هل سقط “الربيع العربي” فعلاً، كما يعلن أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية حينما يقول، من واشنطن، أنه “لن تكون هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل في أي وقت قريب”؟ أم، هل ما يزال هنالك بصيص أمل، رغم تدمير سوريا أمام أنظار العالم، ورغم عودة مصر إلى العسكرة، ورغم استباحة الإستعمار الإيراني للعراق ولبنان، ورغم انحلال ليبيا ما بعد الثورة، واليمن، بدرجة أقل، إلى حالة “شبه صوملة”؟
الأعمى وحده لا يرى أن “التيارات الدينية” تلعب دوراً أساسياً في إسقاط مشروع الديمقراطية العربية! والأعمى وحده لا يدرك أن كل شعوب الأرض تقدّمت حينما وضعت “الله” خارج السياسة! وحدهم العرب، وليس كلهم، مصرّون على “تجربة” خلطة عجيبة تجمع بين “السياسة” و”الدين” ولا تؤدّي سوى إلى الحروب الأهلية وإلى انهيار مؤسّسة “الدولة”!
هل ما تزال في العالم العربي جماعات قادرة على رفع لواء الديمقراطية والليبرالية؟ أم نظل، كل عشر سنوات، أو كل عشرين سنة، أو كل خمسين سنة، نتذكّر سؤال الأمير شكيب أرسلان: “لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم”؟
أسهل الأمور أن نردّ على الجنرال الإسرائيلي بأن “ديمقراطيته” لا تشمل ٤ ملايين فلسطيني يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي! الأصعب، في هذه الفترة العصيبة، أن نقنع أنفسنا بأن العرب قرّروا أن يبنوا “دولا” عصرية “مدنية”، وأن يضعوا “باعة الدين” و”العسكر” خارج السياسة! نظرية “المؤامرة الإسرائيلية”
ربما.. الأهم هو “مؤامرة التخلّف”، وهذه مؤامرة “عربية” بالدرجة الأولى!
الربيع العربي لم يسقط.. بعد! ولكنه يواجه قوى “الإخوان” و”السلف” و”ولاية الفقيه الشيعي الإيراني” (ممثّلي “غريزة الموت” والدمار في منطقتنا)، والعسكر “الكامن بالإنتظار”! ولسوء حظ العرب، فإنهم يواجهون أيضاً واحدة من أسوأ الإدارات الأميركية في التاريخ الحديث!
وكلمة أخيرة: الجنرال الإسرائيلي غير مقتنع بحظوظ العرب الديمقراطية، وغير مقتنع أيضاً بـ”السلام مع الفلسطينيين”! هذه مسألة مهمة!
الليبراليون العرب قناعتهم لم تتغيّر: لا ديمقراطية عربية بدون سلام عربي-إسرائيلي! وأغلبية الشعب الفلسطيني في الداخل، كما تبيّن جميع استطلاعات الرأي، مع “خيار السلام”.
“صدمة السلام” مع إسرائيل قد تكون “الصدمة الضرورية” لـ”العقل العربي” ولدخول العرب في العصر الحديث!
أما مشاريع “استئصال إسرائيل”، رغم انف الشعب الفلسطيني (حزب الله وبشار الأسد يحاصران مخيمات الفلسطينيين، وحركة “حماس” الإخوانية تحاصر الشعب الفلسطيني في غزة..!)، فلم تفلح حتى الأن سوى في استئصال مشروعات بناء “الدولة”، ومشروعات التقدم، في المنطقة العربية!
بيار عقل
*
“في 9 تشرين الأول/أكتوبر ألقى أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء المتقاعد عاموس جلعاد الكلمة الرئيسية في المحاضرة السنوية التذكارية في معهد واشنطن لإحياء ذكرى زيئيف شيف لعام 2013. وتقام هذه المحاضرة سنوياً تكريماً للمراسل الموقر للشؤون الدفاعية والمفكر الاستراتيجي وصديق قديم للمعهد. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظات الجنرال الإسرائيلي”.
