هناك كثيرون من الذين خرجوا ليتحدثوا عن الحكومة الميقاتية أو بالأحرى الحكومة “الحزب اللهية” بعباءة ميقاتية، قلة منهم، أو بالأحرى وتوخياً للدقة، لم يخرج أحد وتحديداً في قوى 14 آذار ليقول للبنانيين ماذا ستفعل هذه القوى لمواجهة الهجمة الانقلابية على كل مكتسبات ثورة الأرز، منذ العام 2005 وحتى اليوم.
قد يكون هؤلاء ليسوا على اطلاع، أو تفاجأوا بخروج الحكومة إلى النور. هذا العذر لا يمكن أن يمر، وتحديداً في هذه الظروف. كل ما حصل أن السياسيين جميعاً، قالوا جُملاً مبهمة عن المعارضة المنتظرة. تكلّموا عن انقلاب، وأن هذه الحكومة هي حكومة الحزب الواحد، أو حكومة النظام السوري. ليس بينهم من قال: ما العمل؟!
كل لبناني هو سياسي بالفطرة، بالتالي كل مقولة من قبيل لصق إنجاز الحكومة بما يحصل في سوريا، يدركه المواطن ولا طائل له على سماع ترداد مُمل لمثل هذا الحديث. هو يريد أن يعرف كيف ستواجه هذه الهجمة الإنقلابية، وما السبيل إلى كبح جماح “الممانيعن”.
منذ ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، دخل لبنان مرحلة الفراغ القاتل. كانت قوى 14 آذار تدفع من حسابها، تحت عنوان “أم الصبي” و”الحفاظ على السلم الأهلي”. تبيّن لاحقاً أن كل ما قامت به من سياسات “وفاقية”، كانت بالواقع إنهزامية ـ تراجعية، لا علاقة لها بالحسابات السياسية الدقيقة المصحوبة بقراءة واقعية لما يحصل من حولنا من تغيرات.
منذ سنتين وإلى اليوم، حاورت وناورت قوى 14 آذار من أجل الوصول إلى نقطة التقاء واحدة مع الفريق الآخر. خسرت جمهورها “كي لا تخسر البلد” كما يقولون. كسبت رضى إقليمي “مبهم” المعالم. تعاطت مع “شارعها” بلغة الواعظ الواعي، وحجبت حق الشارع في المشاركة الواعية. راهنت أكثر من مرّة وخسرت أكثر من رهان.
اليوم، لم يعد أمام هذه القوى سوى أن تعود إلى المعارضة بوجهها القديم المتجدد. فالمطلوب بعد كل هذه التجارب المرّة مع 8 آذار، قراراً حاسماً باستعادة المبادرة، ليس بالطريقة التقليدية فقط، إذ إن المواجهة ليست مع قوى استولت على السلطة، بل مع فريق يؤمن بأن لا شيء كبيراً يحصل في داخل الأنظمة الممانعة الداعمة لها والمسيّرة لها في الكثير من الأحيان.
نقطة إنطلاق المعارضة اليوم، إذا كان هناك نية لاطلاقها، يجب ألّا تكون فقط بوجه حكومة الحزب الواحد، أو لمناهضة من احتل السلطة أو تحصّل عليها بقمصانه السود. كل هذا ليس سوى تفصيل صغير أمام المشهد الكبير.
هناك في بلدان مجاورة، شعب بأكمله ينتفض ضد البعث ونظام الحزب الواحد. ما على 14 آذار إذا أرادت النجاح، سوى أن تُمعن بثقافة الوصل مع هذه المتغيرات من بنغازي وصولاً إلى درعا وحمص وحماه. الطريق الوحيد للخروج من السجن الكبير. مرّة أولى وأخيرة.
ayman.sharrouf@gmail.com
كاتب لبناني- بيروت
إلى أي معارضة؟!
بالنسبة الى موضوعك استاذ ايمن لقد ارتكبت قوى 14 اذار الكثير من الاخطاء ودفعت من حسابها ويجب ان تتنبه جيدا وخاصة من الغدارين واولهم البيك وليد جنبلاط والمعارضة يجب ان تكون بناءة ومكفية للاخر بدون تبيوس لحى واحيي موقفك استاذ ايمن.