إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(تعليق على الصورة) اداء ما يقارب من 700 مسلم لصلاة الجماعة أمام مبنى كابيتول الولايات المتحدة United State Capitol، المقر الرئيسي والمجلس التشريعي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن العاصمة، في 25 سبتمبر 2009 . جميع اصحاب الاديان والمعتقدات من غير المسلمين يفضلون الخصوصية والإضمار في ممارسة شعائرهم الدينية في معابدهم، اما المسلمون فإنهم يتعمّدون الإشهار والجهر وأذيّة الناس نفسياً عند مزاولة شعائرهم الدينية، كيف لا وهم يعتقدون انهم “خيرُ امة”، وان الله “اصطفاهم”.
*
يختلف المسلمون عن بقية مِلَل الأديان الأبراهيمية والمعتقدات الأُخرى بطقوسهم الاستعراضية. فالآذان ببدء الصلاة استعراضي ومُزعج الى ابعد الحدود، ورفع الأذان عبر المكبرات الصوتية في الساعة الرابعة فجراً وحتى في الساعات الأُخرى يمثل إساءةً بالغةً للإسلام. هناك أطفال ومرضى وكبار في السن وطلاب يدرسون، وايضاً مسلمون مُصلّون يزعجهم صوت الأذان، وغيرُ مسلمين ليس لهم ذنبٌ بسماعهم للأذان.
والصلاة عند المسلمين طقس استعراضي بامتياز! وتحت شعار “الصلاة سمة الدولة المسلمة”، يتوقف الموظفون عن أعمالهم وتغلق المحلات التجارية قبل دخول الصلاة. تسأل عن الدكتور في المستشفى فيُقال انه في الصلاة ويكتب على باب غرفته (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) سورة النساء103، حتى لا تجادله ولا تتهمه بالتقصير! وفي دولة اسلامية خليجية تتوقف فيها الحياة توقفاً تاماً وتتعطل فيها مصالح الأمةُ وتُمنع كافة انواع البيع والشراء والتجارة وحتى محطات الوقود تتوقف وفقاً لنظام رسمي، وتُكَلف الشرطة الدينية تطبيق النظام، ومتابعة إغلاق المحال بصرامة خمس مرات في اليوم لمدة تتراوح ما بين 30 الى 45 دقيقة. وحتى سيارات الأجرة تتوقف في مطاراتها وقت صلاة الفجر. والإنسان في هذه الدولة الإسلامية الكبرى على قناعة بأن الناس لا يؤدون واجباتهم الدينية عن أقتناع بل يُساقون الى ذلك قصراً.
لم تعلن حتى الان ايُ دولةٌ أسلامية عن التكلفة الإقتصادية من توقف البيع والشراء والتجارة وانشطة البنوك واسواق البورصة والأدارات الحكومية اثناء فترة الصلاة.
*
المسلمون جعلوا الصلاة مسرحية استعراضية امام الناس في الشوارع..!
الصورة لميدان التحرير، وهو أكبر ميادين مدينة القاهرة في مصر يتفرع منه وإليه على شكل شعاع عدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة المصرية و توجد به العديد من الأماكن الشهيرة مثل مقر جامعة الدول العربية وإحدى أكبر محطات مترو القاهرة الكبرى وهي محطة السادات ومجمع المصالح الحكومية وكنيسة قصر الدوباره الانجيلية. (في الأسفل) صلاة الجماعة (الإستعراضية) التي ينظمها “الإخوان” وبالرغم من الأعتراض المتكرر لشيخ الأزهر على الصلاة في الميادين العامة لما لها من تأثير ضار على السلامة المرورية وتعطيل مصالح الناس، لا سيما قربها من الأسواق والأحياء التجارية و غيرها من المرافق و المؤسسات الحيوية.