*
الشاغل الأمني الرئيسي لإسرائيل هو إيران التي تمثل التهديد الوجودي المحتمل الوحيد لها في الوقت الراهن. لكن على الرغم من هذا التهديد والاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل آمنة أكثر من قبل.
التهديد التي تشكله إيران
عندما انتُخب بنيامين نتنياهو لأول مرة رئيساً لوزراء إسرائيل في عام 1996، تلقى تقييماً استخباراتياً بأن إيران ستصبح العدو الرئيسي لإسرائيل بسبب رؤيتها لتطوير أسلحة نووية وكذلك قوة صاروخية كبيرة. وفي ذلك الوقت، رفضت معظم البلدان الأخرى هذا التقييم، ومن بينها الولايات المتحدة. إلا أن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين. وتتفق الآن جميع الأجهزة الاستخباراتية الرائدة على أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان عازماً منذ فترة طويلة على وضع بلاده في موضع يتيح لها تطوير الأسلحة النووية عندما ترغب في ذلك. وقد وصلت إيران الآن إلى تلك المرحلة – وإذا ما سأل خامنئي علي أكبر صالحي، رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية»، “هل يمكننا تطوير سلاح نووي متى ما نشاء ؟”، فإن الإجابة ستكون “نعم”.
لكن، قدّم العقد الماضي درساً آخر بالغ الأهمية: ويتمثل تحديداً في أنه عندما يواجه النظام الإيراني تهديداً وجودياً، فإنه يرجئ مشروعه النووي. ففي عام 2003، كان زعماء إيران يؤمنون بأن الولايات المتحدة سوف تطيل أمد الحرب في العراق من أجل معالجة قضية الجمهورية الإسلامية أيضاً، لذا فإنهم قاموا بتجميد أنشطتهم النووية. لكنهم استأنفوا البرنامج الخاص بها عقب ذلك التوقف المؤقت وقاموا بإنتاج مئات الصواريخ منذ ذلك الحين.
أما اليوم، فقد أثبتت العقوبات أنها أكثر فعالية مما كان يتصور البعض، كما أن هناك جولة أخرى من العقوبات جاري التحضير لها، الأمر الذي يمثل تهديداً وجودياً للنظام. ورداً على ذلك، اتخذت طهران مرة أخرى قراراً استراتيجياً لتأخير المشروع النووي، على أمل وقف زخم العقوبات مع حفاظها على القدرة على تطوير سلاح نووي “في الوقت المناسب”.
وفي الواقع أنه تم انتخاب الرئيس الجديد حسن روحاني لأنه يوفر أفضل فرصة للحد من أثر العقوبات. وعلى الرغم من أنه قد فاخر بأنه الوجه الأمثل لـ “إيران الجديدة”، إلا أنه لا يسعى إلى تغيير المصالح الاستراتيجية للنظام. وقد كان سلفه، محمود أحمدي نجاد، يمثل مشكلة أبسط من بعض الأوجه – فمنهجه الفظ ذكّر الشعب بهتلر، بينما روحاني أكثر حنكة ويستخدم أساليب أكثر حذقاً لكسب المزيد من الوقت.
ويقيناً، تدعم إسرائيل أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، بما في ذلك المبادرة الدبلوماسية الأمريكية الحالية. بيد أنها متشككة من نجاح أي جهود دبلوماسية في إنجاز ذلك الهدف. وخامنئي لم يتغير فجأة. فعقليته الاستراتيجية واضحة للغاية – فهو يأمل في النجاح في تخفيف العقوبات مع إحراز تقدم في البرنامج النووي. ويستمر التوافق قائماً على أن لدى طهران هدفاً استراتيجياً لتطوير أسلحة نووية، وأنها تملك الصواريخ المطلوبة لتوصيل مثل تلك الأسلحة.
