اشارت معلومات لمصادر قريبة من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان كل ما أثير عن خلاف بين الحريري والمملكة العربية السعودية هو أضغاث احلام واوهام في مخيلة مطلقيها.
وأكدت المعلومات ان العلاقة بين الطرفين على خير ما يرام، وأن الرياض غير منزعجة على الإطلاق من مواقف الحريري التي أطلقها في اعقاب إعلان العاهل السعودي وقف العمل بمبادرة الـ”سين – سين”. وأضافت ان السلطات السعودية أبدت أسفها وندمها للضغوط التي مارستها على الرئيس الحريري من اجل دفعه الى تقديم التنازل تلو التنازل للنظام السوري من جهة، وللداخل اللبناني من جهة أخرى، إنطلاقا من اعتبارات محلية لبنانية وإقليمية، وفي إطار السعي السعودي لفك ارتباط سوريا بايران أو على الاقل الحد من مفاعيل التدخل الايراني في الشؤون اللبنانية والعربية.
وأشارت المعلومات الى ان الحريري التقى كبار المسؤولين السعوديين في زيارته الاخيرة الى المملكة، وفي مقدمهم العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، من دون أن يتم الإعلان عن اللقاء بين الرئيس والملك منعا للإحراج الديبلوماسي. خصوصا ان العديد من رؤوساء الدول والحكومات طلبوا مواعيد للقاء جلالته لتهنئته بالسلامة بعد الوعكة الصحية التي المت به ولم يتم تحديد مواعيد لاستقبالهم.
وأضافت ان الحريري سمع في الرياض وخلال اللقاءات التي عقدها ان المملكة العربية السعودية باتت تعتبر دمشق شريكا لا يمكن الوثوق به. و تاليا هو في حل من اي التزام تجاه سوريا وحلفائها في الداخل اللبناني بعد ان أسقط هؤلاء حكومة الحريري بقرار سوري.
الحكومة “مؤجّلة”
وفي سياق متصل قال مراقبون سياسيون في بيروت ان تشكيل الحكومة اللبنانية أصبح اليوم اكثر تعقيدا بعد ان انتقلت قوى 14 آذار الى مستوى الفعل السياسي يوم الاحد الماضي عبر طرحها مشروع “إسقاط السلاح من اجل العبور الى الدولة”.
وقالت معلومات خاصة ل “الشفاف” في بيروت ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان ابلغ قوى 14 آذار انه سيأخذ في الاعتبار المشهد الجماهيري والسياسي الذي افرزته ساحة الحرية يوم الاحد لدى اي بحث في اي تشكيلة حكومية مرتقبة. وهذا ما انعكس موقفا نقله زوار الرئيس سليمان عنه لجهة تأكيده عدم التوقيع على اي حكومة من لون واحد.
من جهة ثانية، بدأت قوى الاكثرية المحدثة حركة سياسية ناشطة من اجل الدفع نحو الاسراع بتشكيل الحكومة، بدءا من يوم الاثنين الذي اعقب إحياء ذكرى إنطلاقة ثورة الارز. فكان رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط محور الاجتماعات بعد ان زاره النائب عن حزب الله محمد رعد، والوزير المستقيل جبران باسيل، إضافة الى الدعوات التي صدرت عن أكثر من طرف في الاغلبية المحدثة من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة.
المراقبون اعتبروا ان قوى 8 آذار، تريد سرقة وهج الاحتشاد الجماهيري الذي جدد ثقة جمهور ثورة الارز بقياداتها ولكي تقطع الطريق على هذه القيادات من استثمار ما حصل في ساحة الحرية سياسيا للإنطلاق بزخم جديد في حملة إسقاط السلاح.
وأضاف المراقبون ان قوى 8 آذار تبحث في صيغة إطلاق يد ارئيس المكلف نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة غير سياسية من التكنوقراط، ما يسحب من يد قوى 14 آذار ورقة سياسية رئيسية في حملتها على حزب الله. إلا أن هذا الامر دونه عقبات كأداء، ابرزها مطالب العماد عون بحصص وزارية وتوزير صهره جبران باسيل.
اما الخيار الثاني، وهو تشكيل حكومة اللون الواحد، فسيصطدم برفض الرئيس اللبناني ميشال سليمان توقيع مراسيم هكذا تشكيلة حكومية.
الى لك مصادر في قوى 14 آذار اعتبرت ان تشكيل الحكومة ما زال مؤجلا حتى إشعار آخر. وعزت السبب الى الخلافات بين قوى 8 آذار على توزيع الحقائب الوزراية من جهة، والى عدم رغبة سوريا في التدخل في المرحلة الراهنة، وقبل إتضاح مآل الانتفاضات العربية من جهة لتبني على الوقائع العربية التي ستستجد مقتضى اتجاه تدخلها من اجل تشكيل الحكومة اللبنانية.
الحريري مطمئن إلى موقف السعودية والحكومة مؤجّلة!
الايام القادمه ستثبت ان ملك ارض نجد والحجاز ميت ويتم تداول اسمه اعلاميا فقط لمنع تقاتل اسره ال سعود على الحكم