عندما وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات إتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل، وأخرج مصر بثقلها العسكري والسياسي والبشري من دائرة الصراع مع إسرائيل، كان هناك من يبرر هذه الاتفاقية من علماء وفقهاء السلاطين، ويشبهها بصلح الحديبة، ويستقدم الأدلة المدعمة لذلك من كتاب الله، بالاستناد للاية الكريمة “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله”.
ما اشبه اليوم بالامس مع الفارق ان الرئيس المصري الراحل كان واضحا واخبر الجميع علنا بانه ذاهب الى القدس ليسعى لاحقاق السلام والصلح.
اما اليوم فنسمع خطب الاتهامات والتخوين من غزة ودمشق مرورا بالحزب الالهي لكل من تسول له نفسه الحديث عن المفاوضات لاسترداد الحقوق العربية المشروعة.
وبتساؤلات ساذجة للحركة الحمساوية ما الفرق بين الهدنة التي كان يسعى لتحقيقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي انجزتها حركة حماس مع اسرائيل؟
لماذا تم اتهام عباس وفتح بالخيانة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية وبيع القضية والى ما هنالك من اتهامات اخرى على يد صبية حماس من ابو زهري والنونو والمصري وصولا الى هنيه؟
هل حررت حماس غزة والضفة ولم تعترف باسرائيل والقرارات الدولية؟ وما الذي حصلت عليه من اسرائيل مقابل هذه الهدنة؟ هل اعتراف اسرائيل بحماس اهم من اعتراف الشعب الفلسطيني بها بمؤسساته الديمقراطية التي اوصلتها الى تولي الحكومة والمجلس التشريعي؟ ام ان ديمقراطية محمود عباس لم تنفع حين سلم الحركة مقاليد الحكم وسعى لتحقيق هدنة عملت حماس على تخريبها تباعا؟
ما الذي تغير، وهل سياسة القسام لم تعد تجدي نفعا كي توقفها حماس ستة اشهر؟ وما الذي سيحصل اذا قررت الجهاد الاسلامي اطلاق الصواريخ او اذا قرر مقاتلو فتح تخريب الهدنة الحمساوية عملا بمبدأ العين بالعين والبادئ اظلم؟ هل ستعتقل حماس (المناضلين) من الجهاد الاسلامي وفتح؟ لماذا سمحت حماس لنفسها القيام بما عابت على السلطة الفلسطينية الشرعية القيام به؟
وما الذي سيحصل بعد ستة اشهر، هل ستعاود حماس اطلاق القسام لتحصل على تمديد جديد للهدنة؟
انها اسئلة بريئة وساذجة نأمل ان تعمل حماس على الاجابة عنها يوما.
اما على الجانب السوري فلن نستعيد خطاب اشباه الرجال بل ان الاستعانة بكتاب الله واستحضار صلح الحديبة اصبح ديدن النظام في دمشق حيث يبدو انهم جنحوا للسلم فعلى الآخرين الجنوح وكيف اختفت لغة التخوين والعمالة حتى ان وزير الخارجية التركي علي باباجان قال إن المفاوضين من الجانبين خرجوا مرتاحين من الجولة الاخيرة وهم اتفقوا على جولة جديدة واخرى تليها وكأن الذي يجري ليس بين سوريا واسرائيل!
والادهى ان الرئيس السوري سيتشاطر الطاولة نفسها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في باريس!!!
لو ان اي مسؤول لبناني سولت له نفسه القيام بهذا الامر لكانت الدنيا قامت ولم تقعد.
اما في لبنان فيبدو حسب قول حاييم رامون ان الاسيرين الاسرائيليين اصبحا في طريقهما الى المنزل مقابل اربعة اسرى لبنانيين وبعض الجثث والاشلاء من الجانبين، وهذا امر ايجابي. ولكن ما هو مدعاة للاستغراب كان موقف حزب الله الذي اعتبر فيه ان حديث وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن ان مزارع شبعا يجب ان توضع تحت الوصاية الدولية وان تبادل الاسرى واقفال هذا الملف امران يقصد بهما سلاح حزب الله لتفريغه وضربه!!!! وكأن الذي يفاوض اسرائيل على تبادل الاسرى هو الحكومة اللبنانية وليس حزب الله نفسه!! اما اذا عادت المزارع فهذا امر يجب ان لا يحصل لان موقف الحزب الالهي ما زال كما هو منذ ابلغ وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة معارضة ايران وضع مزارع شبعا تحت الوصايةالدولية. لان المقصود هو الابقاء على مسمار جحا كي يُبقي حزب الله على سلاحه، أي أن المقصود هو ان يحتفظ حزب الله بسلاحه لا ان تتحرر مزارع شبعا!!
انها اسئلة برسم من عملوا على تأليب وتحريض مجتمعاتنا الشرق اوسطية وملأوا رؤوسنا تخوينا وصمودا.
اننا، بحق، ننتظر منكم اجوبة على ماهية هذه الهدنة مع اسرائيل، وماهية التفاوض في تركيا، ولماذا يجب ان لا توضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية.
وللعلم وقبل ان نسمع اجوبتكم غير المقنعة إلا اذا تسترت بعباءة صلح الحديبة، اذا جنحوا للسلم فاجنحوا وتوكلوا على الله، فأنتم مدينون بسلسة اعتذارات من الشعوب العربية من المحيط الى الخليج على ما اقترفتم وما جنيتم.
kricha@radiosawa.ae
* كاتب لبناني- الإمارات
إذا جنحوا للسلم!!!!
عندما نستخدم الدين وتفسيره خطأ مع التعمد لتبرير تصرفاتنا المخزيه والجوفاء ، فلا تتوقع منا غير السقوط المدوي .
إذا جنحوا للسلم!!!!
الجدير بالذكر أن 14 يوليو 2009 ستصبح ذكرى قريبا سقوط سجنون الباستيل السورية وبداية الثورة السورية ضد المافيات الارهابية في النظام السوري التي فقرت الشعب السوري واللبناني واذلته ودمرته ودعمت المليشيات الارهابية الطائفية.
إذا جنحوا للسلم!!!!
امة ضحكت من جهلها ونظامها الديكتاتوري الامم