أبو الفتوح منشق عن “الإخوان”، ولكنه أمضى معظم حياته في صفوفهم! ثم أنه يحظى بدعم الشيخ القرضاوي، الذي لا يمكن اعتباره من “المعتدلين”، فهو بالأحرى “متطرف+قطري”! إذا فاز أبو الفتوح برئاسة مصر، فربما سيكون الفارق الرئيسي بينه وبين مرشّح “الإخوان” الرسمي هو أن عبد الفتوح لن يكون مضطراً لتقديم “السمع والطاعة” لمرشد “الإخوان” كما تنصّ مبادئ الجماعة. كما يحتمل أن يعزّز نجاحه من الإنقسامات “الحتمية” داخل “الإخوان”.
الشفاف
*
القاهرة (رويترز) – توقع المرشح الاسلامي لانتخابات الرئاسة المصرية عبد المنعم أبو الفتوح يوم الثلاثاء أن يفوز بالمنصب من الجولة الاولى التي ستجرى في مايو ايار وقال أيضا ان أي شخص ارتبط بالرئيس السابق حسني مبارك لا يصلح للقيادة.
وقال أبو الفتوح في مقابلة أجرتها معه رويترز قبل ساعات من قرار لجنة الانتخابات الرئاسية استبعاد آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك من قائمة المرشحين انه يتوقع الحصول على أغلب أصوات جماعة الاخوان المسلمين التي طردته من عضويتها حين أعلن اعتزامه الترشح في وقت كانت فيه الجماعة تقول انها لن تقدم مرشحا منها.
وللجماعة مرشح الان هو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة وهو الحزب الذي يمثل الذراع السياسية لها.
وقال ابو الفتوح “أنا أرى الان وكلما اقترب الوقت من الانتخابات أن فرصي فى الفوز تزيد.”
وأضاف “ان شاء الله حركة حملتنا تكبر ويضاف اليها شرائح جديدة من المجتمع من الشباب ومن النساء وتنتشر أكثر على أساس أن يتم الفوز في (انتخابات) الرئاسة ان شاء الله من المرحلة الاولى وليس من الاعادة.”
ووُصف أبو الفتوح بأنه اصلاحي معتدل خلال سنوات عضويته في الجماعة وبرز كمرشح ذي شأن في الانتخابات التي ستبدأ في داخل البلاد يومي 23 و 24 مايو أيار والتي سيقترع فيها المصريون الذين يعملون في الخارج قبل ذلك.
ووجد أبو الفتوح تأييدا في اوساط الليبراليين والاسلاميين ويقدم نفسه باعتباره مرشحا يتوافق عليه الناخبون. لكن منتقدين يقولون انه ليس له نهج فكري واضح في الوقت الذي يسعي فيه لان يصبح كل شيء لكل الناس.
ويتوقع على نطاق واسع أن تجرى جولة إعادة بين مرشحين اثنين في أول انتخابات رئاسة بعد مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية يوم 11 فبراير شباط العام الماضي.
ووجه أبو الفتوح انتقادا لاذعا الى المرشحين الذين عملوا مع مبارك وأبرزهم عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية قائلا ان الناخبين لن يصوتوا لسياسيين من النظام الذي أسقطوه.
وقال “أنا أتمنى ألا ينتخب أى شخص من النظام القديم لاننا في جمهورية جديدة بأسس جديدة لادارة الدولة وبالتالي (فان) الذين تربوا في أحضان النظام القديم وعلى أفكاره وعلى وسائله لا يصلحوا في المرحلة الجديدة.”
وصدق المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ اسقاط مبارك على قانون يمنع كبار من عملوا مع مبارك من تقلد المنصب مما أدى لاستبعاد شفيق.
وقال ابو الفتوح مشيرا الى موسى “لنكن منطقيين كل الذين شاركوا مع النظام القديم أو ساعدوه أو التزموا الصمت تجاه الجرائم التي ارتكبت يمثلون النظام القديم.”
وأضاف “المنافسون الآخرون من بقايا النظام السابق لا يجب أن يكونوا في المنافسه.”
ويعتقد على نطاق واسع أن قرار مبارك ترشيح عمرو موسى لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية من منصب وزير الخارجية قبل نحو عشر سنوات من سقوط نظامه كان راجعا الى زيادة شعبية موسى.
ولا يزال أبو الفتوح يحتفظ باحترام كبير في جماعة الاخوان المسلمين التي كان عضوا قياديا فيها لعشرات السنين. وغيرت الجماعة موقفها من الترشح للرئاسة الشهر الماضي وقدمت خيرت الشاطر النائب الاول للمرشد العام لها للسباق وقدمت مرسي (59 عاما) مرشحا احتياطيا.
واستبعدت لجنة الانتخابات الرئاسية الشاطر الاسبوع الماضي لعدم حصوله على رد اعتبار قضائي من ادانة له عام 2007 أمام المحكمة العسكرية العليا في قضية اتهم فيها بغسل الاموال. ويقول كثيرون ان مرسى خفيض الصوت أقل جاذبية للناخبين من أبو الفتوح.
وقال أبو الفتوح وقد علت وجهه ابتسامة “ان شاء الله سنأخذ معظم أصوات الاخوان المسلمين.
“اننا ضد هيمنة طرف من أطراف العملية السياسية على كافة مناصب الدولة حتى بشكل ديمقراطي.”
ويشغل حزب الحرية والعدالة أكثر من 43 في المئة من مقاعد مجلس الشعب ونحو 60 في المئة من مقاعد مجلس الشورى.
وقال أبو الفتوح انه مرشح مستقل بامكانه القيام بالاصلاحات التي ينادي بها النشطاء الذين يعبرون عن مطالبهم في ميدان التحرير.
ويأخذ منتقدون لابو الفتوح عليه قوله انه المرشح الذي يمثل كل التيارات السياسية في مصر سواء كانت تيارات اسلامية للاخوان والسلفيين أو تيارات يسارية أو ليبرالية.”
ولابو الفتوح رؤية للاقتصاد يدور حولها النقاش لان هيئة مستشاريه الاقتصاديين تضم ماركسيا واحدا على الاقل الى جانب ليبراليين. لكه يقول انه لا يرى تناقضا في ذلك.
“فكرة التوافق بين الرؤية الرأسمالية والرؤية الاشتراكية تساعد وتدفع الانسان أن يعبر عن طموحه وامكانياته وذاته في التملك وفي الاستثمار على أن يراعي جنبا الى جنب العدالة الاجتماعية.”
وأضاف “هذا يتفق مع فكرنا الاسلامي. هذا هو التمازج بين الفكرتين اللتين نؤسس عليهما مشروعنا لبناء المستقبل.”
وتابع “أنتمى للفكر الذي ينتمي له الشعب المصري… الفكرة الحضارية الاسلامية.”