صدر مؤخرا مؤلف جديد للجامعيّة التونسية آمال قرامي تحت عنوان “الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: دراسة جندرية” عن دار المدار الإسلامي، بيروت، 2007 . وهو أطروحة دكتورا دولة تحت إشراف الأستاذ عبد المجيد الشرفي. وقد كتب في تقديمه للكتاب:
” نجحت آمال قرامي في عدم إشعار قارئها بأنها تمتح من عيون مختلفة في كل شيء أو تكاد : في أساليب عرضها ، وفي أغراضها، وفي شخصية أصحابها. فجاء عملها متكاملا يحمل بصمات صاحبته الواضحة، ومتدرجا يؤدي كلّ عنصر من عناصره إلى ما يليه. وإن دلّ هذا التمكّن على شيء فإنّما يدل على ثقافة متينة تجمع بين المعرفة الدقيقة بالإنتاج العربي القديم ، والإطلاع المباشر على أهمّ ما في الإنتاج الفكري الغربي الحديث والمعاصر، وكلاهما بحر زاخر لا يسلم من أمواجه المتلاطمة إلا الملاحون المهرة من أمثالها. وسيلمس القارئ للكتاب مدى طرافة هذا العمل وقيمته ، ولاشكّ أنّه سيستفيد من الطرح الجندري لقضية الاختلاف.
أمّا الأستاذ حمادي صمود فقد عرّف الكتاب بقوله: “يتناول هذا المؤلف بتوسّع وعمق يدعوان إلى الإعجاب قضية من القضايا المهمّة المترتبة عن فلسفة التفكيك وفكر الاختلاف والتنوّع والدراسات المهتمة بالغيريّة . وفيه تؤكد صاحبته بمهارة فائقة وبحث متأن أنّ الاختلاف بين الجنسين لا تساهم فيه الطبيعة إلاّ بالقدر اليسير ، بينما تبنيه الثقافة بناء محكما بما تقيمه من أسيجة رمزية وتصورية ومراسم سلوكية تساهم في ترويج ذلك الاختلاف وتمثله وقبول سلطته وكأها قضاء محتوم.”
ويقول الأستاذ وحيد السعفي في تقديمه لهذا المؤلّف:”هذا الكتابُ مُحاولةٌ جريئة في البحثِ، بِهِ انكشفتْ ملامح الأنثى وملامح الذكر ائتلافاً واختلافاً، وبهِ تعرّتِ العناصرُ المكوّنةُ لمنظومةٍ فكريّةٍ عربيّةٍ إسلاميّةٍ قديمةِ التشكّلِ، متجّذّرةٍ في عصر أهلها اليومَ، متواصلةِ التأثير فيهم. وهو كتابُ النُّطْقِ بالمسكوتِ عنه في ثقافةٍ روّضت نفسَها على كتمانِ ذاتِها.”