المركزية – تكشفت معطيات التحقيقات الاولية في محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب امس الاول عن خيوط جديدة يمكن معها ترقب اعلان نتائج قد تفضي اذا ما استكملت فصولها الى تحديد الجهات التي قد تكون نفذت العملية التي تأكدت بإقرار وزير الداخلية مروان شربل.
وابلغت مصادر متابعة للتحقيق الجاري في القضية “المركزية” ان عملية المسح الجارية لموقع اطلاق النار في الحرج المواجه تركز على كيفية الحصول على بصمات للقناصين عن بعض الاغصان التي تعمدوا كسرها على مرحلتين قديمة وحديثة وفق ما اثبتت نتائج المسح الاولي بهدف تحليلها واخضاعها لفحوص البصمة الجينية DNA علها تفضي الى تحديد هويتهم. واكدت ان رصاصتي القنص والآثار التي خلفتها على الجدار وفي زجاج المبنى الذي اخترقته احداهما ما زالتا تخضعان للتحليل في مختبر الادلة الجنائية لتحديد نوعها المتطور جدا، حتى ان بعضها وفق ما اشارت المصادر يستخدم بتقنية الليزر.
وكشفت المصادر عن ان المسح الشامل للحرج اظهر وجود حفرتين وضعت في داخلهما الحجارة لتثبيت البندقيتين بعدما تم كسر اغصان الاشجار من امامهما افساحا للرؤية، الا ان التحقيقات لم تتوصل بعد الى معرفة ما اذا كان القناصون استخدموا تقنيات معينة واجهزة ارسال او انتينات لإتمام عملهم باحتراف بالغ مكنهم من اصابة الهدف بدقة متناهية عن مسافة بعيدة، والاكيد ان العناية الالهية وحدها حالت دون اصابة جعجع.
وشددت المصادر على ان العمل المتقن ليس وليد الساعة وانما نتيجة تخطيط مسبق ومسح للمنطقة الحرجية بأكملها على مدى ايام وربما اسابيع او اكثر بمشاركة مجموعة كبيرة، علما ان موقع اطلاق الرصاص يبعد نحو خمس دقائق عن الطريق حيث من المرجح ان سيارة انتظرت القناصين واقلتهما فور اتمام المهمة.
*
النهار: التحقيق يرجّح مجموعة في استهداف جعجع
وضع وزير الداخلية مروان شربل حداً للشكوك التي اثيرت حول الحادث باعلانه “ان محاولة اغتيال جعجع كانت جدية وفقاً لكل المعطيات والتحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية” التابعة لوزارته.
وأبلغت مصادر التحقيق الجاري في الحادث “النهار” ان خبراء في قوى الامن الداخلي كشفوا على الثقبين اللذين احدثتهما رصاصتا القنص والآثار التي خلفتها على الجدار في مقر رئيس “القوات” بمعراب وارسلوا بقايا الرصاصتين الى مختبر الادلة الجنائية لتحديد نوع البندقية او البندقيتين اللتين اطلقتا منهما ومكان صنعهما. وقالت إن عملية المراقبة بمناظير متطورة قد تكون مرتبطة بغرفة عمليات استمرت مدة طويلة جداً لدرس كل تحركات جعجع، وان المخططين والمنفّذين “محترفون جداً”.
واجرى الخبراء الامنيون مسحاً شاملاً للحرج الذي أطلقت منه النار وهو كثيف جداً ولم يمر به احد منذ زمن وتوصلوا الى تحديد مكان محتمل ربض فيه قناص او قناصان بدليل عثورهم على اغصان مكسورة بالأيدي من الغرب الى الشرق. ورجحت المصادر تمكن الفاعلين من مغادرة المكان بمساعدة آخرين خلال خمس دقائق بعد اطلاق النار. وفي حين اكدت ان الفاعلين لم يتركوا مظروفي الرصاصتين في الحرج، شككت في ان يكون اطلاق النار حصل الكترونياً او كهربائياً، لافتة الى ان القناصات الحديثة لم تعد ترتج او تتراجع وان القناصة المهرة الذين يستخدمونها يستطيعون اصابة الهدف بدقة متناهية. ونفت في هذا السياق ان يكون مسلحو “فتح الاسلام” استخدموا بنادق قنص من هذه الانواع المتطورة، موضحة ان اسلحتهم كانت قديمة العهد.