*
*
بالمقابل يغلب على الصلاة في الإيمان المسيحي طابع الهدوء والسيطرة التامة على المشاعروالسلوك والتصرفات. وعند دخولك الكنيسة، وبالرغم من اكتِظاظها بالناس، تشعُر كما لو انك داخل مكتبة عامة! فالصلاة عندهم “لقاء مع الله” والغذاء الروحي الذي يُنمّي الإيمان. الصلاة الفردية يقوم بها المؤمن المسيحي وحده في مكان معيّن (في بيته، سيارته، عمله، مدرسته أو جامعته، في الطائرة، أو البحر أو في أي مكان آخر)، قبل وبعد الطعام والنوم والسفر، وإلى آخره من الفعاليات، حتى ولو كانت صغيرة.ّ والصلاة الجَماعية، غالباً ما تكون ضمن لقاء مجموعة من المؤمنين المسيحيين في اجتماعٍ يدعى اجتماعُ الصلاة، دون شروط محدّدة للصلاة، كغسل اليدين مثلاً أو عدد ركعات معينة أو ترداد الكلمات نفسها كلّ مرة اعتقاداً منهم ان الله ينظر الى قلبِ الإنسان (دون إهمال شكله الخارجي. والصلاة الجماعية لها طابع تنظيمي شكلي فقط، لا علاقة له بتعليمٍ كتابي أو عقيدة إيمانية! لذا يمكن لكل كنيسة أن تحدِّد موعداً أو وقتاً معيناً، و يُصلُّون بكل الاتجاهات، ويؤمنون بأنّ الله غير مقيَّد بوقتٍ ولا بمكان، وهو يصغي لمؤمنيه في أي وقت يطلبونه ويسألونه، طالما أنها نابعة وصادرة من قلوب طاهرة وعقول نقيّة.
صلاة قبل الطعام عند المسيحيين
*
صيام التباهي والتفاخر:
في رمضان بدل ان يصرف المسلم جل وقته في التقرب الى الله في توبةٍ وايمان، تجدها السيدات فرصةٌ للإستعراض والتحدي في “ماراثون” التنافس في تزيين المائدة الرمضانية، وتدفع الغيرة بعضهن الى تغيير عاداتهن الاستهلاكية بأعداد اكثر من نوع من الاطعمة، والتقاط صور الموائد وعرضها في وسائل التواصل الاجتماعي، الفيس بوك والواتسب. يتطلب هذا التباهي والتفاخر زيادة التجهيز والاعداد بشراء اوان جديدة وفوانيس وزينة رمضانية، وتعلم بعض الطبخات الجديدة عن طريق “النت” او كتب تعليم الطبخ. وبسبب زيادة التكاليف والنفقات، يدفع رب الأسرة في كثير من المجتمعات الأسلامية الى الاستدانة لاقامة وليمة كبيرة، فيما يجد الابناء في هذا السباق فرصة كبيرة للتمتع بطعام لذيذ غير آبهين بإسراف الامهات وبالمشاكل الصحية المترتبة.
هذا، عدا التكاسل والتذمر في أداء عملهم، أو الحضور للدوام متأخرين، إن حضروا اصلاً، بحجّةِ إرهاق الصيام! وتلتفت حولك في مؤسسات الدولة فلا ترى إلا متثائباً أو مستسلماً للنوم. انظر موضوع: (وهم استمر لأكثر من ألف عام).
اما المسيحيون فصيامهم صامتٌ جميل. تقول الكاتبة الأردنية أسيل الزبن “يمضي صيامهم دون أن نشعر. لم يقرِّع أحدهم زميلَه المسلم الذي يتناول أمامه سندويشة برغر، ويطالبه بـ”احترام مشاعره”. يصومون لرغبتهم الشخصية في ذلك، فهو قرارهم ولا يحملون غيرهم تبعاته. كما أن حياءهم حقيقي لا تخدشه قطعةُ لحم يتناولها أحدهم أمامهم بشراهة. ولكن في الجانبِ الآخر، وعندما نصوم نحن، فإننا نفرض عليهم حصارا إجبارياً. لأن احترام المشاعر عندنا ليس للإنسان، بل للفئة التي ننتمي إليها “.
رجال الأمن في احدى الدول العربية في شهر رمضان وأثناء الدوام الرسمي في سبات عميق
*
الافطار الاستعراض: طعام يكفي لألف شخص.. الجالسون أقل من عشرين شخصاً!!!
