وحدة الامة الاسلامية. تحرير فلسطين والوطن العربي. هدم الجبروت (الذي) يقتحم حرمات المسلمين في الفلوجة. مجتمع عربي اسلامي. مجتمع نظيف. مجتمع قائم على الشرع: تلك هي الاهداف البعيدة لتنظيم «القاعدة»، وبحسب من؟ بحسب وزير العدل القطري السابق، نجيب النعيمي الذي يصف نفسه بأنه «مؤمن» بفكر «القاعدة»، أوبـ «الوجه السياسي للقاعدة»، وذلك في معرض «مناقشة» معاليه لمشروع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري ورفاقه. وأين؟ في قناة «الجزيرة» القطرية. ومتى؟ في هذه الايام، حيث الحدث «الموازي» لحدث المحكمة هو القتال الذي يخوضه الجيش اللبناني ضد «فتح الاسلام» الارهابية-المخابراتية. هذا عن الاهداف البعيدة الاستراتيجية لتنظيم «القاعدة»، على اساس ان «فتح الاسلام» جزء من منظومتها العامة.
اما كيفية تطبيق هذه الاهداف السامية على الارض، وفي معركة نهر البارد بالذات مع الجيش اللبناني، فإليكم الخطة يعرضها نجم تلفزيوني آخر هو الدكتورهاني السباعي، الناطق غير الرسمي باسم «القاعدة»، والمقيم في لندن في سياق مقابلة مع قناة «ال بي سي» اللبنانية. فماذا في جعبة السباعي من تكتيك، يخدم الاستراتيجية البعيدة؟: أولا التشكيك بوحدة الجيش وبقدرته على التماسك في وجه التحدي العسكري الذي يواجهه في مخيم نهر البارد. الطعن بشرعية وجود المسلمين اللبنايين في المؤسسة العسكرية. رفض اعتبار الذين سقطوا في المواجهة مع «فتح الاسلام» شهداء. ثانياً: اعتبار ان الجيش قد استُدرج الى كمين وان عليه ألاّ يواصل هذه المواجهة التي ستتحول الى استنزاف. انتقاد المواجهة مع «فتح الاسلام» بإعتبارها انحيازاً من الدولة اللبنانية الى جانب اميركا في حربها على الارهاب. وأخيراً، اعتبار ان الاحداث قد اندلعت نتيجة الزيارة «المشبوهة» لديفيد ولش، مساعد كوندوليزا رايس، الى بيروت.
ان يكون للقاعدة ناطقون بفكرها ولسانها، وان يكون الناطقون بلسانها و»فكرها» وزيرا سابقا (للعدل!) في قطر حيث اضخم قاعدة عسكرية اميركية في الخليج، ثم لاجىء سياسي اسلامي مقيم في بريطانيا، حيث تضيق الحملة على مجرد المشتبه بهم بالارهاب… فهذا ما يشبه اعلان «الاستشهادي» احمد ابو اللبن، في شريط فيديو، عن مسؤوليته عن اغتيال «الكافر» رفيق الحريري. وهذا التباس من صنع المخابرات. لكنه لا يلغي دور «القاعدة» وتدميريتها السافرة؛ ولا ينفي أمومتها لـ»فتح الاسلام». فالشبهات المزدوجة، الارهابية والمخابراتية، تفيض عن الحاجة اليها. وهي الآن برسم ضمير المواطن: نعم هذا فصل من المؤامرة السورية على لبنان، المعطوفة على الارهاب «القاعدي»، بعد فصل الاعتداء الاسرائيلي على ارضه في الحرب الصيفية الماضية. اسرائيل تعتدي على لبنان، تليها دمشق فتتآمر عليه. وهكذا…
«فتح الاسلام» المتلطّية خلف دروع بشرية ووطنية وجغرافية، هي فصلٌ من فصول المسلسل الدمشقي الطويل الذي عُطف عليه مؤخراً البازار الايراني… الأطول نَفَساً والأعمق تقية. ارتكبت «فتح الاسلام» جرائمها. ذبحت الجنود وسرقت المصارف وتبنّت التفجيرات ضد الابرياء وهدّدت بالمزيد منها. والحرب ضدها تفتح على ما لا يقل عن اربعة انواع من الفصول الحربية التفجيرية… في الازمة اللبنانية المفتوحة اصلا على كل الاحتمالات السوداء.
والجيش بطل هذا الفصل بلا منازع. الجيش الذي اهملناه بثقافتنا ونظامنا العاصيَين على معاني المؤسسة والدولة والقانون والمواطنة. الجيش الجامع وحده لكل اللبنانيين في مؤسسة واحدة، وان ابدى «مرونة» و»حكمة» طائفية نخشى عليهما من قوة الميليشيات والفكر الميليشيوي…
قد يكون هذا الجيش الذي وُضعت له «خطوط حمراء»، على يد زعيم اقوى ميليشيا مسلحة وطائفية، بعد المذبحة التي ارتكبتها ضده «فتح الاسلام»، قد يكون بصدد لحظة تأسيسية اخرى، على غرار «ثورة الارز» التي لم نعرف كيف نديم تأسيسيتها.
لماذا لحظة تأسيسية؟ لأن فصول الازمة اللبنانية منذ اغتيال رفيق الحريري حتى الآن لم تدع اي شكل من اشكال الحروب والصراعات تعتب عليها: بعد اغتيال الحريري، حصل مزيد من الاغتيالات الارهابية الرامية الى طمس معالم تلك التي سبقتها. حرب تموز مع اسرائيل، تفجيرات ومفخّخات تطال الآمنين في بيوتهم، وجرائم بشعة، واضراب 23 كانون، وواقعة الجامعة العربية واحتدام المذهبية، وغزوة السوق التجاري بجماهيره الغاضبة فجأة من حكومة السنيورة «غير الشرعية»… والآن «فتح الاسلام»؛ وبما يفتحه هذا الملف من ملفات نحن، كلبنانيين وكفلسطينيين منقسمون حولها. ويوميات قطاع غزة هي المثل «المتقدم» عن هذين الانقسامَين.
