في السعودية نقاش “معبّر” حول تغريدات الإمام السابق للحرم المكّي، الشيخ عادل الكلباني حول “داعش”. الشيخ الكلباني دعا إلى محاربة فكر “داعش” لأنه استهان بالدماء وساعد على انشار التكفير والتضليل والتبديع، بل وذهب أبعد من ذلك حينما كتب: ” داعش نبتة (سلفية) حقيقة يجب أن نواجهها بكل شفافية”!
أين المشكلة في هذه “التغريدة” طالما أن السعودية رسمياً، وبلسان الملك عبدالله بن عبد العزيز، تدين “داعش” فكراً وسلوكاً وتدعو إلى محاربتها؟
المشكلة هي أن المؤسسة الدينية السعودية ترفض الإعتراف بدورها، هي وأتباعها، في نشر الفكر التكفيري، وهذا الفكر هو أصل “الداعشية”! وترغب المؤسسة الدينية السعودية في الخروج من “مأزق داعش” على طريقة خروجها من “مأزق 11 سبتمبر 2001”! ألم تكن “غزوة نيويورك” مؤامرة يهودية؟ أو مؤامرة أميركية؟ والمخرج الجديد من “مأزق داعش” موجود فعلاً: إنه فكر “الإخوان المسلمين”. وهذا يرضي السلطة ويحفط “السلفية” من أي نقد!
هل صحيح أن “السلفية” بريئة، وفكر “الإخوان” هو البيئة التي خرجت منها “الداعشية”؟
ألم يقل الشيخ “المنيع” في تبرير جريمة ١١ سبتمبر أنها “أقامت الحجة على الكفّار”؟
وأين نشأ “أيمن الظواهري”، وأسامة بن لادن، والزرقاوي، وغيرهم؟ ألم ينشأوا في بيئات “سلفية”، مع بعض التأثّر بفكر “الإخوان”، وبكتابات “سيد قطب” بالذات (الذي ترجمه حاكم إيران، خامنئي بالذات، إلى الفارسية)؟
ومئات الشبان السعوديين، والخليجيين، الذين التحقوا، ويلتحقون، بـ”داعش”، أليسوا أبناء بيئات “سلفية”؟
لسنا بحاجة إلى من يقنعنا بأن موجة “الإخوان المسلمين” التي ركبت موجة الربيع العربي، كانت تشكّل خطراً كبيراً على المجتمعات العربية، وحتى على “الأمن القومي” العربي. ولسنا بحاجة لمن يقنعنا بأن بقاء “الإخوان” في السلطة في مصر وغيرها كان سيفتح أبواب المنطقة العربية لمشروعات الحرس الثوري الإيراني، ولكن أيضاً للجماعات الإرهابية “السلفية”. والتحالف واضح اليوم، في ليبيا، بين “الإخوان” وامتدادات “القاعدة”!
“الإخوان” أثبتوا أنهم يطمحون إلى إقامة سلطة إستبدادية متفرّدة وأنهم لم يقبلو بالديمقراطية إلا مؤقتاً (إردوغان شبّه الديمقراطية بـ”قطار” تركبه وتنزل منه حينما.. تصل!). ولكن “السلفيين” ليسوا أفضل منهم. ولا “الخمينيين” أفضل منهم: فمن لا يسمح لـ”السنّة” ببناء مسجد في طهران لا يعتبر “السنّة” مسلمين!
مرة أخرى، ترفض السلفية السعودية أن تسمع “كلمة حق” حتى لو جاءت من صفوفها، ومن “إمام الحرم المكي” بالذات! كما رفضت، قبل سنوات، التحليلات المتنوّرة للشيخ أحمد بن باز، إبن المفتي الشهير!
لا فرق بين “السلفية” و”الإخوان”، أو أن الفرق العملي ليس كبيراً، في مسائل التكفير، والتبديع، وفي “فرعونية الفكر” (حسب تعبير موفّق للشيخ الكلباني)!
الشيخ الكلباني على حق! كما كان على حق حينما قال “«بات حالنا مثل كريات الدم البيضاء التي تطرد الأجسام الغريبة، فصرنا نكافح ونرد أي فكر غريب علينا “، وحينما أباح الغناء ورفض التحريم الديني لقيادة المرأة للسيارة قائلاً: «هل قيادة المرأة للسيارة خارج المملكة أو في الصحاري حلال ثم يكون ذلك داخل المملكة أو المدن حراما» وداعياً إلى «إفساح المجال للمرأة بشكل أكبر بإبعاد العوائق الفكرية والاجتماعية»!
وشكراً للشيخ الكلباني على صوره “المبتسمة”! لماذا لا “يبتسم” شيوخ السلفية؟ هل “التجهّم” فرض إسلامي؟
وبعد ذلك، فإن الحل هو في “الإصلاح الإسلامي”
” الذي نفتقد اليوم دعاته الراحلين، وفي طليعتهم جمال البنا ومحمد سعيد العشماوي والعفيف الأخضر.
في ما يلي لمحة عن النقاش “السعودي”.
بيار عقل
*
دعا الشيخ عادل الكلباني إلى محاربة فكر “داعش” المتطرف الذي استهان بالدماء، وساعد على انتشار التكفير والتضليل والتبديع في كل مكان وعلى قدم وساق”.