قدرت جمعية البر الخيرية في السعودية، حجم الأطعمة المتبقية يومياً من موائد السعوديين في رمضان بنحو 4500 طن من الأطعمة، مبينة أن أغلبية الأطعمة الفائضة يتم رميها وعدم الاستفادة منها، رغم أن كل أسرة يمكن أن تطعم شخصاً واحداً على الأقل طوال شهر رمضان. وقالت (ناديا الدوجان)، عضو لجنة العلاقات العامة في اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل لصحيفة “الاقتصادية” السعودية، إن ثقافة الإسراف لا تزال سائدة في موائد عديد من الأسر السعودية، فيما اعتبرت جمعية إطعام الخيرية أن نحو 30% من أربعة ملايين وجبة تعد يومياً في رمضان في المنطقة الشرقية “فائضة عن الحاجة”، لتصل القيمة المهدرة منها نحو مليون و200 ألف ريال، خاصة في رمضان وفي ظل ارتفاع الأسعار وتحديداً المواد الغذائية، منوهة بأن سياسة تصريف الفائض بشكل مناسب في المجتمع السعودي ضعيفة. ينطبق هذا على جميع الدول الاسلامية.
الحـج يُعتبر من اكثر الفرائض التي يرتبط بها (الإسلام الإستعراضي). في كثير من الدول الإسلامية هناك من يستدين من أجل أن يحجّ، ليس بدوافع الورع، ولكن من أجل شراء لقب (الحاج). في مصر، كان يجري دهان واجهة منزل القادم من الحج، مع كتابة العبارات الدالة على أنه قد حج بيت الله الحرام، وزار قبر النبي! اما الآن، فكثير من الحجاج يحرصون على نشر صورهم “سيلفي”، على مواقع التواصل الاجتماعي! ومن باب التفاخر والوجاهة الاجتماعية، يعلن مسؤولو الدولة على صفحات “الفيس بوك” أنهم في طريقهم لأداء فريضة الحاج، وينشرون صورهم للمباهاة كما لو كانوا في احد منتجعات اوروبا.
و يشهد موسم الحج عددا كبيرا من الفنانين والنجوم منهم من اعتزل، ومنهم من لا يزالون يمارسون العمل الفني ويحرصون أيضا على أداء فريضة الحج. و يبقى السؤال مطروحا حول نية بعض الفنانين اداء فريضة الحج! فهل هي خطوة نحو الالتزام، ام استعراض لجلب الانتباه واضفاء الشرعية الوهمية على ما يقوم به البعض منهم من ادوار تخدش الحياء و تتخطى الحرمات؟!
كل الرؤساء المغضوب عليهم والذين عاثوا في الأرض فساداً وسفكاً لدماء شعوبهم أدوا مناسك العمرة والحج، ومن بينهم معمر القذافي الذي امر مرافقيه بالهتاف لثورة الفاتح اثناء تأدية الحج داخل الحرم المكي.
المسيحيين واليهود لايذهبون في رحلة حج إلى أي مكان مقدس، لأن الله حسب اعتقادهم، كما اشرنا، يتواجد في كل مكان ويمكن للمرء أن يعبده أينما كان. بعض المسيحيين يحبون أن يزوروا فلسطين ويرَوا الأرض التي عاش فيها يسـوع، ولكن الذهاب إلى هناك ليس له أهمية دينية. كما يتوافد ما يقرب من 3 آلاف يهودي في الأول من مايو(ايار) من كل عام، إلى تونس لأداء فريضة الحج أو ما تُعرف بطقوس “زيارة الغريبة”: على مدى يومين يقوم اليهود بأداء طقوس حجّهم، ومن أبرزها “الخرجة بالمنارة”، وهي خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يدفعون عربة فوقها منارة (مصباح تقليدي كبير) مزيّنة ويطوفون في الحيّ المجاور له، ويقرأون كتبهم المقدسة، وترفع الأهازيج والأناشيد، إضافة إلى عادات أخرى من بينها إقامة احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع أثناءها التبرّعات للمعبد.
وقد تخلى اساقفة المسيحيين وحاخامات اليهود عن كثير من الطقوس القديمة المصاحبة لفرائضهم الدينية وزياراتهم للأماكن المقدسة لعدم مواكبتها لتطور المجتمعات وتغيرها، وفقدان انسجامها مع العرف العام.