خلاصة القول ان لبنان يتعرض الآن لنوع من انواع الحروب على ارضه. لن نقول اخطرها، تحسّبا للآتي، بل احدى الاخطر منها. حروب ليست بالاهلية ولا بالنظامية. اخطر من الاثنتين. انها حرب الحروب. الحرب على النظام في لبنان، على الدولة. بل حرب على كل محاولة تأقلم مع حرب سبقتها، وتنظيماً للحياة فيها: كلما رسا قانون او عرف لفصل من فصول الحرب، فُرخّت حرب اخرى تحتاج الى اطار جديد، قانون جديد، يتداخل مع حديث العهد… فتدبّ الفوضى. الفوضى القاتلة. الفوضى المدمّرة لنظامه ومكوّناته… فضلا عن تهالك دولته وقانونه ومؤسساته. لذلك من البديهي اليوم ان يأتي انقاذ لبنان من فوضى حروبه الشاملة على يد عدو الفوضى اللدود، عدوها الشرعي والرسمي والموحد، اي الجيش. وهو الآن مولج هذه المهمة بالذات: في الجنوب مع القوات الدولية حيال اسرائيل وضد العدوان. وفي الشمال، ضد المؤامرة: ضد الارهاب الاسلامي والسلاح غير الشرعي، وكلاهما من معسكر «الممانعة». يا لمحاسن الصدف! لهذه الاسباب بالذات يحتاج الجيش الى الدعم. واللبنانيون يستشعرون ذلك بوقوفهم معه.
فالمحتمل ان ما يؤسسه الآن الجيش بمعركته من اجل احترام النظام والقانون هو الاطار الاوسع الجامع للبنانيين على مختلف مشاربهم ومذاهبهم. قد يكون الجيش بخوضه هذه المعركة ضد تنظيم ارهابي يستبيح لبنان هو الداعم لتلك الهوية اللبنانية المعذّبة منذ نشأة لبنان الكبير. ويفترض بمعركته ضد الفوضى ان تخلصنا من عقدة تاريخية سخيفة هي ان كل الذي خلّفه الاستعمار الاوروبي خطيئة اصلية يجب استئصالها… اجتثاثها… ومن ثم اجتثاث لبنان.
لكن هل تكفي هذه الاسباب لتحويل معركة الجيش في نهر البارد لحظة تأسيسية؟ ماذا عما بعد هذه المعركة؟ هل من خطة تشمل كل لبنان؟ الجواب عند السياسيين الذين اقاموا مسرحا موازيا لمسرح معارك الجيش المصيرية: مسرح لا قول فيه غير شروط تقاسم النفوذ: الحكومة الموسعة او المعاد تشكيلها، ثلثين ام اغلبية راهنة، المرشحون لرئاسة الجمهورية… هذا هو الخوف على تلك اللحظة. لعبة السياسة وتقاسم النفوذ. هل يستطيع اللبناينون ان يحموا هذه اللحظة بأنفسهم؟ هل تكون هذه فرصة اخرى؟ هل يقتنصها اللبنانيون؟ ام تفلت من ايديهم كما أفلتت ثورة الارز؟ وما هي الاسباب التي خلصنا اليها اصلا حول خفوت هذه الثورة؟ هل حصل نقاش حقيقي؟ «حوار» حقيقي؟ اذا وضعنا جانبا التراشق التلفزيوني اليومي بين «الاقطاب» ومن رجالات الصف الثاني وصحافييهم و»محلليهم»… والذي حطّ من قيمة القول؟
ضمير لبنان. اين ضمير لبنان الآن خارج حلبة هؤلاء اللاهثين خلف غنائم معركة البارد؟ الجيش يستأهل الآن ضمير لبنان. والا كانت فرصة، فضاعت الفرصة.
dalal_el_bizri@hotmail.com
(الحياة)
الجيش في معركته الأولى: بل هو يستحقّ ضمير لبنان
Responsabiliser …..ce gouvernement, ça ne m’a nullement effleuré l’esprit quand j’ai rédigé mon commentaire.Mon propos était d’attirer l’attention sur la boucherie qui a lieu sous nos yeux et l’exode de plus de 20.000 personnes; la misère quoi.Quant à la gymnastique , je vous conseille de faire la vraie car elle aide à avoir les idées claires.
الجيش في معركته الأولى: بل هو يستحقّ ضمير لبنانA Maroun Il n’y a de médiocre que votre vision obtuse et biaisée des choses. C’est trop facile de vouloir réduire ce qui se passe à “un triste événement” qui s’explique selon votre gymnastique intellectuelle intenable par un “manque de coordination entre les services de l’Etat” afin d’accabler le gouvernement et de blanchir le vrais responsables dans un aveuglement continu Les gens comme vous ne comprendront l’étendue et la gravité de leurs positions que lorsqu’on finira, comme en Palestine, avec 2 Etats entre lesquels il faudra choisir etvous serez bien embarassés de… قراءة المزيد ..
الجيش في معركته الأولى: بل هو يستحقّ ضمير لبنان
Il ne faut pas chercher midi à 14h.
Ce qui s’est passé c’est une mauvaise coordination entre les services de l’Etat-tribu qui s’est soldée par le massacre des soldats.
De là à faire de ce triste évènement, car c’est bien un triste évènement (de la misère madame!) , un tournant pour la renaissance nationale , €c’est tout simplement médiocre pour ne pas dire raciste.”€