بعد إطلاق سراح الرهائن الإستونيين، شنّت صحافة “شكراً لسوريا الأسد” في بيروت حملة عنيفة على “فضيحة” الدور الفرنسي في إطلاق سراح الرهائن مقابل غياب الأجهزة اللبنانية عن عملية التسليم. وتجنّبت صحافة “شكراً لسوريا بشار الأسد” أن تتطرّق إلى “فضيحة” إحتجاز الخاطفين في سوريا، و”فضيحة” صدور فيديو المخطوفين من “دمشق”، و”فضيحة” الدور الذي لعبه “المجاهد” في المخابرات السورية، السيد أحمد جبريل” في خطف الإستونيين، وأخيراً “فضيحة” تسليم المخطوفين في منطقة محظور دخولها بأمر من حزب الله! وطبعاً، لم تتطرّق صحافة “سوريا الأسد” إلى”إصرار الخاطفين” (لماذا؟) على عدم مشاركة أي جهاز لبناني، رغم “موافقتهم” على مشاركة جهاز فرنسي!
وكما يقول المثل “القرد في عيون “السفير” و”الأخبار” (رستم) غزالة”!
لاحظنا في خبر “المركزية” أن الخاطفين كانوا “يدعون” بالموت على أحد المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، وخفنا أن يكون المطلوب موته واحداً من شخصيتين أمنيتين تطالب قوى 8 آذار، بقيادة “مون جنرال”، بإقالتهما، “يوم إي ويوم لأ”!
*
المركزية – توقفت اوساط سياسية متابعة لملف الاستونيين السبعة عند محاولات التعمية المتعمّدة على الدور الامني اللبناني المحوري في الافراج عن المخطوفين وعدم توظيفه في احتفالية اطلاقهم لا بل تغييبه وانتقاده باعتباره غير موجود، ولا سيما بعدما تكشفت المعلومات المتوافرة من مصادر دبلوماسية لعبت دورا بارزا في العملية عن معطيات اكيدة الى اهمية الموقع الامني اللبناني في الوصول الى الخاتمة السعيدة التي اقفلت عليها القضية، والمواكبة الرسمية منذ ساعات الصباح الاولى ابان اطلاق سراحهم.
واوضحت المصادر ان الابتعاد النسبي للاجهزة اللبنانية عن دائرة الضوء له اهدافه التي يقع في مقدمها الحرص على عدم افشال اطلاق سراحهم بعدما اصر الخاطفون على عدم حضور اي جهاز امني لبناني خلال العملية، اضافة الى تجنب كشف المعطيات التي ادت الى هذه النهاية حيث كان للسرية الامنية اللبنانية وقعها الاساس في الافراج عن المخطوفين وتحديد مكانهم في ظل تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من تعقب الفاعلين وتوقيف 10 من بينهم قتل احدهم في المواجهات، وتزويد حكومة استونيا واجتهزتها الامنية بالمعلومات الكافية التي مكنت المفاوضين من اكمال مفاوضاتهم مع الخاطفين حتى النهاية.
الدور المشبوه للوزير شربل نحّاس
ولفتت المصادر الى ان فرع المعلومات كان يتعقب منذ 23 آذار من خلال داتا المعلومات التي حصل عليها عبر وزارة الاتصالات الخاطفين ويزود الدولة الاستونية بالمعلومات الا ان حجب هذه الداتا، التي احدثت اشكالا واسعا بين قوى الامن الداخلي ووزير الاتصالات آنذاك شربل نحاس، عرقل مسار التحقيق وتقدمه وحول فرع المعلومات لاعبا غير اساسي نقله في المرتبة الاولى الى الثانية، الا ان الحركة الاستونية استندت في شكل رئيسي الى معلومات قوى الامن لتحقيق غايتها المرجوة.
واستنادا الى الافادات التي ادلى بها المفرج عنهم في 14 الجاري امام المحققين اللبنانيين فتبين ان الخاطفين هم مجموعة متطرفة من 22 الى 25 شخصا لبنانيا برئاسة وائل عباس تعمدوا خطف الاستونيين من دون معرفة هويتهم بقصد الحصول على فدية مالية.
الخاطفون كانوا يدعون بالموت على “أشرف ريفي” أم على “وسام الحسن”؟
وقد نقلوا المخطوفين خلال مدة احتجازهم بين 3 مواقع احداها خارج لبنان من خلال المعابر غير الشرعية.
واوضحت ان المواكبة البعيدة من قبل فرع المعلومات للوفد الاوروبي الذي تولى تسلم المفرج عنهم من سهل الطيبة بقاعا من خلال هاتف خلوي سلم الى المخطوفين للتواصل عبره مع الوفد بعدما تركوا في السهل، اسهمت في انجاح العملية ونقل المفرج عنهم مع الوفد من الطيبة الى زحلة فبيروت عن طريق ضهور الشوير.
واكدت ان المسؤولين الرسميين اطلعوا من القيادات الامنية ووزير الداخلية في ساعات الصباح الاولى على “الخبر السار” بعدما تبلغ احد القادة الامنيين وصول الوفد الاستوني الى بيروت في 13 الجاري لتسلم المخطوفين وقد طلب المساعدة اللوجستية من السفارة الفرنسية.
الجدير ذكره ان المفرج عنهم افادوا في التحقيق ان الخاطفين لم يكفوا عن ترداد عبارة طلب الموت لأحد كبار قادة الاجهزة الامنية اللبنانية.
إقرأ أيضاً:
إطلاق المخطوفين الإستونيين رسالة إعتذار سورية لفرنسا بعد الهجوم ضد سفارتها