وبالرغم من كون الحج طقوسًا وثنية شائعة في جميع الأديان، عُرف قبل الإسلام بمئات السنوات، إلا أن رسول الأسلام أبقى عدداً منها كالتلبية والطواف حول الكعبة سبعة أشواط والسعي بين الصفا والمروة و تعظيم الحجر الأسود والإفاضة من عرفة. وأبطل عددا من تلك الطقوس والعادات الشاذة لأنها لم تكن تنسجم مع التغير في مجتمع قريش. والمسلمون في عصرنا هذا لا يكرّرون طقوس وشعائر مرتبطةٌ اساساً بعبادة الأصنام قبل الإسلام فقط بل ذهبوا الى ابعد من ذلك. كل شعيرة من شعائر الحج بدءاً من الإحرام حتى طواف الإفاضة؛ لها تاريخيتها وقصصها المرتبطة بالشعيرة ذاتها. ولكن تبقى شعيرة واحدة محيرة وغير عقلانية ومخالفة للقرآن، ولم يقل بها رسول الإسلام، ومع هذا تتمتع بشعبية كبيرة في الوجدان الشعبي! إنها شعيرة رجم الشيطان في الحج. هل من المعقول أن يكون للشيطان نَصبٌ في أقدس مكان عند المسلمين على وجه الأرض؟
لم يذكر القرآن إطلاقاً ولا السنة النبوية ولا كتب الفقه المعتمدة شيئاً عن رجم الشيطان! وما ذكرته كتب الحديث والفقه في تلك الشعيرة يتعلق بكيفية رمي الجمار وعددها فقط. ويرفض أي فقيه أن يسميَ رمي الجمرات برجم الشيطان. الروايةُ الأكثر سَنَداً وعقلانيةً لا علاقة للشيطان بها، وهو ما رواه ابن اسحاق وابن هشام في استسلام أهل الطائف لأبرهة الحبشي ملك حِمّيَر وبلاد اليمن والحجاز، كان مسيحي الديانة، و يؤمن بأسطورة عودة المسيح إلى الأرض ليصلي في صنعاء باليمن؛ فأراد أن يصرف العرب عن الحج لكعبتهم في مكة ليحجوا إلى كنيسة (القُلَّيس) في صنعاء لرغبته بتنصير العرب، إضافة إلى البعد الاقتصادي الذي يحققه قدومهم إلى اليمن. تعاون مع أبرهه ثلاثة من امراء وقادة العرب هما (ذو النفر) و(نفيل بن حبيب) و(أبورغال) كوسطاء ليقنعوا القبائل بعدم التصدي له، وأدلاء له على الطريق إلى مكة. وبعد مماتهم دُفنوا بـ(المغمس) منطقة الجمرات الآن، فرجمت قبرَهم العرب كرمزٍ للخيانةِ، دون ايُ ربط او أصل ديني.
*
رأي علم الإجتماع في الطقوس والشعائر الدينية:
- الإنسان من زاوية نظر علم الإنسان (الأنثربولوجيا) كائن طقوسي بامتياز له قدرة إنشاء الرموز والشعائر، بها يعيش ويؤثث وجوده ويبني عالمه المادي والمعنوي ويرسي نظام الأشياء والعلاقات بينه وبين الآخرين من الناس، ومن ناحية اخرى يمارسه لغرض تجييش الذهن الجمعي وتعبئته، وقيمته استمدّت أساسا من ارتباطه بالقداسة. وقد أشرنا في بحث سابق (آدم وحواء وظهور الإنسان الحديث) ان إنسان المغارات البدائي (النيندرثال) والذي انقرض قبل حوالي 30,000 سنة هو أول من مارس الطقوس وترك آثاراً تشير الى امتلاكه الوعي الاجتماع., فقد كان يَدفن موتاه مع رموز مصنوعة، وقد عُثر على قبورهم في سوريا وفلسطين وكثير من مناطق اوروبا وغرب اسيا.
التطبير بالسيوف شعيرة دينية عند المسلمين الشيعة الاثني عشرية – ضمن الشعائر الحسينية التي تقام من أجل استذكار معركة كربلاء الذي قُتل فيها الحسين وأخيه العباس . مثلٌ بارز علي جبروت الطقوس والرموز الدينية.
