قلق من عودة اصطفاف الـ2005: هل أخطأ “الحزب” التقدير محليا واقليميا؟
المركزية- منذ تربّع العماد ميشال عون على سدة الرئاسة الاولى، أي في فترة زمنية لا تتخطى الـ 25 يوما، سجّل مقربون من فريق 8 آذار، في مجالسهم السياسية المغلقة وعبر منابرهم الاعلامية، أكثر من ملاحظة على المسار الذي طبع انطلاقة العهد الجديد، لا سيما لجهة الاحاطة الخليجية الواسعة به وتلقّف رئيس الجمهورية هذه “العودة” بايجابية وترحيب مطلقين.
مصادر سياسية مراقبة تنطلق عبر “المركزية” مما كتب في أكثر من صحيفة تدور في فلك “محور الممانعة” في الايام القليلة الماضية، لتؤكد أن ثمة “نقزة” في صفوف 8 آذار من الحركة السعودية في اتجاه لبنان والتي بدأت بزيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان بيروت قبيل الانتخابات الرئاسية واستتبعت بزيارة أمير مكة خالد الفيصل قصر بعبدا، وفي يده دعوة من الملك سلمان الى العماد عون لزيارة المملكة. وتوضح ان ما يعزز “مخاوف” هؤلاء، يكمن في ما رافق هاتين الزيارتين شكلا ومضمونا. فالى الارتياح التام الذي أبداه الرجلان حيال انتخاب العماد عون، لاقى الأخير الانفتاحة السعودية بكثير من المرونة وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات بين الجانبين، في حين أفيد أن الرياض ستكون وجهته الخارجية الاولى قبل انقضاء العام الجاري وأن الزيارة المرتقبة ستعيد الروح الى هبة المليارات الاربعة المجمدة.
أما في الشكل، فقد ترك استقبال وزير الخارجية جبران باسيل الموفد السعودي في مطار رفيق الحريري الدولي، ممثلا الرئيس عون، اضافة الى تكليف الاخير الوزير الياس بو صعب بتمثيله في وداع الامير فيصل، انزعاجاً في أوساط “حزب الله”، ذلك ان الاستقبال الرسمي لوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي زار لبنان بعيد الانتخاب، لم يأت على هذا المستوى ولم يحظ بالحفاوة “الدبلوماسية” نفسها اذ كان في استقباله وفي وداعه في المطار، امين عام وزارة الخارجية.
ولم يكد المسؤول السعودي يغادر لبنان حتى وصله وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤشر جديد الى مدى الرعاية الخليجية التي يتمتع بها العهد الجديد، الامر الذي رفع منسوب القلق في نفوس مكونات 8 آذار، التي باتت تخشى وفق المصادر، قطبة مخفية في التسوية الرئاسية التي حصلت، قد تفك تدريجيا حبلَ “السرة” الذي ربط العماد عون بحزب الله، وتعيد الى المشهد الداخلي صورةَ الاصطفاف السياسي الذي كان قائما بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005، بمعنى ان يقف المستقبل والقوات والتيار الوطني الحر في الخندق نفسه، وفي وجههم ثنائية حزب الله – حركة أمل والمردة والقومي السوري والبعث... فمجمل المواقف التي يطلقها الجنرال منذ انتخابه لا توحي بأنه مرشح حزب الله، ولا تطمئن الاخير، حسب المصادر، من عدم تضمين خطاب القسم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الى حديثه عن سياسة خارجية مستقلة جديدة يعمل على وضعها، الى دعوته في خطاب الاستقلال كافة القوى الى تحصين هذا الاستقلال بوقف الاستقواء بالخارج. وتزداد الريبة في فريق 8 آذار أكثر، عندما تلتفت مكوناته الى الاقليم والعالم. فحسابات حزب الله كانت ترجح وصول المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الى البيت الابيض لتمضي قدما في الطريق الذي رسمه سلفها الرئيس باراك أوباما، خصوصا على صعيد الملفين السوري والنووي الايراني، الا ان قراءته خابت وفاز الجمهوري دونالد ترامب. فهل يكون “الحزب” أساء التقدير محليا كما أساء التقدير خارجيا؟ تختم المصادر.