الحرائق التي تحاول في هذه الأثناء القضاء على ثروة لبنان الخضراء، تولِّد لديّ كما عند أغلب اللبنانيين شعور مرعب من القهر والغضب. ما الذي يمكن أن يخطر على بالك عند مشاهدتك لمساحات شاسعة من الثروة الحرجية لوطنك تحترق وتحترق هنا وهناك؟
فعل الحرق بحدّ ذاته يقع في نفس مجموعة الأفعال كالقتل، التدمّير، الهدم… إذن فهو سلبي، والذي يقوم بهذه الحرائق المفتعلة – صرت مقتنعاً بانها مفتعلة بعد تحليل منطقي بسيط إضافة إلى عدم تقبلي فكرة اندلاع حريق في الخامسة صباحاً كما علمنا من الصحف – عنده غاية تدميرية، ترهيبية، وهو شخص، أو حتّى طرف في هذه الحال لا يعطي قيمةً لشيء سوى التدمير، وهو يبني أمجاده وعقائده على هذه الفكرة. والشخص هذا من طينة حركة طالبان وأعماله شبيها باقدام الحركة على تفجير تماثيل بوذا في أفغنستان.
أمّا الشجرة فهي كائن حيّ تماماً كما نحن كائنات أحياء، بل أنها في بعض الأحيان تتفوق علينا، وهي بالتأكيد أقل إيذاءً من البشر وأكثر فائدة من الكثير منهم. وقتل الشجرة خصوصاً عبر حرقها هو عمل بربري يشتهر به بعض الأصناف من البشر، هذا الصنف من البشر والذي يوجد منه في وطننا الحبيب لبنان كما اتضح، يعمل على حرق الأحراج ليس لاستعمالها للفحم – وهو عمل غير مبرر في كل الأحوال – ولكن لأن فكرة الشجرة بحدّ ذاتها تتعارض مع مفهومه. فالشجرة هي الحياة والصمود والبقاء، وحرق شجرة يوازي حرق عقود من السنين وصفحات من التاريخ وهو أمر بدون شكّ يسعى إليه الفاعلون.
إن الذي يقوم بافتعال الحرائق هو قاتل جماعي، يجب محاكمته بتهمة موازية لتهمة محاولة إبادة شعوب، فالذي يزعجه الشجر تزعجه الحياة الهادئة المليئة بالمحبة والسلام، ولذلك فهو لا يتوانى عن محاربتها.
إنّ الذين يقدمون على هذه الأعمال يريدوا أن ينالوا من أرزة لبنان التي تتوسط قلوب مواطنيه وعلَمَهم، ولكن لا فالأرزة ستبقى خضراء دائماً أبداً عصية عليهم وعلى أمثالهم. أرزنا لا يحترق، أرز الرب الخالد سيبقى يباركنا ويحمينا. اصمدي يا أشجاري اصمدي، يا ثوب لبنان الأخضر، فهم راحلون ونحن باقون، فاصمدي.
fladi01@hotmail.com
* كاتب لبناني
اصمدي يا أشجارينعم يا استاذ على هو مدبر و مع سبق الاصرار و لكن ما هو الدافع لكل الحرائق و التى تحدث بغابات إخرى على مستوى لعالم . فالعالم يشهد تولد طائفة تميل إلى العنف و تدمير كل ما هو جميل للعودة الى بيئة التصحر: فهل هو نوع من الحنين الى مولد الأولون؟و بالتالى يراد المشاركة بالماضى و الالتصاق به و رفض الواقع المتحضر بكل سبل الترفيه و الرقى الانسانى و بالتالى الرفض للمظاهر الجمالية خشية التعود على الجمال حتى لو كان هذا الجمال هو من صنع يد الله الخالق الاعظم و إعلان التمرد -حتى – على الجمال الربانى و… قراءة المزيد ..
اصمدي يا أشجاري
النظم الشمولية او الحزب القائد دمرت بلدانها لانها اعتمدت على العسكر في السياسة
التاريخ أثبت أن العسكر في السياسة يدمرون البلد والأمة ومعظم النظم الشمولية التي دمرت بلادها إعتمدت على العسكر في تسيير البلد فهل لبنان ستلحق بركب الديكتاتوريات مرة ثانية وتخسر الثورة شعبيتها ويعم الفساد والدمار في لبنان؟.الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية تحولت الى مافيات دمرت بلدانها
اصمدي يا أشجاري
لقد أحرقوا لبنان سياسيا والآن يريدون إحراق جماله الطبيعي , لك الله يا لبنان يا جنة الله في عالم عربي تعس.
اصمدي يا أشجاريالعبودية المختارة” في عام 399 قبل الميلاد، أدانت أثينا الفيلسوف الشهير سقراط وأعدمته، بدفعه لتجرع سم الشوكران. وفي عام 509 قبل الميلاد سقط الفيلسوف والمصلح الديني فيثاغورس قتيلاً على يد الرعاع في جنوب إيطاليا. وفي القرن الثاني بعد الميلاد سقطت عالمة الفلك والرياضيات “هيباتيا” صريعة بنفس التهمة، على يد المتعصبين، كما جاء ذلك في كتاب “الكون” لكارل ساجان، ويرتبط استشهادها بتدمير مكتبة الإسكندرية بعد تأسيسها بسبعة قرون، وهي المكتبة التي حوت يومها نصف مليون كتاب في أعظم عمل علمي يجمع كل معارف الجنس البشري حينئذ. وفي زمنه عاش الفيلسوف فيثاغورس مشرداً غريباً هائماً على وجهه في الآفاق، ما… قراءة المزيد ..