وستجرى المحادثات القادمة في سياق مختلف عن المفاوضات السابقة. وعلى عكس ما سارت عليه الأمور قبل عقد من الزمن، تذهب الولايات المتحدة إلى هذه الجولة من المحادثات وهي على أتم الوعي والإدراك بالصورة الاستخباراتية والإجماع الواسع بأن القضايا المطروحة تمثل تهديداً استراتيجياً لمصالح الولايات المتحدة. وإذا فشلت المبادرة الدبلوماسية، فإن منع إيران من أن تصبح دولة نووية يبقى أمراً حتمياً. ولا يمكن الحكم على كافة الخيارات – الدبلوماسية أم العسكرية – إلا من خلال نتائجها أي: سواء كانت إيران ستوقف مشروعها النووي العسكري أم لا. إن الهدف هو منع إيران من أن تصبح دولة نووية، أما كيفية تحقيق ذلك الهدف فإن هذه مسألة تكتيكية.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن امتلاك إيران لسلاح نووي يمثل تهديداً لا يمكن تقبله. وهو غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً وفقاً لما أعلنه الرئيس أوباما مراراً وتكراراً. ويتحدث الرئيس الأمريكي بصورة جدية جداً عندما يقول “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها الخيار العسكري”. وتلتزم الولايات المتحدة بشكل كامل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية – ليس من أجل إسرائيل، ولكن لأن ذلك يشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بتبعات ذلك السيناريو، ففي اللحظة التي تصبح فيها إيران دولة نووية فإن المملكة العربية السعودية ومصر ستحذوان حذوها أيضاً. ومن شأن القدرات النووية الإيرانية أن تقوض أيضاً قدرات الردع الإسرائيلية من خلال خلقها مظلة لحماية الإرهاب. وحالياً، تستطيع إسرائيل ردع «حزب الله» من استخدام ما يقدر بـ 100000 صاروخ يملكها في ترسانته؛ وينطبق الشيء نفسه على العديد من الصواريخ في “حماستان”. إلا أنه في اللحظة التي تكشف فيها إيران النقاب عن سلاح نووي، فستصبح هذه الجماعات أقل تردداً في مهاجمة إسرائيل.
«الإخوان المسلمين» ومصر
تمثل جماعة «الإخوان المسلمين» إحدى أكبر التهديدات في الشرق الأوسط. فهي تطمح إلى السيطرة على المنطقة وكانت قد صرحت عن هذه النية علناً. ومصر بتعداد سكانها البالغ 90 مليون نسمة لا تزال قائدة الشرق الأوسط، لذا فإن سيطرة «الإخوان» هناك شكلت تهديداً للمنطقة بأسرها. وقد هددت «الجماعة» أيضاً استقرار الأردن. ومع ذلك، فمنذ إخفاق «الإخوان» في مصر شعرت المنطقة بأسرها بالارتياح، وتحسن الوضع الأمني على طول حدود إسرائيل، وتم عزل «حماس».
وتظهر جميع المؤشرات أنه لن تكون هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل في أي وقت قريب، لذا فإن الهدف السياسي الأكثر ملاءمة هو السعي لإرساء الاستقرار استناداً إلى النفوذ الأمريكي. إن الديمقراطية غير ملائمة في المنطقة في الوقت الراهن لأن البلدان العربية لا تبدو مستعدة لإجراء انتخابات نزيهة.
على سبيل المثال، إن إجراء انتخابات حرة في غزة تحت حكم «حماس» هو شئ أبعد من الخيال. فعلى غرار «الإخوان المسلمين» في كثير من البلدان، فإن «حماس» مستعدة تماماً للسماح بإجراء انتخابات واحدة – تلك التي تجلبها إلى سدة الحكم. وبالتالي، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية عندما يكون «الإخوان المسلمين» في السلطة. والقيادة الجديدة في مصر هي ليست أيضاً المثال الأفضل للديمقراطية، لكنها أفضل من البديل. ورغم أن البعض في الولايات المتحدة لا يروق لهم سماع ذلك، إلا أن “الديمقراطية” المزعومة التي تأتي بقوى مروعة مثل جماعة «الإخوان» إلى السلطة لا يجب الحث عليها.
