وصف احد المعنيين بتشكيل الحكومة الوضع الذي آلت اليه عملية التشكيل في ضوء زيارة رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط الى دمشق اليوم، ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، بإزدياد العقد وإنتقالها من جبهة العماد عون الى جبهتي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وجنبلاط نفسه.
فزيارة جنبلاط الى دمشق جاءت بموجب “إستدعاء” سوري لأكثر من سبب، حسب ما نقلت معلومات عن مصادر على معرفة بأجواء اللفاء .
الاول هو للحؤول دون إنعطافة جديدة لجنبلاط في ضوء الاشارات التي كان بدأ جنبلاط بإرسالها للأغلبية الجديدة، والتي كان آخرها وأكثرها تسببا للنقزة السورية هي قوله إنه “لم يعد بإمكانه تغطية هذه الاغلبية”.
والثاني هو الطلب الى جنبلاط التخلي عن توزير النائب عن إقليم الخروب علاء ترو، خصوصا أن نوزير ترو يأتي من ضمن حصة الزوراء السنّة، من أجل الإفساح في المجال أمام الرئيس ميقاتي لإعادة توزيع الوزراء السنة.
اما السبب الثالث فهو الطلب الى جنبلاط التخلي أيضا عن حقيبة كاملة ناجزة للنائب طلال إرسلان وتسليم حقيبة وزير دولة لاحد الوزراء الذين سيسميهم جنبلاط.
هذا على الجبهة الجنبلاطية أما على جبهة الرئيس المكلف فالوضع أكثر تعقيداً في ظل تمسك الأغلبية المحدثة بتوزير فيصل كرامي عن ما يسمى بـ”المعارضة السنية”.
وتشير المعلومات الى ان تخلي جنبلاط عن توزير علاء ترو السني لصالح فيصل كرامي سيخلق تعقيدات من نوع جديد على مستوى تحالفات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والطائفة السنية في لبنان. إذ أن النائب أحمد كرامي يصر على ان يُسمى وزيرا في حال تسمية فيصل كرامي، تحت طائلة الانسحاب من الاغلبية المحدثة والعودة الى صفوف الاغلبية السابقة التي غادرها مع الرئيس المكلف والوزير محمد الصفدي.
وفي حال تم توزير الكراميين فيصل وأحمد، إضافة الى الوزير محمد الصفدي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فإن طرابلس تكون احتكرت تمثيل السنة الشماليين عموما وأكثر من 80 % من السنّة اللبنانيين. وهذا يعني أنه سيتبقى لعموم السنة في لبنان وزيران، أحدهما احمد طباره المرشح لتولي احد المناصب الوزارية من بيروت ووزير آخر لن يكون شماليا حتما.
وفي سياق متصل، زاد الرئيس ميشال سليمان في تصلبه. إذ أبلغ جميع المعنيين أن لن يتراجع عن تسمية وزيرين مارونيين في معزل عن إشتراطات العماد عون لجهة من يكون الوزيران ومن أي منطقة وما هي طبيعة عملهما ولون عيونهما.
وإنطلاقا مما سبق يرى المراقبون ان إشاعة أجواء التفاؤل لا تكفي ليعم التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، وأن إشاعة اجواء التفاؤل ليست سوى لذر الرماد في العيون اللبنانية لصرفها عن محاسبة الاغلبية المحدثة ومن يقف وراءها في عرقلة تشكيل الحكومة .