*
- حسب تعبير ميرسيا إلياد Mircea Eliade (كاتب ومؤرخ أديان وفيلسوف وروائي روماني، شغل كرسي أستاذ تاريخ الأديان في جامعة شيكاغو، توفي، 1986)، فالمميّز للممارسات الطقوسية هو تكرارها في الممارسة ليعيشوا في زمنين اثنين معا، زمن أسطوري خيالي، وآخر هو الزمن الفيزيائي الحقيقي أو الفعلي. فالتكرار الطقوسي والعود الأبدي إلى الأصول والبدايات يساهم في مقاومة الزمن الفيزيائي الدافع دوما إلى الأمام والتغيّر والتطورالمربك لحياة الجماعة القلقة على هويتها، قلقٌ ناجم عن خلل في تجربتها الجماعية في تأقلمها مع الحداثة. بصياغة اخرى، الشعائر والطقوس تقوم بتعبئة الوعي الجمعي بطاقاتٍ من الشحنات الرمزيّة في مجتمعات تتغيّر بسرعة وتعيش أزمة كينونة كما يحدث عند المسلمين.
- يقول ماكس فيبر Max Weber (توفي 1920، كان عالمًا ألمانيًا في الاقتصاد والسياسة، وأحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث ودراسة الإدارة العامة في مؤسسات الدولة، وهو من أتى بتعريف “البيروقراطية”): مع اتساع مجال العقلنة الكبير في الحياة الاجتماعية الحديثة وانتشار منطق النجاعة والنفعيّة في العلاقات الاجتماعية، فما الحاجة إذاُ إلى ممارسة الطقوس في عصر يُمجّد فيه العقل النفعي والتقنية، والبحث عن المردودية والربح المادي المباشر إذاً؟ ما فائدة الأفعال والممارسات الرمزية التي لا تنتج أيُ منفعة؟ أليس الاهتمام بالتأملات ومنتجات الخيال انشغالا ترفياّ وإضاعة للجهد والمال والوقت؟
- ويُستخدم مصطلح طقوس في علم النفس أحيانًا ليشير إلى السلوكيات المتكررة التي يقوم بها الفرد لتقليل أو منع الخوف، وتعد أحد أعراض الوسواس القهري (obsessive–compulsive disorder).
أسباب التـدين الاسـتعراضي عند المسلمين:
- الصفعة الحضارية المؤلمة التي يتلقاها المسلمون بشكل يومي من ابداعات وانجازات الغرب. فالمسلم يُلَقّن منذ نعومة اظفاره وبشكل يومي ومكثف بأن الإسلام هو كل شيء فيه سعادة البشرية ورخاء الإنسانية والحلول لجميع المشاكل الأجتماعية والأقتصادية والعلمية، وان القرآن دستور الأُمة..!! والأنبياء والأئمة والصحابة هم صفوة الناس، والفائزون في هذه الدنيا هم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). عندما ينتقل هذا المسلم الى دول “الذين كفروا” في اوروبا وامريكا وشرق اسيا، يُصدم ويُحرج بل ينبهر بالنظام والنظافة وجمال البيئة وكيف انها بلغت المجد من حيث التنمية والرعاية الصحية والتعليمية والحقوق واحترام الانسان، وحرية الأديان وحماية المعتقدات والاقليات والطوائف الدينية والعرقية. وخاصة اذا كان هذا المسلم قادما من الدول التي تقام فيها الصلوات الخمسة في أوقاتها بينما ترزحُ شعوبها تحت نيرالانظمة والعصابات الإستبدادية، وحياة الفساد والنصب والأحتيال اوالقتل والدمار والإعدامات اليومية، كما هو الحال في سوريا والعراق والسودان والصومال واليمن وباكستان وبنغلادش. عندما يتعامل المسلم مع الثقافة المتطورة والمحيط الاجتماعي المختلف تماما في البلاد الأجنبية، يدخل في صراع نفسي بسبب تداخل المشاعر لديه: فهو من ناحية يشعر بالإحباط والأفلاس من تبدد أوهامهِ بأن المسلمين هم خيرُ امة وأفضل خلق الله لأنه يُعاصر ويعيش التفوق الغربي العلمي والأخلاقي، ويشعر عملياً بأنه هو الخاسر الذي لا يملك أيُ شيء، فيُحاول بالتدين الإستعراضي تعويضَ هذا النقص والتخلف والعزلة الحضارية بعقلية انه مُخَيّر ومُصطفى من قبل الله، مُستَعيناً بالغطاء القرآني:
- {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} سورة آل عمران
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
- وان الإسلام هو الدين الحق وما سواه من الأديان باطل
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آل عمران
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران
- ومهما تفوق الغرب عسكرياً وأقتصاديا وعلمياً وتكنولوجيا فهو أمام الأسلام لا شيء،
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ} سورة النور
بهذه الآيات يكذب على نفسه، بل يرضى أن تنطلي عليه اكاذيبه الى أن يصبح عاجزاً عن رؤية الحقيقة في أيُ موضع لا في نفسه ولا فيما حوله.
