كانت أنظار العالمين العربي والإسلامي شاخصة الى ايران وتترقب ردود الفعل التي ستصدر عن الجمهورية الاسلامية على النجاح الذي حققته القمم العربية- الاميركية الثلاث في المملكة العربية السعودية، وكانت المفاجأة ان جاء الرد من دويلة الامارة في قطر، التي أعلنت وزارة خارجيتها، عن سحب سفراء الامارة من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء القطرية علي صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، طالبت الخارجية القطرية مغادرة سفراء هذه الدول أراضيها خلال 24 ساعة! لتعودَ الوزارة وتتراجع عن قرارها، مبررة التراجع بأن صفحة الوزارة ووكالة الانباء القطرية تعرضت للقرصنة، وان الخبر عار عن الصحة!
المعلومات تشير الى ان الخبر صحيح وليس عاريا عن الصحة، وان ليل امس شهد حركة تصعيدية ضد قطر، واميرها “تميم”، قادته المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، بدأ بإقفال كل ما يمت الى محطة “الجزيرة” القطرية في دبي، فضلا عن تهديدات مباشرة للديوان الاميري في قطر بتحمل تبعات هكذا قرار.
وتضيف المعلومات انه تزامنا مع استمرار إقفال مكاتب محطة “الجزيرة”، فإن الثنائي السعودي-الاماراتي مستمر في حملته التصعيدية، ولن يتراجع عنها فقبل ان يلمس تغييرا جديا في سياسة القطريين.
وطبقا لما ذكرت المعلومات فإن على”الشيخ تميم” تغيير مستشاريه، خصوصا أولئك الذين يسوّقون لتميز قطر عن سربها العربي، وإنتهاج سياسة مرحلة ما بعد القمم الثلاث والتي تتناغم بالضرورة مع الاجماع العربي والإسلامي.
وتضيف المعلومات انه من غير المسموح بعد اليوم ان تغرد قطر خارج السرب العربي، وان يتحمل العرب مجتمعين، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، خصوصا تبعات “الشذوذ القطري”، سواء في ليبيا او في سوريا او مصر او سيناء.
عودة إلى أزمة ٢٠١٤
للتذكير، في مارس 2014 قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر. وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث أن القرار اتخذ بعد فشل كافة الجهود في إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي.
رسالة إلى أمير قطر عن.. “الإخوان المسلمين”!
وتشير المعلومات ان رسالة شديدة اللهجة تم إبلاغها الى امير قطر، ومفادها ان لا تهاون بعد اليوم مع اي شذوذ قطري، وان الحملة على السياسات القطرية مستمرة حتى تبدل قطر جميع مواقفها خصوصا إيواء قادة الاخوان المسلمين، وتشكيلها ملجأ لهم وللفارين من وجه العدالة سواء في دولهم او لمطلوبين دوليا بتهم الارهاب، من مصر الى ليبيا الى سوريا الى قطاع غزة الى أذربيجان. وان السياسة التي تنتهجها قطر تضر بالامن القومي العربي وبمصالح الامة العربية! وان قطر الطامحة الى لعب دور يفوق قدراتها وحجمها، تتسبب بالإضرار بالمصالح العربية عموما والخليجية خصوصا، وتشويه صورة العرب والمسلمين في العالم، الامر الذي لا تهاون معه بعد اليوم وعلى الامارة ان تتحمل تبعات سياساتها إذا ما قررت الاستمرار في هذه النهج.