتها الأمنية والعسكرية”.
وتابع الحريري: “نعم، أيها اللبنانيون، ان حزب الله يضع المصير الوطني مرة اخرى امام منعطف خطير. وعندما نقول المصير الوطني لا نعني بذلك مصير فئة أو طائفة، بل نتحدث عن خطر يحيق بالجميع دون استثناء، لأن أحدا من المجموعات اللبنانية، اي من السنة والشيعة والدروز والطوائف المسيحية مجتمعة، يمكن ان يكون في منأى عن المنزلق الذي يتولى حزب الله جر لبنان إليه. لقد قرر حزب الله ومن طرف واحد، ان يخترق كل الأصول والقوانين والقواعد التي ترعى الحياة الوطنية بين اللبنانيين، فأعطى نفسه، كحزب وكمجموعة طائفية مسلحة، حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية، دون ان يقيم اي اعتبار لحساسيات المجموعات التي يعيش معها والتي تشكل بالحد الأدنى من القواعد الشعبية اكثر من خمسين في المئة من الشعب اللبناني، فضلا عن استقوائه غير المسبوق بفائض القوة المسلحة التي يمتلكها، كما لو انه دولة قائمة في ذاتها، ليس فيها رئيس للجمهورية ولا حكومة مسؤولة عن إدارة شؤونها، ولا مجلس نواب معني بقرارات الحرب والسلم، ولا مؤسسات عسكرية وأمنية أعطاها الدستور الحق الحصري في امور الدفاع الوطني، ولا وثيقة وفاق وطني جرى إقرارها في الطائف، ولا مؤتمر حوار وطني انجز برئاسة رأس البلاد المبادئ المعروفة لإعلان بعبدا”.
وقال: “حزب الله أطاح بكل ذلك دفعة واحدة، وقرر بلسان امينه العام ان يكون السيد حسن نصرالله هو رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود امام آلاف المقاتلين للمشاركة في الحرب السورية، وكذلك السلطة التشريعية التي تصدر فتاوى الدفاع عن المقامات الدينية وأنظمة المقاومة والممانعة خارج الحدود. هذا الكلام ليس وصفا كاريكاتوريا للواقع السياسي في لبنان، بل هو حقيقة صارخة وجارحة لواقع الدولة اللبنانية التي ترزح منذ سنوات تحت وطأة الشروط وأعمال الترهيب التي يفرضها حزب الله، متخندقا في ترسانة مذهبية وعسكرية ومالية، نجحت على مدى اكثر من عشرين عاما في استقطاب الطائفة الشيعية واغراقها بوهم القوة على الاخرين، لتكون رديفا مسلحا للحرس الثوري الايراني على الساحة اللبنانية، ورأس حربة في مشروع مشرقي يشمل العديد من دول المنطقة ويتم الترويج له بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية. هذا المشروع يطلب من الشيعة في لبنان ان يكونوا وقودا في حرب عبثية لا نهاية لها، ويريد للبنان ان يتحول الى ساحة من ساحات الدفاع عن نظام بشار الاسد مع ما يترتب على ذلك من خطوط تماس لن تقتصر على حدود الطوائف في لبنان، خصوصا اذا رصدنا الأبعاد الاستراتيجية للمشروع الايراني في المشرق العربي، والإشارات التي يتم إرسالها حول الموقع المتقدم لحزب الله في هذا المشروع وتكليفه بمهمات تؤسس لرسم خرائط جديدة، في نطاق جغرافية سياسية تشمل العراق والأردن اضافة الى لبنان وسوريا، وهو ما نؤكد جازمين بأنها مهمات لا تفوق قدرة الطائفة الشيعية على تحملها فحسب بل تفوق قدرات الدولة اللبنانية وطوائفها مجتمعة”.
