لعب المقال التالي الذي نشره موقع “بلاي ذي غايم” الدانماركي (وهو يمثّل منظمة حكومية دانماركية محترمة عالمياً) دوراً في إسقاط مناورة قامت بها اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للرماية الرياضية- اليوم الجمعة 2 يوليو، في موسكو- لتعديل دستور الإتحاد، على نحو يعزّز صلاحيات سكرتيره العام “غير المنتخب” فرانز شرايبر، وتمهيداً لانتقال الرئاسة (بعد 38 سنة) إلى “فلاديمير ليزين”، “الأوليغاركي” الذي يُقال أنه “أغنى رجل في روسيا”.
الهدف من المناورة “مالي” بالنسبة لـ”عائلة شرايبر” الألمانية التي تُمسك بما قد يكون “أفسد” إتحاد في الرياضة الدولية، في حين أنه “سياسي” بالنسبة للمرشح الروسي للرئاسة!
كتب المقال الصحفي النروجي “أندرياس سيلياس”:
لا يبدو أن كل الإتحادات الأولمبية، وعددها ٣٥ إتحاداً، معنيّة بمطلب “الحكم الرشيد” الذي ترفعه اللجنة الأولمبية الدولية. وخصوصاً منها الإتحاد الدولي للرماية الرياضية!
وكانت منظمة « بلاي ذي غايم » الدانماركية (وهي منظمة حكومية) قد أطلقت في أكتوبر ٢٠١٥ تقريراً بعنوان مؤشر الحكم الرشيد في الرياضة. ويبين المؤشر مدى التزام الـ٣٥ إتحاد دولي بـ٣٦ مقياس في ميادين: الشفافية، والإجراءات الديمقراطية، والضوابط والموازين، والتضامن.
ويحصل الإتحاد الأكثر التزاماً بهذه المقاييس على مؤشر ١٠٠ بالمئة. ولكن الإتحاد الدولي للرماية الرياضية حصل على ٢٧،٣ بالمئة فقط!
وللمقارنة، ولكي يدرك القارئ مغزى هذه العلامة المنخفصة، فقد حصل الإتحاد الدولي لكرة القدم، أي « الفيفا » الذي يكاد يشهد فضيحة جديدة كل يوم، على ٦٧،٨ بالمئة! أي على أكثر من ضعفي علامات إتحاد الرماية!
وقد بدأت في موسكو اجتماعات « اللجنة التنفيذية » و »المجلس الإداري »، و »الجمعية العمومية » للاتحاد الدولي للرماية. ولكن الإتحادات الوطنية، التي ستشارك في تلك الإجتماعات، لا تعرف الكثير عن جدول الأعمال المقترح! وقد علمت منظمة « بلاي ذي غايم » أن اللجنة التنفيذية » للإتحاد رفضت تقديم معلومات كافية حول جدول اعمال اجتماع موسكو، أو حول الميزانيات، أو حول مداخيل الإتحاد، أو حول أوجه الإنفاق.
وذكرت عدة مصادر أن « الإتحاد الدولي-العائلي للرماية « (تتولى عائلة « شرايبر » الألمانية إدارة الإتحاد منذ عشرات السنين!) يحضّر سرّاً عملية انتقال لرئاسة الإتحاد من المكسيكي « أوليغاريو فازكيز رانا » (٨٢ عاماً) إلى « الأوليغاركي » والبليونير الروسي « فلاديمير ليزين »، وهو حالياً رئيس الإتحادين الروسي والاوروبي للرماية ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الروسية. وهذا مع أن ولاية الرئيس المكسيكي « رانا » لا تنتهي قبل سنتين!
ولكن الإتحاد الدولي للرماية ينفي تلك المعلومات!
رئيس منذ ١٩٨٠!
كان « فازكيز رانا »، وهو حليف مقرب جداً لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، قد انتخب رئيساً لأول مرة في العام ١٩٨٠، وظلّ يُنتخب رئيساً طوال ٣٦ سنة الماضية.
وكان شقيقه الأكبر « ماريو »، الذي توفّي في ٢٠١٥، يمتلك نفوذا دولياً كبيراً كذلك بصفته أحد مؤسسي ورئيس « رابطة اللجان . الأولمبية الوطنية » (« الأنوك ») من العام١٩٧٩ وحتى العام ٢٠١٢.
وإذا وافقت الجمعية العمومية للإتحاد الدولي للرماية الرياضية على خلق منصب رئيس شرف لـ »أوليغاريو رانا »،فسينفتح المجال لتغيير الرئيس منذ الآن بدل انتظار سنة ٢٠١٨.
والأرجح أن الرئيس الجديد سيكون « فلاديمير ليزين »، الذي انتُخِبَ نائباً لرئيس الإتحاد الدولي للرماية قبل سنتين فحسب. وبين المرشحين المحتملين أيضاً عضو البرلمان الإيطالي ونائب رئيس الإتحاد، « لوشيانو روسّي ». وسوف ينشأ سجال بين بعض أعضاء الإتحاد الدولي للرماية إذا ما قرّر « فازكيز رانا » التنحّي قبل انتهاء ولايته التي تشمل ٤ سنوات.
انتخاب مثير للجدل
قبل سنتين، كان « فازكيز رانا » قد فاز على نائب الرئيس الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح في انتخابات مثيرة للجدل جرت في مينونيخ في ديسمبر ٢٠١٤. وحصل « رانا » على ١٦٥ صوتاً مقابل ١٢٨ للإستمرار رئيساً بدون انقطاع منذ العام ١٩٨٠!