وبطبيعة الحال، فإن إسرائيل تفضل أن تكون محاطة بديمقراطيات وتتطلع إلى ذلك اليوم في المستقبل. ولكن من زاوية واقعية، ينبغي للمرء أن لا يتوقع ديمقراطية حقيقية في المنطقة خلال العقود المقبلة.
وفي أعقاب انهيار «الإخوان» في مصر، أصبحت هناك ظاهرة إيجابية جديدة أكثر وضوحاً في منطقة الشرق الأوسط وهي: ظهور محور سني. إن العلاقات القوية والاستراتيجية التي تشكل هذا التحالف السني تمثل إسهاماً كبيراً في تحقيق الاستقرار الإقليمي. كما تمثل أيضاً نوعاً من “باكس أمريكانا”، أي [السلام الأمريكي] لأن البلدان المعنية تفضل الولايات المتحدة بصورة عامة. كما يصب المحور السني في صالح إسرائيل أيضاً، حيث يسمح لها بأن تحظى بنوع من السلام مع بعض الدول – وليس على غرار السلام بين الولايات المتحدة وكندا، لكنه سلام على أية حال.
وفي غضون ذلك، يستمر السلام بين إسرائيل ومصر قوياً وراسخاً، وبدونه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين والأردن وبلدان أخرى. بيد أن الولايات المتحدة تمثل إحدى الركائز الأساسية لهذا السلام. ومن ثم فإن قرار الولايات المتحدة حول ما إذا كانت ستقطع المعونات المقدمة للقاهرة يجب أن يضع في الحسبان جميع جوانب السلام بين مصر وإسرائيل*. وتواصل إسرائيل صراحتها بمشاركتها واشنطن وجهات نظرها حول هذه المسألة.
الحرب في سوريا
على الرغم من أن سوريا لا تزال على الخريطة، إلا أن الدولة انهارت فعلياً. ولا يوجد هناك مستقبل اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي. وعلى عكس [ما كانت عليه سياسة] والده، فإن سيطرة بشار الأسد على الدولة آخذة في التراجع والتقلص من خلال انتهاجه أجندة طائفية. ونتيجة لذلك، أصبحت الأغلبية الساحقة من الشعب معادية له.
إن موقف إسرائيل من الحرب الأهلية المستعرة يعكس وجهات نظرها المستفادة من كتاب زئيف شيف عن حرب لبنان الذي صدر عام 1982. فعند التنقل عبر أرجاء العالم العربي، قد يصل المرء إلى انطباع بأن إسرائيل قوة عظمى نوعاً ما يبلغ عدد سكانها 400 مليون شخص. وفي الواقع، إن إسرائيل هي قوة صغيرة. ولا يمكنها أن تغيّر الأنظمة في بلدان أخرى وفقاً لرغباتها. وقال شيف إن على اسرائيل أن تحارب مثل هذه العجرفة. وعلاوة على ذلك، إذا دخلت القوات الإسرائيلية سوريا حتى ليوم واحد، فإن ذلك سيكون له تأثير غير مقصود وهو إنقاذ الأسد. وبدلاً من ذلك، استمرت إسرائيل بتحذير سوريا بصورة واضحة: “لا تهاجموننا، فسوف سنرد إذا ما تعرضنا لهجوم بصورة متعمدة”.
وفي الوقت نفسه، وافق الأسد على التخلي عن الكميات الكبيرة من الأسلحة الكيميائية لدى النظام – ترسانة تشمل ما يقرب من 1200 طن. وعلى الرغم من أن خطة القضاء على هذه الترسانة تبدو قابلة للتطبيق، إلا أنه من الضروري التحقق من انصياع النظام لجميع الخطوات على طول الطريق، وعدم الوثوق في كلماته وحدها. ويبدو أن دمشق قد وافقت على خطة تقوم على الخوف من التهديد الوجودي الذي يشكله الجيش الأمريكي. وباختصار، أشارت الولايات المتحدة إلى الأسد بأن أمامه خيارين: إما التنازل عن أسلحته الكيميائية والنجاة، أو الاحتفاظ بها والهلاك. وقد اختار النجاة.
