من هي البورجوازية الجديدة (الشخصيات ـ الحجم ـ التأثير الاقتصادي)؟
أ ـ ظهورها:
هناك الكثير من التحليلات بشأن ظهور طبقة برجوازية جديدة في سوريا، ولعل الدافع إلى هذا الاعتقاد هو ما لامسه الشارع السوري منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، من تقلص دور الدولة على الصعيد الاقتصادي والذي يبدو جلياً في ابتعادها عن عدة مشاريع استثمارية ضخمة، ذهبت إلى أسماء جديدة لم تكن معروفة من ذي قبل، بعد أن كانت الدولة تقوم بكل شيء مذ تمت تصفية الطبقة البورجوازية السورية بفعل التأميم في بداية الستينيات من القرن العشرين.
وفي تقديرنا فإنّ البورجوازية الجديدة بدأت تتكون من جديد قبل بضع سنوات، وهي تتألف من كتلتين، وهما:
1- العائلات البورجوازية المعروفة.
2- الطبقة الجديدة التي تتكون من أشخاص لا ينحدرون من عائلات برجوازية، وإنما لديهم توجهات هذه الطبقة وأفكارها، مدعومين بتحالفات متنوعة تقوي مراكزهم..
وإذا كان هناك شبه إجماع على هذا التوصيف للبرجوازية الجديدة، إلا أن البعض يضيف إلى هاتين الكتلتين كتلة ثالثة يسمونها بالمؤسسة البورجوازية العسكرية، أو ما يدعى “مجمع عسكري ـ تجاري” مؤلف من ضباط ورجال أعمال دمشقيين. و تعدّ هذه المؤسسة بمثابة تحالف بين الدولة “الجديدة” والبرجوازيين “القدامى”.
(يفترض باتريك سيل أن الأسد الأب قد لجأ إلى هذه الطريقة بشكل مدروس كي يدعم نظامه بأساس طبقي جديد وضروري للاستقرار. وقد سار الأسد الابن على نفس الطريق من خلال إبراز وجوه جديدة تكمل هذا الدور الضروري).
البورجوازية وفق هذا المنطق تخوض حالياً عملية إعادة البناء، والطريف أنّ الدولة التي أجهضت مشروع البورجوازية قبل أربعة عقود، هي نفسها التي تسهم بشكل كبير في ولادة البورجوازية الجديدة. فقد أسهمت النفقات الهائلة على تطوير الدولة، خلال السبعينيات، في نشوء برجوازية تابعة، ولا تحتل أي منصب، قوامها الوكلاء والمستوردون والمتعهدون.
وهنالك أيضاً بورجوازية أكثر تكيفاً مع اقتصاد السوق،آخذة في الظهور. كما برز بعض الصناعيين الجدد ممن صعدوا من صفوف البورجوازية الصغيرة، أنشؤوا معامل متوسطة الحجم في مجالات صناعية كالنسيج والبلاستيك والصناعات الكيميائية.
في الواقع إن هذه البورجوازية ترحب بإفساح المجال أمام مشاركة أجنبية أوسع، والسماح للرأسمال الخاص بالاستثمار في حقول نشاط كانت في السابق حكراً على الدولة.
ب ـ الشخصيات:
1- كتلة العائلات البورجوازية المعروفة: مثل بيوتات (الشلاح ـ سكر ـ القلاع ـ الدبس ـ عنزروتي ـ الأيتوني ـ سيف ـ هيكل ـ الحمصي ـ شرباتي – كيوان – سمحا….).
2- الطبقة الجديدة: مثل (محمد حمشو ـ رامي مخلوف “ابن خال الرئيس” ـ ذو الهمة شاليش”قريب الرئيس من جهة والدته” ـ هاشم عقاد ـ محمد زاهر دعبول ـ طريف الأخرس “ابن عم أسماء الأخرس زوجة الرئيس” ـ محمد مرتضى الدندشي ـ محمد المصري..).
3- المؤسسة البورجوازية العسكرية: مثل (ماهر الأسد ـ آصف شوكت ـ رستم غزالة – بهجت سليمان – مصطفى طلاس…)
4- البورجوازية التابعة: مثل (صائب نحاس ـ عبد الرحمن العطار – عثمان العائدي..)
5- البورجوازية الصغيرة: مثل (محمد الشاعر ـ عصام زمريق..).
ج ـ الحجم والتأثير الاقتصادي:
ليس هناك من أرقام موثوقة تبين حجم الكتلة النقدية التي تمتلكها البورجوازية الجديدة، وإن يكن تأثيرها قوياً ولها وجود قوي في الاقتصاد السوري. وإذا ما اعتبرنا الكتل التي تطرقنا إليها أعلاه على أنها تمثل في مجمل أعمالها نشاط الطبقة البورجوازية، لأمكننا أن نقول بأن هذه البورجوازية الجديدة تهيمن على الاقتصاد السوري وتحقق نسبة مساهمة تزيد عن 70% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي، “تبلغ نسبة مساهمة القطاع الخاص وحده 68% من الناتج المحلي الإجمالي” .
إنما يمكن الحديث بشكل تقديري عن ثروات بعض ممثلي هذه البورجوازية، بحسب ما نمتلك من أرقام..
مثلاً شركة أريبا بيعت عام 2006 إلى شركة MTN العالمية بمبلغ قدره 5.5 مليار دولار، ومن المعلوم أن رامي مخلوف يمتلك أكثر من نصف أسهمها، فضلاً عن امتلاكه لأسهم شركة سيريتل التي بلغت إيراداتها خلال عام 2005، 7،1% من الناتج المحلي الإجمالي لسورية..! هذا بدون التطرق إلى الأرباح التي جناها في الفترة الماضية. عموماً تقدر ثروته بعدة مليارات من الدولارات وربما ما يفوق 8 مليار دولار.
إجمالاً لو تناولنا البورجوازيين الجدد من حيث الأهمية والتأثير كأفراد، فسيبرز لنا في المرتبة الأولى أسماء مثل (راتب الشلاح ـ رامي مخلوف ـ عماد غريواتي ـ سامر الدبس ـ باسل الحموي ـ محمود عنزروتي ـ ذو الهمة شاليش..).
ــــــــــــــــــــــ
1- المجموعة الإحصائية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء عام 2006
2- تصريح لرامي مخلوف عام 2005 في مؤتمر صحفي
نشر هذه الدراسة موقع “نداء سوريا”، وهو موقع إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
البورجوازية الجديدة في سوريا (1-3) … من هي البورجوازية الجديدة (الشخصيات ـ الحجم ـ التأثير الاقتصادي)؟ اولا الديمقراطية علم لا لون لها ولا عرق لها ولا دين لها.والكل يعلم ان الديناصوريات الغربية اوالشرقية دعمت وانشات الديكتاتوريات والطواغيت في العالم العربي بالانقلابات العسكرية كحزب البعث في سوريا والعراق وايضا وزياد بري في الصومال وغيره لدمار الشعوب. ولكن تحولت هذه الدول الى بؤر ارهابية اوميليشيات او مخابرات قذرة لتدمير العالم والانسانية داخليا وخارجيا وسهلت على استعمار البلدان. ان تاريخ اللعب على الاروراق لبقاء الانظمةالطاغوتية وتحويلها الى جملكية ارهابية يتم باستخدام (قانون الطوارىء) الذي دمر المنطقة ويعمل لعمي البصر باسم المقاومة او الممانعة… قراءة المزيد ..