ذكرت جريدة “زمان” التركية أن وحشية الشرطة التي وجّهت “رذاذ الفلفل” مباشرةً إلى وجه “سيدة تركية محترمة” هي التي حوّلت مظاهرة شارك فيها بضع عشرات إلى حركة تعم البلاد! واعتبرت الصحيفة أن طيب إردوغان ومستشاريه أساؤوا فهم ما يجري واعتبروه مجرد حركة لـ”هامشيين” يكرهون حكومته في جميع الأحوال!
في تونس ومصر أيضاً بدأت بأحداث “هامشية”
*
خاص بـ”الشفاف”
محاولة السلطات الإدارية في حي تقسيم الاسطنبولي لتنفيذ قرارٍ حكومي بإزالة حديقة “غزي” Gezi القديمة, والبدء بقطع أشجارها يوم أمس، أطلق موجة من التظاهرات والاحتجاجات في المنطقة، سرعان ما انتشرت في الساعات اللاحقة لتعم كبريات المدن التركية. وتتطور الاحتجاجات السلمية بدايةً إلى عنفية بعد تدخل من قوى الأمن والشرطة التركية التي استخدمت لقمع الاحتجاجات خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوا قوى الأمن والشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة، الأمر الذي أحال عدداً من شوارع مدينة اسطنبول ومدناً أخرى كأنقرة وإزمير وبودروم وبولو وإزميت ومانيسا وأضنه إلى ما يشبه جبهات الحرب.
وبعد مرور 24 ساعة على بداية الأحداث لا يزال الأمن التركي في الشوارع لإعادة الاستقرار وإنهاء الاحتجاجات, مع حديث عن عشرات الجرحى ومئات المعتقلين في العديد من المدن التركية،
منهم 92 معتقلاً في إزمير و30 في العاصمة أنقرة.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي ألقى كلمة اليوم السبت في اجتماع لمجلس المصدرين الأتراك قلّل من أهمية الأحداث التي شهدتها اسطنبول وعدة مدن أخرى، وأكد على أهمية مواصلة حكومته خططها في تأهيل حي “تقسيم” التاريخي وتنميته، ملوِّحاً باستخدام القوة ضد من أسماهم بـ”المتطرفين” الذين يذكون “التوتر” في تركيا بذريعة “قطع عدة أشجار في حديقة”. وانتقد في كلمته أيضاً المعارضة التركية “اللا مسؤولة” التي تستغل الأحداث لتنفيذ أجنداتها، في رد غير مباشر على زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، الذي دعا رئيس الحكومة إلى تحمل مسؤولياته. وكان أردوغان من خلال انتقاداته للدور السلبي للمعارضة التركية يشير بشكل غير مباشر إلى ضلوع المنظمات الشبابية التابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض في الأحداث التي شهدتها تركيا أمس واليوم بحسب المصادر الإعلامية التركية العديدة.
المفوضية الأوروبية أدانت لجوء السلطات التركية إلى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وقالت في بيان متعلق بالحدث أن الاتحاد الأوروبي يتابع بـ”قلق بالغ” ما تشهده تركيا منذ يوم أمس الجمعة، ودعت الحكومة التركية إلى الالتزام بقواعد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مذكراً إياها بضرورة احترام حرية التعبير والحق في التظاهر.
من جهتها أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي عن “القلق من أعداد المصابين في ساحة تقسيم باسطنبول أثناء تفريق الشرطة التركية للمتظاهرين”، داعية الحكومة التركية إلى المحافظة على استقرارها المديد و”دولة الرفاه” من خلال “ضمان حرية التعبير والتجمع وتأسيس الجمعيات “.
وقد اتخذت التظاهرات ظهيرة اليوم السبت 1 يونيو منحى آخر، إذ تعالت الهتافات المطالبة باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، مع تصاعد الدخان في عدة أماكن من حي “تقسيم” الذي يقع في القسم الأوربي من مدينة اسطنبول، ودخول المحتجين إلى مقر لـ”حزب العدالة والتنمية” الحاكم في مدينة “أدرنه” القريبة من اسطنبول، ومواصلة قوى الأمن التركية تفريق المتظاهرين في العاصمة أنقرة.
يشارك في الاحتجاجات “حزب الشعب الجمهوري” المعارض الذي يشكل الحزب الثاني من حيث عدد النواب في البرلمان التركي, وتنظيمات يسارية وأوساط علمانية تركية تضررت خلال السنوات السابقة من سياسات الحزب الحاكم الذي كان في عرفهم يجري تحولات في تركيا نحو “أسلمة” الدولة ومؤسساتها، والابتعاد بالتالي عن الإرث العلماني لمؤسس الجمورية التركية مصطفى كمال أتاتورك. أما حزب “الحركة القومية” اليميني دولت بخجلي فقد نأى بنفسه وحزبه عما يحدث وقال أن حزبه غير مشارك في هذه الاحتجاجات, رافضاً تسمية ما يجري بـ “ربيع تركيا”.
mbismail2@gmail.com
كاتب وإعلامي سوري
الإعتداء على “السيدة الحمراء” حوّل احتجاج حديقة “غزي” إلى مظاهرات في عموم تركيا! CHB التجمع المدني التركي و مضاهراته و قادته الذين التقوا بشار الأسد مرتين هذا العام ، بقلم فاروق عيتاني ماذا حصل في اسطامبول و أزمير و أنقرة ؟ حصل ما توقعته تماما و أشرت له امس . أفادني من أعرفهم من الاتراك ، وقد وصلوا اليوم الى بيروت مع تأخر طائرتهم نصف ساعة بسبب تصليحات وقالوا: إن من قام بالتظاهرات هو حزبهم وأسمه : CHB . يمثل هذا الحزب حوالي 25 % من البرلمان التركي . و هم متعصبون علمانيون و حداثيون و بينهم نسبة عالية من… قراءة المزيد ..