وجدي ضاهر – الشفاف – خاص
فيما تقفل صناديق الاقتراع ابوابها امام الناخبين العراقيين في الانتخابات المحلية شهد العراق ثالث عملية ديمقراطية منذ سقوط نظام البعث في تجربة تكاد ان تصبح فريدة في المحيط العربي الا ان التساؤل يدور حول ما سوف تحمله نتائج هذه الانتخابات.
على صعيد المناطق السنية فان المعركة تدور بشكل اساسي وتنافسي بين “الحزب الاسلامي” الشريك في السلطة منذ العام 2003 والتي امنت له هذه الشراكة الكثير من ادوات تحقيق المكاسب على الصعيدين السياسي والتمثيلي. ويليه المنافس المستجد وهو “مجالس الصحوات” التي تعتبر انه لولاها لم استطاعت الدولة العراقية ومعها سلطة التحالف اعادة بسط سيطرتها على المناطق الغربية و طرد مقاتلي القاعدة والفصائل الارهابية المسلحة ذات الخلفية البعثية.
المؤشرات تدل على تراجع نفوذ “جبهة التوافق”، التي كانت تتشكل من ثلاث اطراف سنية اهمها “الحزب الاسلامي” والتي ظهرت التباينات في داخلها اثر ازمة انتخاب البديل لرئاسة مجلس النواب بين “الحزب الاسلامي” و”مؤتمر اهل العراقي” الذي يتزعمه الشخصية السنية المتشددة عدنان الدليمي.
الا انه يبدو ان “مجالس الصحوات” وبدعم حكومي، واضافة الى اطراف شيعية قوية تعمل على اضعاف الديلمي، انجزت تحالفات ضمنية وقدمت دعما كبيرا لمشايخ الصحوات من اجل ادخالها العملية السياسية وضمان حصة تمثيلية لها خصوصا ان ابرز ما سوف تنتجه هذه الانتخابات هو خارطة سياسية جديدة وتوزيع جديد لشكل التحالفات المناطقية والوطني.
اما على الصعي الشيعي، الذي يشهد المعركة الاقوى التي تحمل نتائجها خارطة التغير الكامل على المستوى الوطني، فان الخلاف هو بين قطبي السياسة الشيعة، “حزب الدعوة” الحاكم بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي يقابله “المجلس الاعلى الاسلامي” ومعه جمهور المستقلين ونواة برجوازية شيعية تلتحف حول شخصية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي.
مراقبون يتوقعون ان تسفر الانتخابات الحالية عن نتائج هي اقرب الى ما اسفرت عنه الانتخابات السابقة مع اختلاف في الاحجام.
فمن المتوقع بقاء سيطرة “المجلس الاسلامي الاعلى” بزعامة السيد الحكيم على معظم مجالس المحافظات مع زيادة في حصة “حزب الدعوة” مستفيدا من موقع حزب رئيس الوزراء اضافة الى “مجالس الإسناد” التي شكلها المالكي في المناطق التي يضعف فيها تمثيل حزبه.
اما الاحتمال الاكبر فهو تشتت اصوات الصدريين مما يفسح في المجال اما لبروز امكان زيادة في حصة المستقلين غير الدينيين ويسار وقوميين ومدنيين مع توقع كبير بخسارة الاحزاب الدينية لحجم تمثيلها السابق من دون ان تفقد سيطرتها.
الا ان لاعبا جديد ظهر على الساحة العراقية الشيعية وهو حزب او كتلة سياسية بزعامة وزير الداخلية الذي بدأ يرسم سياسته المستقلة بعيدا عن رئاسة الوزراء في مناكفة علنية مع المالكي كان ابرزها ما اعلنه جواد البلاني ان وزارته قامت بإحباط محاولة انقلاب في وزارة الداخلية مما اثار المالكي وفتح باب التكهنات حول العلاقة المستقبلية بين الاثنين.