وأردف: “أعلم ان هناك، مع الاسف، من يريد في لبنان ان يقفز فوق هذه الحقيقة، وان يتعامل مع امر الواقع المذهبي والأمني والعسكري الذي فرضه حزب الله، باعتباره واقعا سياسيا لا مرد له، واعلم ايضا ان هذا الكلام لن يلقى صدى ايجابيا عند فئة غير قليلة من اللبنانيين، لا سيما عند اكثرية ابناء الطائفة الشيعية، التي ندرك سلفا انه سيكون في مقدور حزب الله ان يحشدها في اي اتجاه يريد. وهنا يكمن جوهر المشكلة. هنا يكمن اطمئنان حزب الله الى ان مشروعه يرتكز الى قوة الولاء في الطائفة الشيعية، وكذلك الى قوة التردد او الصمت او الخوف او العجز والاستنكاف والتسليم للاقدار، التي تطال جزءا من الرأي العام اللبناني ومواقع عدة في الوسطين السياسي والرسمي، ما زالت تقارب هذه المسألة المصيرية بالطرق والمواقف التي تتجنب ازعاج حزب الله، وتفسح أمامه في المجال نحو المزيد من سياسات الاستقواء وترسيخ نهجه في نفي الدولة والخروج على قواعد المشاركة الوطنية، بحيث بتنا كمن يراد منه يوميا ان يدفن رأسه في الرمال ليغض النظر عن ممارسات حزب الله، حتى ولو وصلت هذه الممارسات الى حدود نقل الحريق من سوريا واشعاله في بيوت اللبنانيين”.
وقال: “ان الركون الى مشروع حزب الله بهذا الشكل يعني بكل بساطة، انه لن تقوم اي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الايام. وان هذه الدولة ستبقى رهينة الحزب ومن فوقه الجمهورية الاسلامية الإيرانية والى ابد الآبدين. لقد سبق ان حذرنا من مخاطر هيمنة السلاح غير الشرعي على مقاليد الحكم والسلطة، واكدنا على ان التهرب من معالجة سلاح حزب الله، ومنع كل سلاح آخر غير شرعي، سيقود لبنان الى الخراب ويعيد انتاج ميليشيات مسلحة، اما بحجة التوازن الطائفي في اقتناء السلاح واما بحجة حق الدفاع عن النفس وعجز الدولة عن حماية أبنائها. وها نحن اليوم، دولة وشعبا ومؤسسات وجيشا واقتصادا واستقرارا وطنيا، ندفع ثمن الهروب من وضع سلاح حزب الله حيث يجب ان يكون، اي في عهدة الدولة التي لن يكون هناك اي امل في قيامها من دون ان تحصل على حقها الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه”.
أضاف: “حزب الله يحاول ان يقنع جمهور الطائفة الشيعية بأن هذا السلاح هو لحماية الطائفة، وان الحزب نجح في تأسيس اول جيش من نوعه للشيعة في الشرق، بدليل المهمات العسكرية التي يقوم بها في سوريا هذه الايام، وبدليل ان ايران كدولة مسؤولة عن حماية الشيعة في العالم، توفر للحزب كل اشكال الدعم المالي والعسكري، ويكفيه من لبنان ودولته بعد ذلك حكومة توفر الغطاء السياسي ومؤسسات أمنية مطيعة. اننا قد لا نستطيع إقناع الجمهور الواسع من الأخوة الشيعة في لبنان بخلاف ذلك، لكننا لا يمكن ان نقر لحزب الله بهذا الحق تحت اي ظرف من الظروف، بمثل ما لا يمكن ان نقر به لأي جهة طائفية او مذهبية، انطلاقا من قناعتنا بأن ادعاءات الحزب في هذا الشأن، هي في احسن الأحوال، أكذوبة تاريخية كبرى او ضربا من ضروب الغرور والجنون، وفي يقيننا ان في الطائفة الشيعية من الأصوات والطاقات والعقلاء ومن المخزون التاريخي المناهض للظلم والظالمين ما يدحض هذا المسار الخطير والمجنون لحزب الله”.
وتابع: “على أي حال، فإن حزب الله بالنسبة الينا ليس جيش الدفاع عن الشيعة في لبنان، لأنه في هذه الحالة يضع الطائفة الشيعية بالجملة في مواجهة كل الطوائف اللبنانية. قد يصلح لأن يكون جيشا للدفاع عن بشار الاسد او جيشا للدفاع عن مصالح ايران وبرنامجها النووي. لكنه بالتأكيد ليس صالحا للدفاع عن لبنان بعد اليوم، او للدفاع عن الشيعة وأمنهم واستقرارهم ومصالحم في لبنان والعالم العربي وكل العالم. كل التجارب التي خاضها اللبنانيون مع حزب الله تقول بأن الحزب يضع دائما مصلحته فوق مصلحة الدولة، ومصلحة النظام السوري فوق مصلحة لبنان، ومصلحة ايران فوق كل المصالح، بما في ذلك مصلحة الطائفة الشيعية نفسها. والحزب بهذه المعاني تمكن من استدراج لبنان والمجموعات اللبنانية كافة الى طريق مسدود، يجعل من الحوار الوطني مسألة قيد التعطيل الدائم ورهينة مشروع سياسي – عسكري، سيكون من الصعب تفكيكه في غياب إرادة وطنية لا تكون الطائفة الشيعية شريكا فيها”.
