لا بد للداخل إلى ضاحية بيروت الجنوبية نهارا أن يلاحظ استنفارا أمنيا مقنّعا لعناصر حزب الله. ومع حلول الليل، يتحول هذا الإستنفار الخفي إلى ظهور مسلح علني، حيث ينتشر المسلحون والحواجز الأمنية عند كل المفترقات ومداخل الأحياء و الطرقات الرئيسية والفرعية. يترافق ذلك مع حركة لا تهدأ للسيارات ذات الدفع الرباعي التي تجوب كافة أحياء الضاحية وشوارعها.
بغض النظر عن تداعيات إنفجار “الرويس” المثير للجدل، يؤكد مقيمون في الضاحية أنهم اعتادوا على “عسكرة” مظاهر الحياة. إلا أنه، بعد اكتشاف شبكة التجسس الأخيرة، تحولت الضاحية إلى ما يشبه موقع عسكري متجول. المسلحون وسّعوا دائرة حضورهم وصاروا يظهرون بعتادهم وبزاتهم بشكل علني، وحالة التأهب القصوى سارية في كل مكان.
ويرى مطلعون أن حزب الله يعاني، منذ اكتشاف الجواسيس، أزمة في كل الإتجاهات! فعلى الصعيد الأمني، يتسابق حزب الله مع الزمن لتغيير شبكة الإتصالات التي كلفته أموالا طائلة، و يعمل حاليا على تفكيكها وتشكيلها مجددا، إضافة إلى إعادة بناء نسيج الخطط والبرامج العسكرية، ونقل مخازن السلاح ضمن ما يطلق عليه بالمصطلح العسكري “التصفير”، أي إرجاع الخطط الأمنية والبرامج العسكرية إلى نقطة الصفر تمهيدا لإعادة تكوينها مجددا. وتُعتبر هذه الخطوة ضرورية، بل مصيرية في الوقت الحالي، كون أفراد شبكة التجسس التي اكتشفها الحزب مؤخرا من المكلفين بتمديد شبكة الإتصالات الخاصة ومن المسؤولين عن أمن قيادات الصف الأول، إضافة إلى إشرافهم المباشر على عمليات التواصل الأمنية بين المواقع العسكرية وقادة المجلس الجهادي.
“تصفير” ومتاعب مالية إيرانية!
ماليا ,يبدو حزب الله في حالة من الإرباك الشديد, فمقابل “التصفير” الإلزامي، وضرورة العمل الفوري والسريع على إعادة لملمة جسمه العسكري والأمني، يفتقد حزب الله السيولة المالية المطلوبة التي تمكنه من تغطية نفقات تغيير المواقع ونقل المعدات وتبديل الخطط. كما أن الجمهورية الإسلامية، المستاءة مما حصل،غير قادرة على حاليا على سد الثغرة، لأنها منهكة بالعقوبات ووضعها الإقتصادي لا يسمح بضخ أرصدة مالية إضافية كانت بالغنى عنها اساسا.
ويقال إن المسؤولين الإيرانيين غاضبون، أو أنهم عاتبون في أحسن الأحوال، على السيد نصر الله، لوجود هذا العدد الكبير من العملاء في صفوف حزبه! وربما تعرض السيد نصرالله للمساءلة من قبل قادة من “الحرس الثوري” زاروا بيروت والتأنيب على هذا الخطأ الإستراتيجي الفادح أو ما وصف بالهفوة الأيدولوجية المدوية.
إيرانيون بدل لبنانيين وانتقال نحو البقاع!
ونقل عن مسؤول أمني رفيع أن الإيرانيين باتوا يتساءلون عن جدوى تمويل حزب نصفه عملاء للإستخبارات الغربية.
عسكريً، للمرة الأولى يفقد حزب الله الثقة التي منحه إياها قادة “الحرس الثوري”. ويُشاع أن حوالي 200 عنصر من الحرس الثوري الإيراني حلوا مكان عناصر لبنانيين في مراكز البقاع، وتولوا بطريقة سرّية، يعاونهم محازبون لبنانيون ثُقاة، مهمة نقل المواقع العسكرية ومخازن السلاح وقواعد الصواريخ إلى أماكن أخرى جديدة، والإشراف المباشر عليها.
كما تبدو قبضة حزب الله العسكرية قد تراخت لوجستياً في مناطق الجنوب، وتعززت في مناطق البقاع، لأسباب إستراتيجية وأخرى جغرافية.
حملات دهم واعتقال في “الضاحية”!
ورغم الهدوء الذي أعقب عاصفة الجواسيس ما زالت حملات الدهم والإعتقال جارية على قدم وساق في الضاحية الجنوبية. وتتم يوميا اعتقالات عشوائية، ويُستجوب الأهالي يميناً ويساراً! ولم تستثن التحقيقات، كما يبدو، قيادات الصف الأول، ورجالَ الدين، وكوادر في حزب الله. وقد اعتقل الحزب حتى الآن كل من عمل تحت إشراف “محمد عطوي” و”محمد الحاج” المتَّهمين بالعمالة، وجرى التحقيق مع الجهاز البشري التابع لهما، كما شارك محققون إيرانيون في التحقيقات والتحريات.
“الحرس” يمسك “الضاحية”: غضب إيراني على “الحزب” وتحقيقات لا توفّر المعمّمين!
غريب طلع بالحزب الألاهي في شياطين الاهية….دود الخل منو وفيه