فترى المسلمين يزعجون الناس بطقوسهم في الطرقات والشوارع، بل تعدوا الى قيامهم بصلاة الجماعة امام المعالم الأثرية والسياحية العالمية كالمدرج الروماني العملاق في وسط مدينة روما، او مبنى كابيتول الولايات المتحدة United States Capitol المقر الرئيسي والمجلس التشريعي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن العاصمة، او امام البيت الأبيض، غير مكترثين بحقوق وآداب الطريق ومشاعر الناس وكأنهم يقولون للأجانب نحن الأفضل، ويوجد لدينا الأسلام الذي هو أفضل من كل ما تنعمون به من علوم وتكنولوجيا! مع أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج الي جدل. فبالرغم من كوننا مسلمين والقرآن بين أيدينا كل هذه السنين، فما زلنا أكثر الشعوب جهلاً وتخلفاً و فقراً ومرضاً، ومازلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من “الذين كفروا” ونستخدم التلفزيون والفضائيات والإنترنت وهي بعض من منجزاتهم ونسخرها للهجوم عليهم وعلى ماديتهم…!!
بعض من مظاهر الإسلام الاستعراضي
صلاة الجماعة امام (الكولوسيوم) المدرج الروماني العملاق، تم بناؤه في سنة 72 ميلادية ويقع في وسط مدينة روما: في الصورة المصلون في وضعية السجود. كثير من شعوب العالم التي لا تُدين بالأسلام ترى في السجود (وضع الجبهة على الأرض ورفع المُؤخرة) وضعية تخدش الحياء، خاصة اذا كانت اشهاراً امام الناس وفي الساحات، رجلاً كان ام أمرآة، والتي تسمى في كثير من اللغات (وضع السجود للجماع الجنسي). ولكن المسلمين دائماً لا ينظرون الى عيوبهم ويتكلمون بأزدراء عن عيوب الآخرين بل يقولون “الحمدلله على نعمة الأسلام”.
يروى عن ابو طالب (عم الرسول) انه قال: “انني أعلم أن الذي جاء به محمد هو الحق، ولكن أكره ان تعلوني أستي أبداً” ساخراً من رفع المؤخرة في وضعية السجود (السيرة الحلبية 1/270).
*
صلاة الجماعة امام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية
مسلم في وضعية السجودعلي الصندوق الخلفي لسيارة الاجرة وسط مدينة نيويورك
هبوط اضطراري لطائرة الـ (يونايتد) الرحلة 662 كانت تستعد للهبوط في مطار (دولز واشنطن الدولي) الأمريكية في نوفمبر2012 بسبب صلاة مسلم في ممشى الطائرة وتصرفه بشكل مضطرب.
صلاة الجماعة على ارتفاع 35 الف قدم داخل الطائرة والجمهور يتفرج…. عادة حصرية بالمسلمين، لأنه في اعتقادهم ان الله معهم فقط «لا تَحزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» سورة التوبة
الجرس في الكنائس المسبحية والمعابد الهندوسية والبوذية كما الأناشيد الهندوسية التي تمتد ساعات عبر امكبرات الصوت لا علاقة لها من ازعاج الناس.