تم إطلاق سراح الناشط أكرم البنّي بعد توقيفه يومين وجّهت إليه فيهما أسئلة حول كتاباته لصحف ومواقع عربية!
*
لا تجاهر عائلة “البنّي” الحموية العلمانية بـ”مسيحيتها” عادةً لأنها عائلة علمانية وديمقراطية. وكنا دائماً، في “الشفّاف”، نخجل من الإشارة إلى هذه الصفة الطائفية لمناضلين نموذجيين في سوريا. أما وقد سجّلت وكالة الصحافة الفرنسية هذا “التفصيل” الذي يعرفه جميع السوريين (وقلّة من اللبنانيين) فلا مفرّ من التساؤل عمن يمثّل “مسيحيي سوريا”، حسب تعبير نستهجنه من الأساس، وعمن يستحق جائزة “الرأي الحر”: المطران كبّوجي، أم البطريرك الراعي، أم “جنرال حارة حريك”، أم أكرم البنّي وإخوته؟
سلام لـ”أكرم” في سجنه الذي لن يطول هذه المرة!
الشفاف
*
وكالة الصحافة الفرنسية- اوقفت عناصر من جهاز امن الدولة السوري الكاتب والصحافي المعارض والسجين السابق اكرم البني في دمشق، بحسب ما ذكر شقيقه المحامي انور البني الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس الاحد.
وقال انور البني رئيس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية “اوقف جهاز امن الدولة اكرم البني ظهر امس السبت في وسط دمشق”، مشيرا الى انه يجهل اسباب توقيفه.
وكان اكرم البني دخل السجن مرات عدة، كان آخرها بين 2007 و2010 مع 11 معارضا آخرين، اثر توقيعهم “اعلان دمشق” الذي طالب ب”تغيير ديموقراطي وجذري” في سوريا.
وكان عضوا في الحزب الشيوعي المحظور في سوريا. وقد اعتقل بين 1978 و1980، ثم من 1987 الى 2001 خلال عهد الرئيس السابق حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد.
على صفحته على موقع “فيسبوك” للتواصل الالكتروني، كتب انور البني “لم يكتف هذا النظام بسرقة عشرين عاما من عمره بالسجن. لم يكتف هذا النظام بما تركته هذه السنوات الطوال في السجن من اثر على صحته. لم يشف غليله سبعون عاما في السجن دفعتها هذه العائلة الصغيرة في سوريا، لانها عائلة حرة تؤمن بالانسان”، في اشارة الى سنوات اخرى امضاها في السجن انور البني نفسه وافراد آخرون من عائلته.
وجاء على صفحته على فيسبوك ايضا “الحرية لاكرم البني. الحرية لكل المعتقلين، الحرية لسوريا”.
واكرم البني في الثامنة والخمسين، وهو مسيحي من حماة في وسط سوريا. ويقول مقربون منه ان السلطات كانت تمنعه من السفر خارج سوريا.
وواظب اكرم البني على كتابة المقالات التي كان ينشرها في صحف عربية ومواقع الكترونية عدة. وابدى فيها مرارا اسفا لاتخاذ النزاع السوري منحى عنفيا متصاعدا.
وفي مقال نشر في صحيفة “الشرق الاوسط” في تموز/يوليو، كتب “هو أمر مؤسف ومقلق أن يفضي منطق الحرب إلى انحسار الدور السياسي للمعارضة السورية أمام تقدم المكون العسكري، وقادته لا ينفكون عن تكرار أوهامهم عن حسم عسكري سريع في حال مدوا بالأسلحة أو جرى تحييد الطيران الحربي، أمام نظام لم تفارقه الأوهام ذاتها عن قدرته على سحق الثورة بما يملكه من وسائل القهر”.
واضاف “المسألة التي لم يدركها النظام أو لا يريد إدراكها أن ما يسمى انتصارا على الشعب هو أكبر هزيمة للوطن، وأن كلمة انتصار ليست سوى الوجه الآخر لانكسار المجتمع وتدميره، والقصد أن منطق القوة والغلبة والعنف لم يعد يستطيع إعادة مناخات الرعب والإرهاب للاستئثار بالسلطة والثروة ولإخضاع المجتمع من جديد”.
ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، اعتقل النظام عشرات الاف الاشخاص عشوائيا، بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الانسان تتحدث ايضا عن انتهاكات ووفيات نتيجة التعذيب في السجون.
“مسيحي من حماه”: أكرم البنّي سجيناً.. مرّة أخرى
كلما أردت التعليق لما يصيب شرفاء الوطن الجريح اشعر بنفسي صغيرا وهنا لا أستطيع الا القول. الضمير الإنساني معك يا أكرم