لعبة التعيينات والمناقلات مستمرّة في إيران بالصلة مع أزمة ما بعد إنتخابات الرئاسة
فللمرة الأولى، تم تعيين رجل دين، هو “حجة الإسلام محمد حسين موسابور” حاكماً لـ”قم”. ولم يسبق، منذ قيام الجمهورية الإسلامية، أن تولّى رجل دين هذا المنصب. وحسب وكالة “مهر” الإيرانية، فقد اقترحت وزارة الداخلية تعيينه لأنه “مؤهّل لإقامة علاقات سليمة مع مراجع التقليد”. وهذه إشارة إلى أن كل “مراجع التقليد” الإيرانيين تقريباً رفضوا تهنئة أحمدي نجاد لمناسبة “نجاحه” المزعوم في إنتخابات الرئاسة.
لكن التطوّر الأهم على هذا الصعيد، عدا الإطاحة الممكنة بعلي لاريجاني من رئاسة مجلس الشورى، يتعلق بإقالة القائد الحالي لقوات “الباسيج”، “حسين طائب”. إن “حسين طائب” شخصية مكروهة في إيران، وقد لعب دوراً أساسياً في القمع الدموي للتظاهرات السلمية. ولذا، فإنه لم “يستحق” الإقالة بالمعنى السلبي.
موقع “روز” الإيراني توقّع أن تكون إقالة “محمد طائب” جزءاً من مخطط لدمج “الباسيج” بقوات الحرس الثوري، أي “الباسداران”.
وقد أعلنت وكالة “مهر” الحكومية أن “القائد الحالي للباسيج، الذي يُشغِلُ أيضاً منصب نائب القائد العام للباسداران، سوف يُعيّن في موقع آخر. ومع أن الوكالة لم تحدّد المنصب الذي سيتولاه “حسين طائب”، فهنالك تقارير غير مؤكدة بأنه قد يتولى منصب “مدير الإستخبارات” في “الباسداران”.
وجدير بالذكر أن “حسين طائب” (الذي عمل سابقاً في “وزارة الإستخبارات”) كان بين المرشّحين لمنصب وزير الإستخبارات في إدارة أحمدي نجاد، وقد طُرِحَ إسمه بعد إقالة وزير الإستخبارات السابق “إجئي”. وإذا ما تم تعيينه لمنصب مدير إستخبارات “الباسداران” فيشكل “ثنائياً” مع مدير “مكافحة التجسّس، والأمن” في “الباسداران”، “غلام حسين رامزاني”.
ويعني ذلك توسيع القدرات الإستخباراتية لـ”الباسداران” التي ربما باتت الآن تفوق قدرات “وزارة الإستخبارات” نفسها!
و كشفت وكالة “مهر” الرسمية، إلى أن هذه التغييرات هي”جزء من الجهود الراهنة لإصلاح بُنية الباسداران، حيث سيتم قريباً دمج قوات المقاومة في الباسيج بالقوات البرّية للباسداران من أجل تحقيق تنسيق أفضل”.
مقاومة غزو أميركي أم مواجهة “الحرب الناعمة” والتهديدات الداخلية
وحسب موقع “روز”، كانت التغييرات البنيوية في “الباسداران” قد شرعت قبل عامين حينما أمر آية الله خامنئي بتعيين “محمد علي عزيز جعفري” قائداً للباسداران. وبناء على الخطة التي أقرها خامنئي، فقد تمّّ حلّ فرق الباسداران السابقة وتشكيل 29 وحدة عسكرية جديدة، واحدة لكل محافظة، علاوة على وحدتين خاصتين لمدينة ومحافظة طهران.
وأعقب ذلك عزل عدد من كبار قادة “الباسداران” ونقل آخرين إلى مناصب جديدة، وتم ذلك كله في غضون شهرين فقط.
وفي حينه وصف “جعفري” التغييرات بأنها تدخل في إطار تشكيل “دفاع فسيفسائي” لمواجهة أخطار الغزو الخارجي. ولكنه عاد، في خطاب قبل أسابيع، فزعم أن التغييرات كانت تستهدف مكافحة “الحرب الناعمة” و”التهديدات المحلية”.
رئيس الأركان “حسن فيروزآبادي” هل أقيل من منصبه؟
في هذه الأثناء، تداولت المصادر معلومات مفادها أنه تمت إقالة القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، “حسن فيروزآبادي”. ولكن مكتب “فيروزآبادي” أصدر بياناً نفى الشائعات. ويُعتّبَر “فيروزآبادي” (وهو طبيب) حليفاً رئيسياً لأحمدي نجاد، وقد أعلن دعمه له قبل الإنتخابات الرئاسية وبعدها. وهو يشغل منصبه منذ 20 عاماً، أي منذ بداية تولّى خامنئي منصب “القائد الأعلى”.