” كل ليبي هو معمر القذافي، وكل ليبي هو الإسلام، وكل ليبي هو خميس بن معمر – – ”
كلمة صوتية لسيف الإسلام القذافي 1 سبتمبر2011
**
” سرير بروكست” الشهير بحسب الأساطير اليونانية، سرير حديدي اخترعه بروكست على مقاسه، وقد كان بروكست خارجاً عن الدولة والقانون، حيث كان يتعمد تلقف ضحاياه في الطرقات فيستضيفهم ثم يشرع في قتلهم.. فيأمر الشخص بالاستلقاء على السرير فيقيس حجم الضحية بمقاس السرير، فإن كان الشخص أطول من السرير قام بقطع أرجله، وإن كان الشخص أقصر من السرير قام بمط جسمه حتى تتكسر مفاصله، ولا ينجو أحد من هذه المهلكة.
هذه السادية المتوحشة لبروكست لفرض فكر التطابق القاتل ما بين الضحية والسرير الحديدي هو الذي نراه اليوم يُفرَض في بلادنا بآلة السرير الحديدي المجلوبة من “مران” بما يسمى بالحوثية أو “أنصار الله” .. حيث يجري بموس الهيمنة والعنجهية الفارطة المئتزرة بالسلاح والجملة الدينية الضيقة، والعِرق المقدس، واستلذاذ الانتصارات باسم قداسة الحكم الإلهي، لفرضها بالقوة القاتلة على المجتمع اليمني المتعدد فكراُ وديناً واعتقاداً، وجغرافية.
**
قولب عبد الملك الحوثي- للأسف – صعدةً على مقاس سريره الحديدي، وحُكمت “صعدة” بالحديد والنار، وها هي اليوم إمارة خضراء خرساء مخنوقة إلا من الصرخات، والقبضة الأمنية للمليشيات المسلحة، والكتابات والشعارات البروكستية “الدين – سياسي” في الجبال والشوارع، والجدران، والطرقات، والمدارس، والمساجد، والمعالم الأثرية التاريخية.. وهو اليوم يحاول وبغريزة المنتصر والفاتح المستند إلى موروث ثنائتي: “دار الحرب ودار الإسلام”، أو “الولاء والبراء”… “صعدنة” اليمن. ومنذ احتلال صنعاء 21سبتمبر 2014، والسيد عبد الملك الحوثي ومليشياته “اللجان الثورية/الشعبية، يتمنطقون السرير الحديدي يجوبون به المدن.. يفصلون ويقصقصون البشر والشجر والحجر، على طريقة معلمهم “بروكست” في التقطيع والتمطيط لما تبقى من جسم الدولة والقانون والدستور وقيم المواطنة.. الخ، لتصبح اليمن كلها نسخة مشوهة من “صعدة”. فمن لم يمت بسرير بروكست علي عبدالله صالح و”الإصلاح” والإسلام السياسي، لحق نصيبه من الموت بسرير الحوثية – أنصار الله، القوة العمياء والهائجة للإسلام السياسي العصابي المتطرف.
هاهو سرير الصرخة البروكستي يتوسط الصالة المغلقة، ويصرخ: إما يمن بمقياس المليشيات الثورية ، وفي 3 أيام، وإلا 25مليون مواطن سيتمدد على السرير الحديدي الأخضر، ثم مواصلة القياس إذلالاً وتقتيلاً بحسب الطول والقصر.. حتى يُفنى الجميع أو يتساووا بالسرير الرباني.. “نعم”: إما اليمن أرضاً وإنساناً على مقاس سرير “يا شعبي العظيم، والسلم والشراكة، والخيارات المفتوحة”، وو..الخ، وإما الجميع في السرير – المقصلة.
**
فكم جهدكم وحيلتكم يا عبد الملك أنتم ومليشياتكم “الثورية” تحملون سريركم الثقيل والمنفلت وعلى مدار اليوم لتظلوا تقيسون 25مليون مواطن يمني، بكل اختلافاتهم وتبايناتهم جغرافياً، وثقافياً سياسياً ودينياً وعرقياً، لتقيسوا هنا وتقطعون هناك مثلما قطعتم الدولة والمؤسسات، والدستور ؟!
لقد نسيتم في زحمة نشوة قعقعة البنادق أن زمن الأساطير والمعجزات قد انتهى من زمن بعيد، وأن اليمنيين عصييون على القولبة بمقاس سرير البروكست الإلهي القادم من “مران” عبر البساط السحري لولاية الفقيه في إيران، حتى وأنتم تستدعون توق الشعب اليمني لرفع الظلم عنه، كدغدغتكم له بـ”المطالب الثلاثة ضد الفساد” و”السلم والشراكة ” وطرد عملاء الخارج، وشعارات “الموت لأمريكا واسرائيل ونصر الإسلام” ..الخ من هلوسات البروكستية البلدي. فمثلما لفظ اليونانيون بروكست وسريره، أيضاً الشعب اليمني في طول البلاد وعرضها تلفظ غزوات سرير الصرخة الهادمة للدولة وسيادة القانون، ودستور المواطنة والدولة المدنية، الكابح للحياة. فحق الاختلاف في الرأي والفكر والدين والمعتقد، وحرية الضمير وحق المواطنة المتساوية، وحق الحياة، أقوى من أي بروكست، حتى لو تلطى بفكر “سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا “.. فالمهدي المنتظر موروث في بطون الذاكرة فقط..
أخيراً:
الشعب يريد دولة من روح “غزال المقدشية”*: “سوا سوا يا عباد الله متساوية، ما حد ولد حر والثاني ولد جارية” ومنطق التاريخ يقول لنا بأن البروكستية بغزواتها الجديدة – القديمة لا تصنع دولة، فوجودها لصناعة القبور فقط. وحق الحياة في تلاوينها.. لن يتنازل عنه اليمنيون، تحت أي مقدس كان.
تحية لشباب وشابات اليمن وهم ينتصرون لقيم الحياة: “لست الشعب يا حوثي” ولست الإسلام، ولست الدولة، ولست القانون، ولست إلا أحد مكونات هذه الفسيفساء التي إسمها اليمن:..
وإلا كيف تشوفوووووا ؟؟؟
* غزال المقدشية، شاعرة يمنية عاشت في القرن التاسع عشر.