لم يعد النقاش بين حلفاء النظام السوري في لبنان يدور حول ما إذا كان في مقدور الرئيس السوري بشار الأسد استعادة السيطرة العسكرية والأمنية على بلاده. فتلك مسألة أصبحت خارج حسابات النظام والقوى الداعمة له، بالرغم من انخراطها القوي في إدارة المعركة, ورفده بالخبرات العسكرية والإمكانات التقنية وحتى اللوجستية. جل ما يهدف إليه هؤلاء هو حشد الطاقات واستخدام كل السبل العسكرية لاستعادة السيطرة على المدن الكبرى (حلب وحمص ودرعا ودمشق)، والأهم عدم خسارتها مجدداً أمام «الجيش السوري الحر» وصمود النظام إلى ما بعد تشرين الثاني، موعد الانتخابات الأميركية، التي يضبط الكل عقارب ساعاتهم على توقيتها.
في تقدير مكونات معسكر الأسد أن وقت الجلوس إلى طاولة الحل السياسي لم يحن بعد، سواء من جهة النظام أو من جهة المعارضة، وهو يعكس عدم نضوج ظروف اللاعبين الكبار - أميركا وروسيا - لهذه الخطوة، قبل إنجاز الاستحقاق الأميركي وتبلور هوية الرئيس المقبل في البيت الأبيض. وعليه، فإن التحدي ينحصر في كيفية الحفاظ على ما يمكن تحقيقه من مكاسب عسكرية، تشكّل أوراق التفاوض حين تدق ساعة الحل. وهو حل واضح المعالم يقوم في النهاية على تسوية تستوجب مرحلة انتقالية لإرساء نظام سياسي جديد. وقد باتت المرحلة الانتقالية، بالنسبة إلى معسكر النظام، أمراً محسوماً، لكن مستقبل الأسد هو الأمر غير المحسوم: هل سيقود المرحلة الانتقالية؟ هل سيكون أحد اللاعبين فيها أم سيصبح خارج الصورة كلياً؟ فعلى وقع تلك السيناريوهات، تدور رحى المعارك في سوريا اليوم للسيطرة على المدن الكبرى، ولو بسياسة الأرض المحروقة بهدف واحد: ضمان بقاء الأسد لاعباً على الطاولة.
ورهانات هؤلاء على تحقيق الهدف تنطلق من اقتناع بأن نظام الأسد لا يزال يملك عناصر قوة. أول هذه العناصر أن النظام، رغم ما أصابه من اهتزازات داخلية وضربات موجعة على مستوى خلية إدارة الأزمة، ورغم فقدانه السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لا يزال متماسك البنية، لجهة الحكومة والمؤسسات المدنية والعسكرية والسلك الدبلوماسي والإدارات. ولا تزال الاختراقات والانشقاقات التي تُسجّل تأخذ منحىً إفرادياً، ولم تصل إلى حد خلخلة هيكل النظام. أما ثاني عناصر القوة، فيكمن في غياب البديل القوي، بفعل واقع المعارضة المنقسمة والمفككة حتى الساعة، وغير القادرة على التوحّد رغم ما تبذله القوى الداعمة لها من جهود حثيثة لتوحيدها ورسم خارطة طريق لها، ووضع إمكانات كبيرة في تصرفها. فيما عنصر القوة الثالث والأهم، فقوامه ثبات الموقف الروسي الداعم للنظام الذي يتخطى البعد السياسي إلى الانخراط الميداني، حيث أضحى - مع الحليف الإيراني وذراعه اللبناني المتمثل بـ «حزب الله» - الثالوث الذي يشكّل العقل المخطّط في إدارة المعركة، ليس بوصفها معركة النظام وحده بل معركة هذا الثالوث أيضاً، بعدما تحولت سوريا إلى ساحة مواجهة في الصراع الدائر بين المعسكر الغربي الذي تقوده أميركا، والمعسكر الشرقي الذي تقوده روسيا. فعلى نتائج هذه المواجهة والتي ستمتد إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية، وموازين القوى العسكرية، سيتوقف مستقبل وجود الأسد في التسوية ومرحلتها الانتقالية.
تلك الحسابات ذات المنحى التفاؤلي، لا تحجب حقيقة يُقرّ بها حلفاء النظام من أن المعارضة المسلحة تتقدّم يوماً بعد بوم في قدراتها البشرية وفي تعزيزاتها العسكرية، وأن الدول الداعمة لها ستُضاعف من دعمها لها كلما وسّع النظام من عملياته العسكرية، وزاد من ضغطه على المدن والمناطق.