وكتب:
” داعش نبتة (سلفية) حقيقة يجب أن نواجهها بكل شفافية!
وبعد ردود الفعل السلبية الكثيرة ضد تغريدته، أضاف الشيخ الكلباني
أنه لم يقل “سلفية” بل “نبتة سلفية” وهناك فرق واضح بينهما، مبيناً أن التبديع والتفسيق والتضليل نواة للحكم بالردة والتكفير، ومن ثم استحلال الدم والمال والعرض .
وأضاف الكلباني: ”فرعونية الفكر لا بد أن يكون نتاجها داعشية الفعل”.
ثم أضاف:
“فرق كبير جدا يعلمه كل منصف بين قولك السلف الصالح والسلفية”، متابعاً: “سيفيق كثيرون، بعد الصدمة الأولى، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى”.
*
الوطن السعودية:
الخليفة: الكلباني أدار ظهره
الرياض: مشعل الحربي
أثارت تغريدة إمام الحرم المكي الأسبق الشيخ عادل الكلباني الذي أشار خلالها إلى أن داعش هي “نبتة سلفية”، الكثير من المغردين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، في وقت فند فيه عضو لجنة المناصحة بمنطقة القصيم الشيخ عبدالعزيز الخليفة تلك الادعاءات، مشيرا في اتصال مع “الوطن” إلى أنه سبق وناصح الكلباني في عدد من الموضوعات وما كان من الأخير إلا أن أدار ظهره.
ردود فعل واسعة وسخط كبير، أحدثتهما تغريدة إمام الحرم السابق الشيخ عادل الكلباني، الذي قال فيها إن تنظيم “داعش” هو “نبتة سلفية”، فيما ذهب الكثير من المغردين إلى اعتبار أن ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، هو نتاج الفكر الإخواني، في وقت تداول فيه صورة أحد مقاتلي “داعش” وهو يقرأ من كتاب “في ظلال القرآن” لسيد قطب، أحد أهم القيادات المؤسسة للإخوان المسلمين، وهو الكتاب الذي أحصى عليه أحد علماء السعودية، ويدعى عبدالله بن محمد الدويش 181 خطيئة، وأوردها في مؤلف يحمل عنوان: “المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الضلال”.
اتهام السلفية بأنها المحرك الرئيس لـ”داعش”، تصدى لها بالتفنيد عضو لجنة المناصحة بمنطقة القصيم، الشيخ عبدالعزيز الخليفة، خلال اتصال هاتفي أجرته معه “الوطن”، إذ أشار قبل ذلك إلى أنه سبق وناصح الكلباني في وقت من الأوقات، فما كان من الأخير إلا أن أدار ظهره له.
رد الخليفة على دعوى الكلباني بارتباط داعش بـ”السلفية”، بقوله: إنه لا يخفى على من له أدنى نظر في المناهج المنحرفة، أنها تجتمع على السيف، وعلى تهميش الدعوة إلى التوحيد، وعلى الحرص على السلطة، متهما الإخوان المسلمين بأنهم الجماعة الأم لـ”داعش”.
وبرر الخليفة الهجوم الذي يشنه الإخوان على “داعش” هذه الأيام، بالقول: “قد تكون داعش أفسدت عليهم خطتهم بعيدة المدى، فهم لم يعطوا لها الضوء الأخضر بالبداية بمثل هذه الأعمال حاليا”، وأضاف: “لما رفض الناس داعش وجب على التنظيم الإخواني أن يتبرأ منهم؛ كي لا يسقطوا معهم”. ولم يستبعد الخليفة أن يكون بين الإخوان المسلمين وداعش خلاف في التنظيم والترتيب، قائلا: “معلوم أن الخوارج يقتل بعضهم بعضا إذا تعارضت المصالح، مما يدل على ذلك أن الإخوان لم يتبرؤوا من جبهة النصرة مع أن المنهج واحد”، ودعا الخليفة في ختام حديثه، أن يرد الله كيد الأشرار، ومن يريدون إلحاق الأذى بهذه البلاد في نحورهم.
الرحم الذي أنجب داعش الإرهابيةيتساءل المرء هل إرهاب منظّمة داعش المتطرّفة أسوأ أو أقلّ سوءاً من إرهاب النظام السوري في استخدامه الأسلحة الكيماوية؟! أمّا الجواب الأكيد الذي لا خلاف حوله، هو التالي: كلٌّ واحدٍ من الإرهابَين، الداعشي والأسدي هو إرهاب دمويٌ بشع. ولا أعتقد أنّ صور ضحايا مجزرة الكيماوي المهولة في غوطة دمشق قد غادرت مخيلة الناس على الرغم من مرور سنة ونيّف على الحدث. أطفالٌ أبرياء يختلجون، تتقطع أنفاسهم، ويختنقون بالجملة وبالمئات، على مرأى ومسمع البشرية كلها…عندما يفكّر إنسانٌ ما، بغضّ النظر عن قدرته الذهنية، بهذا الحدث المروّع – الذي يبدو أنّ المجتمع الدولي قد مضغه بسهولة وابتلعه دون… قراءة المزيد ..