اذا يدخل المجلس الاعلى مرتاحا الى الانتخابات مع توقع ضمني بخسارة بعض المقاعد، وبتحالف غير معلن بعد مع مدنيين شيعة عبر شخصية عادل عبد المهدي.
فيما يخوض حزب الدعوة معركته معتمدا على شخص رئيس الوزراء ومواجها تشتت اصوات الصدريين والقضم الذي سوف يحصل جراء تجيير بعض الاصوات لصالح كتلة وزير الداخلية جواد البولاني
فيما تنحصر السيطرة على البصرة بين “حزب الفضيلة” اولا و”المجلس الاعلى” ثانيا.
وفي المحصلة، فان الاحجام التي سوف تبرزها الانتخابات ستكون مادة قوية من اجل فتح معركة السيطرة على القرار الشيعي والوطني حيث يرتقب ان يفتح الاكراد معركتهم ضد المالكي عندما يفشل حزب الدعوة في تجاوز حجم المجلس الاعلى انتخابيا. مما يدفع لقول ان الفعل قدر الاحجام، ما يعني انه لا يحق لحزب بهذا الحجم من التمثيل ان يقود العراق. وهذا ما يطرح فكرة تبديل وزاري يطال راس السلطة التنفيذية
الذي تتهمه اطراف عراقية بالعودة بالعراق الى سلطة الحكومة المركزية وتقويض عمل المحافظات وحصر السلطات في مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق يتحدث مراقبون عن ان الانتخابات الحالية ستستفر عن توازن قوى سياسي جديد سيكون ايضا مؤشرا لما سيكون عليه العراق المستقبلي مما يطرح بقوة مسألة تغيير رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.
ويضيف هؤلاء ان الازمة الاقتصادية التي تضرب اقتصادات العالم بحاجة الى شخص لدية القدرة على النهوض مما يدخل بورصة الاسماء من اجل استبدال المالكي و ليس بالضرورة بعادل عبد المهدي في هذةiالفترة. وهذا الامر سيؤدي الى دعم اسماء منافسة من حزب الدعوة لديها طموحات علنية، منها وزير التربية خضير الخزاعي اضافة الى اسم ضعيف هو حيدر العبادي مع استبعاد اسم علي الاديب لأصوله الافغانية او اختيار شخص وسطي تقود حكومته الانتخابات التشريعية المقبلة بحياد بين الاحزاب. وهنا يبرز بقوة اسم وزير الداخلية الحالي جواد البولاني صاحب الطموحات الكبيرة.
واذ يدخل الشيعة الانتخابات منفردين ويخرجون منقسمين في اعلان لوفاة الائتلاف العراقي الموحد، ويضاف اليه اعلان انتهاء جبهة التوافق العراقية السنية، ينفتح العراق على خبرات وطنية مشتركة تشكلها كتل سياسية وليس طائفية فيما تصبح بيضة القبان في التوازنات المقبل الكتلة الكردية.
abouelkim@hotmail.com
الانتخابات العراقية: وفاة تكتلات وفتح الباب على استبدال المالكيتحليل قريب من الواقع وكثير من معلوماته منشورة ومعروفة ولكن أهمها وهو يتعلق بقصة تورط ضباط من وزارة الداخلية بمحاولة انقلابية , غير صحيح بل معكوس , فالضبط الأربعة والعشرين والذين مازالوا معتقلين حتى يومنا هذا برغم كل المنشور الصحفي , هم من الذين استقطبهم وزير الداخلية الى حزبه وفرغهم حتى يضمنوا تصويت كل منتسبي وزارة الداخلية وذويهم للحزب الذي أنشأه الوزير الطموح جواد البولاني. وقد رصد جهاز المخابرات هذه العملية وقدم تقريرا بتفاصيلها الى رئاسة الوزارة – وقيادة الجيش الأميركي في العراق قبلها – بادر رئيس الوزراء بالايعاز لكتيبة من الجيش… قراءة المزيد ..