وقال: “حزب الله يقول لعموم اللبنانيين بمن فيهم الشيعة، انكم لن ترتاحوا معي ولن ترتاحوا من دوني مهما ابتدعتم من مخارج للهروب من سطوة السلاح، ولبنان سيبقى رهينة ما يتخذه مجلس شورى الحزب من قرارات، ولن تكون هناك دولة في غياب سلاح الحزب، ولا حكومة في غياب معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولا حوار يقول بإعلان بعبدا، ولا سلام وطنيا في غياب الأمان لنظام بشار الاسد. هذه هي الصورة التي يرسمها حزب الله، والصورة من دون شك صورة مأساوية، مرسومة ايضا بقلق اللبنانيين والمخاوف التي نشرها حزب الله في الحياة الوطنية. لكنها مع الاسف صورة حقيقية لن نشارك في إخفائها او التخفيف من بشاعتها، لان أية تداعيات لهذه الحقيقة لن تكون أسوا من المسار الاسود الذي يقود حزب الله البلاد اليه”.
أضاف: “أقل ما يمكن ان يقال في المشروع الذي يأخذ حزب الله لبنان اليه، انه مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي ووحدة الطوائف الاسلامية. ولن يكون هناك شيء أولى بالمتابعة والاعتراض والمواجهة، من الاعتراض على هذا المشروع ومواجهته بكل اشكال التضامن الوطني. لقد افسد حزب الله الحياة الوطنية والعلاقات الأخوية بين اللبنانيين بما فيها العلاقات بين السنة والشيعة، وأفسد العلاقات بين لبنان والدول العربية وكشف مصالح اللبنانيين على ارتدادات اقتصادية ومالية وسياسية، وافسد علاقات لبنان مع المجتمع الدولي الذي لا تخلو أخباره يوميا من ذكر الحزب وانشطته غير القانونية والإرهابية في غير مكان من العالم”.
وتابع: “أيها اللبنانيون، من المفترض في مثل هذه الايام ان ينصب اهتمام اللبنانيين على اجراء الانتخابات النيابية، وان تكون المناطق اللبنانية ساحات مفتوحة امام جميع المرشحين، يمارسون حقوقهم في التواصل مع الناخبين، بعيدا عن ارهاب السلاح وضغوط اصحاب النفوذ، كما كان من المفترض ان اكون شخصيا في عداد الناشطين لإجراء الانتخابات وترسيخ قواعد تداول السلطة في نظامنا الديموقراطي والمشاركة في حملات تيار المستقبل ومرشحيه في بيروت وطرابلس وعكار والمنية والضنية وصيدا وإقليم الخروب والبقاع الغربي والبقاع الاوسط، وفي كل دائرة لنا فيها صوت ندلي به لمشروع الدولة وحماية دستورها ومؤسساتها والعيش المشترك بين أبنائها، ولكن اين نحن في الحقيقة من ذلك كله، وهناك من يعمل على وضع لبنان في قلب العاصفة، ويجعل من الانتخابات عملية متصدعة ديموقراطيا، تحصل بشروطه تحت هيمنة السلاح او تتاجل بشروطه أيضا بداعي القتال خارج الحدود”.
وختم: “ان وطننا يحتاج، اكثر ما يحتاج، في هذه المرحلة الى كلمة حق في وجه سلاح ظالم، توقف المسلسل الايراني وحروبه بدماء اللبنانيين على ارضنا وأراضي الاخرين في سوريا وغيرها. وستبقى كلمة الحق هذه سبيلنا لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي ومن هيمنة الاحزاب المسلحة مهما امتلكت من صواريخ، لانها لن تمتلك في نهاية المطاف، القدرة على العبور الى الفتنة او الى كسر وحدة الدولة وكرامة اللبنانيين”.
الحريري: نصرالله رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وللسلطتين التنفيذية والتشريعيةWith all the Respect to this Cry from a young Rebel of the Sectarian Factions in this Country. He was right when he said, lot of the Lebanese would not listen or care of the serious warning about the disastrous situation caused by those working for foreign interests. Junblat was ahead of Harriri for such warnings, he was branded as Cohen by Shia supporters of Hezbollah, and most of the Lebanese criticized him and called him a Politician that can not be trusted.Hezbollah had taken the decision long ago, to… قراءة المزيد ..