على أن هؤلاء لا يُغفلون احتمالات أن تُصيب شظايا المواجهة المفتوحة في سوريا دول الجوار بدءاً من الأردن، حيث ثمة انقسام سياسي بين فريق يُطالب بتبني الثورة السورية وآخر بتبني خيار النأي بالنفس، ما قد يُعرّض هيكل النظام الأردني إلى الاهتزاز، مروراً بشمال العراق بعدما رمى نظام الأسد بكرة أكراد سوريا في وجه تركيا، واحتمال امتداد المواجهة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا إلى حدود الأخيرة مع إقليم كردستان العراق، وصولاً إلى لبنان، حيث يحتضن الشمال اللبناني المعارضة السورية من أعالي عكار إلى طرابلس الفيحاء، وسط خشية تعتري قوى الثامن من آذار من تراجع نفوذ أنصارها في البيئة السنيّة جرّاء اشتداد عزيمتها المؤيدة للثورة السورية، وظهور مؤشرات «تنظيف» الأرض من القوى المناوئة للثورة، الأمر الذي يزيد مخاوف هؤلاء من تحول الشمال إلى منطقة عازلة، في لحظة اشتداد الصراع والمواجهة في ربع الساعة الأخيرة.
وفي إطار تلك المخاوف، يُدرج قيادي في حزب حليف للنظام السوري المخطط الأمني الذي كان معداً لتفجير الساحة الشمالية، والذي تولى إدارته النائب والوزير الأسبق ميشال سماحة، الرجل الأكثر التصاقاً بالرئيس السوري والأكثر ثقة من قبله. فاستهداف الشمال تحديداً كان «هدفاً صائباً» - يقول هذا القيادي - وهو يأتي في سياق الحاجة الملحة للنظام السوري للسيطرة على تلك المنطقة، إما مباشرة أو بواسطة حلفائه المحليين، عبر إغراقها في فتن طائفية واقتتال مذهبي وفوضى عارمة، الأمر الذي كان سيُعزّز من قدرة النظام على السيطرة على منطقة حمص بالكامل.
غير أن ثمة من يذهب أبعد من ذلك في رسم أهداف النظام السوري من تفجير الشمال ومحاولة إخضاعه لسيطرته الأمنية والعسكرية، حيث يرى هؤلاء أن الهدف يتعدى استعادة السيطرة على حمص، تعزيزاً لموقع الأسد في التسوية. ولا يستبعدون أن يكون ذلك جزءاً من خطة النظام لرسم معالم الدولة العلوية وتوفير سبل الحياة لها، والتي من دون حمص وشمال لبنان لا يمكن أن تصبح أمراً واقعاً قابلاً للحياة.!
rmowaffak@yahoo.com
كاتبة لبنانية
الأسد يخوض معركة البقاء على المسرح… والمنحى الدولي لإبعاده عن التسوية بداية ونهاية الحرب من أيام الجاهلية أدركت العرب هذه الحكمة العميقة عن عبثية الحرب فأنشد شاعرهم (امرؤ القيس) يقول: الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا حميت وشب ضرامها غدت عجوزاً غير ذات حليل شمطاء جزت شعرها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل معنى هذا الكلام الجميل والحكيم أن الحرب تبدأ حلوة لذيذة مشجعة ولكن بعد أن يبرد الدم وتهدأ الخواطر يندم الجميع ولكن بعد دفن أحبابهم في مقابر لا نهاية لها. هذا الكلام يصدق على الوضع في سوريا وليبيا أيضاً وضحايا تونس ومصر واليمن، ولكن يبدو… قراءة المزيد ..
الأسد يخوض معركة البقاء على المسرح… والمنحى الدولي لإبعاده عن التسوية Palmyra Homs أوغاريت تدمر حمص , مسرب عصابات الشبيحة تسرق أثار المدينة التاريخية http://www.youtube.com/watch?v=ifwqfEl2by4 http://www.youtube.com/watch?v=1h66e_hbFXY فابيوس: يجب اسقاط النظام السوري وبسرعة حمص من تحت الدمار … ترحب بكم … http://www.youtube.com/watch?v=dQEtCpa8v_s جمعة جديدة لوحدة الجيش الحر بسوريا http://www.youtube.com/watch?v=2MeddUkG8Jk ضمير- امرأة تصرخ للجيران لازالة الركام عن أطفالها2012-8- http://www.youtube.com/watch?v=SrShBlTESx8 غنائم عملية مركز البحوث في حلب – كتائب أحرار الشام | http://www.youtube.com/watch?v=_IYq1_LigcY الجزيرة هذا المساء وأخر مستجدات سوريا 1782012 http://www.youtube.com/watch?v=cHzGCPvcz8Y حصاد الجزيرة وأخر مستجدات سوريا هــ جداـام 1682012 http://www.youtube.com/watch?v=mxCwM3g0bPo عاجل اكبر مجزرة في دوما من بدايو الثورة في سوريا +18 http://www.youtube.com/watch?v=SOqBTJns83M بشار الجحش… قراءة المزيد ..