بيان الأمانة العامة
لقوى الرابع عشر من آذار
30 كانون الأول 2009
عقدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إجتماعها الدوري وأصدرت البيان التالي :
أولاً: على عتبة السنة الجديدة، وفي إطار المراجعات التي تُجريها الأمانة العامة لقوى 14 آذار منذ مدة، توقفت أمام أربعة عناوين أساسية ميَّزت السنة الماضية على الصعيد اللبناني:
1. مع بداية السنة، نجح اللبنانيون، دولةً وقوى سياسية، في تجاوز إمتحان “حرب غزّة” وتحييد لبنان، بفضل وعيهم وتمسكهم بالقرار الدولي 1701 الذي أثبت فعاليته في أصعب الظروف، كما أثبت قدرته على الصمود خلال السنة ذاتها أمام الإنتهاكات الخارجية والداخلية على السواء.
2. لعلَّ الحدث الأبرز، من منظور الحركة الإستقلالية، هو تمكُّن الرأي العام اللبناني من حسم المعركة الإنتخابية في 7 حزيران الماضي لصالح خيار الدولة والسيادة، عبر صناديق الإقتراع، متجاوزاً بوعيه وصلابته كل الضغوط المادية والمعنوية التي إكتنفت تلك الإنتخابات. ولئن كانت التعقيدات المعلومة وقوى الأمر الواقع قد حالت دون الترجمة الكاملة لخيار الأكثرية اللبنانية في تشكيلة الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري، إلا أن ذلك لن يثني الرأي العام الإستقلالي عن تصميمه على العبور إلى الدولة.
3. إلى ذلك استطاع التضامن المسيحي-الإسلامي – وهو ركيزة الإستقلال الأساسية – أن يحافظ على قاعدته الصلبة، رغم التشوُّش والإرتباك اللذين أصابا صفوف لقاء الرابع عشر من آذار، على خلفية أحداث 7 أيار 2008 وما تلاها من مداخلات خارجية.
4. وتوقفت الأمانة العامة أخيراً، في سياق هذه المراجعة، أمام الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى سوريا، بعد نيل حكومته الثقة، فرأت فيها مرةً أخرى خطوةً شجاعة على طريق الاستقرار، لاسيما وأنها تمّت – كما صرَّح رئيس الحكومة من مقر سفارتنا في دمشق – بـ”مضمون لبنان أولاً”.
تؤكد الأمانة العامة أن العلاقات اللبنانية – السورية يجب أن تبنى على أساس مصالح الشعبين والدولتين المستقلتين والثقة المتبادلة بعيداً عن منطق تسجيل النقاط.
ثانياً: إستغربت الأمانة العامة التهديدات غير المبطّنة والنصائح المتوتّرة التي أرسلها الأمين العام لحزب الله إلى المسيحيات والمسيحيين في خطابه الأخير بمناسبة العاشر من محرَّم. لقد أخطأ السيد نصرالله الأسلوب والمضمون والعنوان، كما وقع في تناقضات فاقعة. فهو إذ يدعو إلى تهدئةِ و”هدنة”، رأيناه يُمعن في نبش قبور الماضي واستحضار عناوين لم تعد ذات موضوع وهو إذ يتظاهر بالهيمنة والإقتدار، رأيناه يضع نفسه في زاوية المستهدّف المستفرّد وهو إذ لم يستطع إخفاء قلقه من أخطار خارجية على الأرجح، رأيناه يستدرج مواجهات داخلية من هنا وهناك. إننا ندعو السيد وحزبَه إلى تبصُّر هادئ، وإلى نُصحِ نفسه أولاً، بأن نكون جميعاً في كنف دولة سيدة هي وحدها التي توفّر الأمان والإطمئنان لجميعنا، بدلاً من تكرار تجارب عبثية سبقه كثيرون إليها من دون فائدة.
ثالثاً: توقّف المجتمعون بقلق شديد امام التفجير الذي حدث في مقرٍ لحركة “حماس”، كائنٍ في المربَّع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية ومستغرب وجوده في هذه المنطقة خارج المخيمات. أياً ما كانت أسباب وخلفيات هذا الحادث، فإنه يطرح علامات استفهام كبرى في وجهِ اكثر من جهةٍ معنيّة:
• في وجه الدولة أولاً، بأجهزتها ووزاراتها المعنيّة لسؤالها في تقديم تفسير واضح لما حدث هو من حق الرأي العام عليها.
• في وجه حزب الله ثانياً، لسؤاله عن التناقض بين إستدعائه الدولة إلى الضاحية الجنوبية، تحت شعار “النظام من الإيمان”، وبين منعه الدولة من ممارسة واجبها وحقها السيادي إلا بعد مرور 19 ساعة على الحادث وبعد العبث بـ ” مسرح الجريمة”.
إننا نضع هذه الأسئلة برسم جميع المعنيين بالموضوع ونتوجّه بالتعزية بالضحايا في هذه الحادثة.
رابعاً: أخيراً تتوجّه الأمانة العامة لقوى 14 آذار بتهنئة جميع اللبنانيين بالأعياد المجيدة، على أمل أن تكون السنة المقبلة أكثر أماناً واستقراراً لشعب يستحق الحياة في دولة حرة سيدة مستقلة، وتعاهدهم على مواصلة النضال الإستقلالي ومواجهة كلّ التحديات بالإستناد إلى التضامن المسيحي – الإسلامي الذي صنع الإستقلال.
الأمانة العامة لـ14 آذار: في 2009 تجاوز اللبنانيون بنجاح إمتحان “حرب غزة” وانتصروا في إنتخابات 7 حزيرانحين وقف الصحفي والمستشرق الألماني “بيتر شو لاتور” في المدينة العربية المدمرة عام 1982 راعه أمران؛ حجم الدمار الماثل أمام ناظريه، وحجم الصورة المعلقة فوق الدمار! لقد كانت المدينة، وهي حاضرة تاريخية منذ أيام روما، بنواعيرها القديمة وآثارها العريقة، غارقة في الدم، تعزف مراثيها في نحيب عميق، بعد قصفها براجمات الصواريخ في هجوم عنيف فقدت خلاله ثلاثين ألفا من أبنائها. أما الصورة التي ارتفعت بحجم جبل من الجماجم، فتذكر بأتيلا وتيمورلنك. تنهد “لاتور” وقال؛ لم أكن أفقه معنى تحريم الصور، حتى رأيت جبل الجثث،… قراءة المزيد ..
الأمانة العامة لـ14 آذار: في 2009 تجاوز اللبنانيون بنجاح إمتحان “حرب غزة” وانتصروا في إنتخابات 7 حزيرانحين وقف الصحفي والمستشرق الألماني “بيتر شو لاتور” في المدينة العربية المدمرة عام 1982 راعه أمران؛ حجم الدمار الماثل أمام ناظريه، وحجم الصورة المعلقة فوق الدمار! لقد كانت المدينة، وهي حاضرة تاريخية منذ أيام روما، بنواعيرها القديمة وآثارها العريقة، غارقة في الدم، تعزف مراثيها في نحيب عميق، بعد قصفها براجمات الصواريخ في هجوم عنيف فقدت خلاله ثلاثين ألفا من أبنائها. أما الصورة التي ارتفعت بحجم جبل من الجماجم، فتذكر بأتيلا وتيمورلنك. تنهد “لاتور” وقال؛ لم أكن أفقه معنى تحريم الصور، حتى رأيت جبل الجثث،… قراءة المزيد ..