تداعت مجموعة من الناشطين في المجتمع المدني اللبناني لعقد لقاء لنصرة ودعم الشعب السوري، في وجه حملة القمع المنظمة والدموية التي يتعرض لها من قبل اجهزة النظام القمعية في دمشق، والتي اودت الى الآن بحياة مئات القتلى وألاف المفقودين والمعتقلين.
مجموعة الناشطين التقت دوريا وفي اكثر من مكان عام وفي المنازل، وعملت على استمزاج آراء المشاركين في طبيعة وشكل التحرك. وكانت النقاشات تدور بين حدّين: الاول يؤشر الى تدخل لبناني في الشؤون السورية، والثاني إصدار بيان يقارب الاحداث في سوريا من وجهة إنسانية إجتماعية.
وبعد مداولات، قر الرأي بإجماع المشاركين على إصدار بيان يبتعد شكلا ومضمونا عما يمكن ان يشكل تدخلا في الشؤون السورية، ويشدد في مضمونه على حق الشعب السوري بالعيش بكرامة وحرية لينتقل المجتمعون الى البحث عن مكان لعقد اللقاء وتوجيه الدعوات وشكل اللقاء. فاتفقوا على إختيار قاعة في فندق البريستول في العاصمة بيروت على ان يتم توجيه الدعوات لاكثر من 500 شخصية للمشاركة في اللقاء.
وبين الاعلان عن إنعقاد اللقاء والموعد المقرر في السابع عشر من الجاري في البريستول، ثارت ثائرة قوى 8 آذار وبدأت باطلاق التهديدات والنعوت قبل صدور البيان او حتى إنعقاد اللقاء، وصولا الى الطلب من إدارة البريستول تأجير قاعة عامة في الفندي لعقد لقاء تضامني مع النظام السوري بالتزامن مع انعقاد اللقاء التضامني مع الشعب السوري. ولما رفضت إدارة الفندق وأصر الناشطون على موقفهم من عقد لقائهم التضامني مع الشعب السوري، اعلنت مجموعة قوى 8 آذار من سوريين قوميين وبعثيين وسواهم عن تجمع سيعقدونه امام ساحة فندق البريستول بالتزامن مع إنعقاد اللقاء.
ولما لم تنفع التهديدات في ثني الناشطين ودفعهم للتراجع عن موقفهم، نفذ صبر قوى 8 آذار وهددت بإحراق الفندق في حال استضاف اللقاء، فما كان من الاخير إلا أن ابلغ الناشطين باعتذاره عن إستضافتهم.
أزمة الناشطين ومصدر قوتهم تكمن في يتمهم وعدم وجود اي جهة سياسية تتبى حركتهم على الرغم من محاولات إلصاق التبني بالامانة العامة لقوى 14 آذار. علما ان الناشطين كانوا قرروا المساهمة من حسابهم الخاص لدفع نفقات إجار القاعة وسوى ذلك..
وبعد بحث ورفض العديد من الفنادق إستضافة اللقاء، وجد الناشطون ضالتهم في قاعة عامة في بيروت وهم سيعقدون اللقاء يوم الثلاثاء المقبل بعد إنتهاء الترتيبات اللوجيستية وتجهيز القاعة. وقد بدأوا العمل على توجيه الدعوات للمشاركة التي يرتقب المنظمون ان تكون كثيفة بعد التهديدات التي اطلقتها قوى 8 آذار، وان يشارك في اللقاء رجال سياسة ونقابات فعاليات اجتماعية إضافة الى جمعيات المجتمع المدني.