ويوفر ذلك درساً هاماً جداً بالنسبة إيران. فقد قررت طهران مرة أخرى تأجيل برنامجها النووي ولكنها لم تفعل ذلك إلا عندما واجهت تهديداً وجودياً؛ كان ذلك في عام 2003 وحالياً أيضاً.
الفلسطينيون
بعد سنوات من قيام تفجيرات وغيرها من الهجمات التي وقعت في شوارع إسرائيل، أستطاعت الدولة العبرية أن تهزم الإرهاب الفلسطيني. وقد فعلت ذلك إلى حد كبير من خلال استخدام تكنولوجيا استخباراتيه جديدة؛ ولا تحتاج إسرائيل إلى الاعتماد على الدبابات والأسلحة الثقيلة لمنع الهجمات الإرهابية. على سبيل المثال، خلال المواجهة الأخيرة في غزة، سعت «حماس» إلى إطلاق صواريخ على تل أبيب. إلا أن الخطة قد فشلت لأن إسرائيل علمت بها قبل الموعد المحدد، واستخدمت قدرات استخباراتية متميزة لتحديد موقع الصواريخ (التي كان قد تم إخفاؤها وراء هياكل أساسية مدنية)، وبذلك منعت الهجوم.
أما بالنسبة لمحادثات السلام، فحتى لو وقّعت إسرائيل على اتفاق مع السلطة الفلسطينية، فقد تقرر «حماس» شن هجوم على إسرائيل بعد ذلك بخمس دقائق. وهكذا، فإن الدرس الرئيسي لإسرائيل من الجولة الأخيرة من المحادثات هو أن تولي اهتماماً للأمن. فالسلام لا يمكن أن يدوم خمس دقائق دون وجود أمن [واستقرار]. وستكون هناك العديد من الأبعاد الأمنية لأي اتفاق سلام، وتلتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية التزاماً جدياً بالسعي للتوصل إلى اتفاق.
الخاتمة
إن الوقت الحالي هو أفضل الأوقات التي شهدتها إسرائيل من الناحية الأمنية، على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها. فقد هزمت الإرهاب الفلسطيني، ولم تواجه جيشاً نظامياً منذ عام 1973 لأن خصومها مقتنعون بأن هزيمتها بهذه الطريقة هي أمراً مستحيلاً. لكن البعض من أعداء إسرائيل وجدوا بديلاً: بناء كميات هائلة من الصواريخ من أجل استهداف المدنيين في جميع أنحاء البلاد. ويشكل ذلك تحدياً كبيراً. وعلى الرغم من أن التعاون الدولي مع الولايات المتحدة وغيرها قد وضع الأسلحة النووية بعيداً عن متناول إيران في الوقت الراهن إلا أن النظام لا يزال عازماً على الحصول عليها.
وفي ظل هذه المخاوف، فإن المستوى الحالي من التعاون والتفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة لا مثيل له ويبقى بالغ الأهمية لكلا البلدين. إن العلاقة الاستراتيجية الفريدة مع واشنطن هي إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي الإسرائيلي. ومن وجهة نظر إسرائيل، لا يوجد بديل لهذه العلاقة من حيث نوعيتها وعمقها. وفي المقابل، ساهمت إسرائيل في أمن الولايات المتحدة في نواح كثيرة، بما في ذلك بعضها التي لا يمكن أن توضع على الملأ.
أعد هذا الملخص المقرر هاري ريس.
*أثناء إلقاء الجنرال عاموس جلعاد كلمته في معهد واشنطن قررت إدارة الرئيس أوباما تعليق الكثير من المساعدات السنوية المقدمة لمصر والبالغة 1.3 مليار دولار.