فيما انشغل الرأي العام اللبناني منذ يومين بمسألة قفز مواطن لبناني وطفيله من فوق الشريط التقني الذي يفصل لبنان عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ظهرت أولى ملامح القضية، حيث كشفت المصادر الأمنية المتابعة أن الرجل هو “علي طلال الداوود” من قرية “عين عرب”، إحدى قرى وادي التيم الواقعة عند سفح هضبة الجولان المحتلة. وهو يقيم مع عائلته في بلدة “مصيلح” في قضاء الزهراني، مكان الإقامة الجنوبية لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي حين لم تتضح إلى الآن الأسباب التي دفعت بالرجل إلى تسلق الشريط الشائك و رمي ولديه “حمد وطلال” إلى الجهة المحتلة، ما أصابهم ثلاثتهم بجروح طفيفة استدعت معالجتهم في إحدى مستشفيات مستعمرة المطلة الحدودية الملاصقة لبلدة كفركلا، قال مصدر طبي لاحقا نقلا عن عائلة الداوود أن الرجل مصاب باضطرابات عصبية وعقلية.
و كان الداوود قام عند السابعة من مساء الثلثاء بالتسلل إلى الجانب الإسرائيلي بعد أن رمى ولديه من فوق الشريط التقني قرب بوابة فاطمة الحدودية في بلدة “كفركلا” الذي يرتفع عن الأرض حوالي المترين على مرأى من عناصر الجيش اللبناني وجنود القوات الدولية المنتشرين في المكان. وقد حضرت على الفور دورية تابعة لجيش العدو و اعتقلته مع ولديه وساد على إثر الحادثة استنفار أمني على الجانبين و انتشار عسكري على طول الحدود.
و في وقت لاحق من ليل أمس سلمت إسرائيل الداوود وولديه للجنة الدولية للصليب الأحمر عند معبر الناقورة شمالي صور، التي سلمته بدورها إلى الجيش اللبناني الذي بدأ معه التحقيقات لمعرفة أسباب فراره إلى إسرائيل.
مخدّرات وأموال و”شرائح” هواتف نقّالة!
تأتي حادثة فرار الداوود بالتزامن مع إعلان إسرائيل نيتها البدء في بناء جدار إسمنتي يفصل بينها وبين حدودها المكشوفة مع بلدتي عديسة وكفركلا. وكما يؤكد سكان البلدتين أن القرار الإسرائيلي لا يعود لأسباب أمنية على الإطلاق، كاحتمال تسلل مسلحين نحو الأراضي المحتلة، كون المنطقة “ساقطة عسكريا” حسب التعبير العسكري, بل لكون المنطقة هناك تحولت منذ فترة إلى مكان مشبوه تجري فيه عمليات بيع و شراء المخدرات على أنواعها وصفقات تهريب واسعة تشمل بعض أنواع السلاح والأموال بين تجار لبنانيين وإسرائيليين يتم تبادلها “رميا” من فوق السياج الشائك، وتستعمل لإبرامها وتوقيتها بطاقات هواتف نقالة تعمل لمرة واحدة. ذلك يكثر على الرصيف المحاذي للحدود مع فلسطين من الجهة اللبنانية
وجود شرائح لهواتف نقالة مرمية في المكان.