نشرت الصحف مؤخّرًا خبرًا عن فصل مدرسة عربيّة بسبب تدريسها لمادّة علميّة تتعلّق بنظرية النشوء والارتقاء الداروينية. وذلك، حسبما ذُكر في الخبر، لأنّ المادّة تتنافى مع المعتقدات الدينية. ولم أجد من سبيل سوى العودة إلى أصولنا الشعرية مقتفيًا أثر أحد هؤلاء الذين شببنا وترعرعنا على كلماتهم.
والعقل وليّ التوفيق!
*
صَفَحْنا عَنْ بِنِي جَهْلٍ،
وَقُلْنا، القَوْمُ عُرْبانُ.
عَسَى الأيّامَ
أَنْ يَرْجِعْنَ قِرْدًا،
كَالّذِي دَانُوا.
فَلَمْ يَبْقَ، سِوَى
التّأْمالِ، إذْ يَحْدُوكَ
إنْسَانُ.
فَبَعْضُ الحِلْمِ،
عِنْدَ العُرْبِ، إذْعانٌ
وَإيذَانُ
بِأَنَّ العَقْلَ قَدْ أَفْنَاهُ
فِي الصَّحْرَاءِ زِنْزَانُ.
هُمُو للشَّرِّ أَصْحَابٌ،
وَلِلَأَشْرَارِ إخْوانُ.
فَمَا نَامَتْ لَهُمْ
عَيْنٌ، إذَا لَمْ يُعْطَ
قُرْبَانُ
مِنَ الأَطْفالِ، إذْ نَامُوا،
مِنَ المَرْضَى، لَهُمْ آنُ.
كَأَنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَمْضِ،
كَأَنْ لَمْ تَمْضِ أَزْمَانُ.
كَذَا كَانُوا
مُذِ انْدَاحَتْ لَهُمْ فِي
الشَّرْقِ كُثْبَانُ.
سَئِمْنَا العَيْشَ مَعْ
قَوْمٍ، إذَا لَمْ تُبْنَ
أَوْطَانُ.
فَإنْ لَمْ يَرْتَقُوا يَوْمًا،
فَلا كَانَتْ،
ولا كَانُوا!