عوفير برونشتاين، المولود في بئر السبع في صحراء النقب، كان ينتظر هذه اللحظة منذ أربعين عامًا. هذا الرجل الستيني، الذي منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جواز سفر فلسطينيًا عام 2011، يؤمن أنه ساهم في إقناع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين. فمنذ عام 2020، لم يتوقف عن تكرار قوله لماكرون إن “على فرنسا أن تعترف بفلسطين”، وكان ماكرون يرد دائمًا: “حين يحين الوقت” — حتى جاء ذلك اليوم في 22 سبتمبر في نيويورك.
وتضيف مراسلة جريدة “لوموند”، “كلير غاتينوا” في مقالٍ عنه (يمكن قراءة الأصل بالفرنسية هنا):
ورغم الخطوة الجريئة، لم تعد فرنسا تمتلك النفوذ السابق للعب دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعلّق جون ليندون، مدير “تحالف السلام في الشرق الأوسط”، قائلاً: “أوفر يشبه من صعد قمة جبل ليكتشف أن خلفها جبلًا آخر”.
تعرف ماكرون على برونشتاين عام 2020 أثناء زيارته الرسمية الأولى لإسرائيل، بناءً على توصية من دانيال كوهن بنديت، الذي وصفه بأنه “ظاهرة” ويمتاز بصدق مباشر بعيد عن الدبلوماسية التقليدية. بعد اللقاء، كلّفه ماكرون بمهمة غير رسمية للقاء شخصيات من المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل بحث سبل إحياء عملية السلام.
ورغم أن اسمه لم يعد معروفًا في إسرائيل كما في الماضي، إلا أن برونشتاين كان يُقدَّم غالبًا على أنه أحد مستشاري رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، لكنه يوضح: “لم أكن من الدائرة المقربة. ما فعلته مع رابين يشبه ما أفعله اليوم مع ماكرون.”
اغتيال رابين كان نقطة تحول في حياته؛ إذ غادر إسرائيل إلى فرنسا بعد صدمة سياسية وشخصية كبيرة. هناك، واصل نشاطه من أجل السلام، رغم ما شابه من تعقيدات مالية في مؤسسته السابقة.
اليوم، لا يزال مصممًا على مواصلة دوره كمستشار غير رسمي للرئيس الفرنسي. وقد أعد تقريرًا من 26 صفحة بعنوان “تخيّل غزة” (Imagine Gaza)، يرسم فيه رؤية حتى عام 2035 حول مستقبل القطاع وإعادة إعماره، ويقول بابتسامة: “ربما يكون التقرير حالِمًا بعض الشيء… مثل أغنية جون لينون.”
Ofer Bronchtein, le militant de la reconnaissance de la Palestine qui a l’oreille de Macron