ولام الشيخ سلمان مواطنه عضو اللجنة الأولمبية الدولية وعضو « الفيفا » ورئيس « الأنوك »، الشيخ أحمد الفهد الصباح، لفشله في الإنتخابات.
تغييرات مقترحة على دستور الإتحاد الدولي للرماية
كان مقرّراً في الأصل أن تنعقد الجمعية العمومية للإتحاد وهيئاته الأخرى خلال الأسبوع الحالي في ريو دي جانيرو، ولكن تم تغيير المكان إلى موسكو بسبب ارتفاع أكلاف الفنادق في البرازيل! ولا يعرف أحد ماذا ستكون أكلاف الإجتماعات والإقامة في موسكو، ومن سيدفعها!
إن باب التكهّنات مفتوح!
وقد علمت « بلاي ذي غايم » من عدة مصادر أنه سوف تجري محاولة لتغيير دستور « الإتحاد الدولي للرماية الرياضية » بحيث يصعب أصعب على الإتحادات الوطنية أن تجري أية تغييرات في الإتحاد، أو أن تعترض على ما يقوم به أي رئيس مقبل للإتحاد. كما ستشمل التغييرات المقترحة إعطاء المكتب التنفيذي الحق في استبعاد أي عضو بدون التصويت على ذلك في الجمعية العمومية. كما تشمل إنشاء منصب « رئيس شرف » مخصّص لـ »فازكيز رانيا »، الأمر الذي سيفتح المجال لانتخاب رئيس مؤقت.
ردّاً على هذه التكهنات والشائعات، ورد إلى « بلاي ذي غايم » الجواب التالي بالإيميل من مدير الإتصالات بالاتحاد الدولي للرماية، « ماركو دالا ديا »:
« إن انتخاب رئيس للإتحاد سيجري لمناسبة الجمعية العمومية التي ستنعقد في ٢٠١٨ وليس في ٢٠١٦ في موسكو. إن جدول أعمال الجمعية العمومية لسنة ٢٠١٦ لا يتضمن بند انتخاب رئيس للإتحاد ». وبناءً عليه، يمكننا تأكيد أنه لن يتم انتخاب رئيس في موسكو. ويبدو أن المعلومات التي حصلتم عليها من مصادركم غير صحيحة »!
وتفيد معلوماتنا أن الإتحادات الوطنية التي كانت طلبت الحصول مسبقاً على البيانات المالية للإتحاد لن تحصل على ما طلبته، وسيكتفي الإتحاد بتقديم بياناته المالية أثناء انعقاد الجمعية العمومية. وتحول هذه المناورة دون قيام الأعضاء بتمحيص البيانات المالية مسبقاً، ودراستها، وتدقيق أرقامها!
سجال حول تقرير الرياضة ٢٠١٥
علمت « بلاي ذي غايم » أن تقرير مؤشر الرياضة لسنة ٢٠١٥ قد حصل على اهتمام واسع بين الإتحادات الوطنية للرماية. وقد حصلت « بلاي ذي غايم » على رسائل موقعة من « الإتحاد الباكستاني للرماية » تدعو فيها الإتحادات الوطنية الأخرى لطرح أسئلة حول السبب الذي يجعل « الإتحاد الدولي للرماية الرياضية » الأسوأ بين الإتحادات الرياضية!
وزعم الإتحاد الباكستاني أن الإتحاد الدولي لم يقم بأي جهد لتحقيق متطلبات الحكم الرشيد التي اعتمدتها اللجنة الأولمبية الدولية، في ديسمبر ٢٠١٤، ضمن ما يسمى « روزنامة ٢٠٢٠ . وطلب أن تناقش الجمعية العمومية هذا الموضوع أثناء اجتماعها في موسكو هذا الأسبوع.
وفي يونيو ٢٠١٦، وجّه نائب رئيس « الإتحاد الإفريقي للرماية »، السوداني الدكتور سيف الدين محمد، رسالةً إلى السكرتير العام للإتحاد تضمّنت الخلاصات التي توصلت إليها دراسة « بلاي ذي غايم »، وتساءل فيها عن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لتحديد المسؤوليات، كما طلب أن تكون هذه المسألة الخطيرة على جدول أعمال الجمعية العمومية المقرر انعقادها في موسكو.
وقد ردّ السكرتير العام (غير المنتخب) « فرانز شرايبر » على الدكتور محمد وعلى إتحادات أخرى بإيميل جاء فيه:
« يعتبر الإتحاد الدولي للرماية الرياضية أن تقرير مؤشر الرياضية الدولية للعام ٢٠١٥ الصادر عن « بلاي ذي غايم هو دراسة مشوبة بأخطاء لم تقيّم بطريقة موضوعة أو مسؤولة معايير الحكم الرشيد التي اعتمدتها، على الأقل بالنسبة للإتحاد الدولي للرماية. وفي جوابنا لك بتاريخ ٩ يونيو، فقد أكدنا على أن واضعي الدراسة لم يحصلوا على أية معلومات من الإتحاد الدولي للرماية قبل وضع خلاصات تقريرهم ». ونحن لا نعرف من أين حصلوا على معلوماتهم عن الإتحاد الدولي للرماية، ولكن المؤكد أنهم لم يحصلوا عليها منا »!
« لا نعتقد أن هنالك حاجة لتعيين لجنة أخرى من أجل تحليل ذلك التقرير لأن الإتحاد الدولي للرماية فرغَ من أجراء تحليل مفصّل لتلك الدراسة الكاملة. وعلاوة على الأمثلة التي أشرنا إليها في مراسلاتنا السابقة، فقد وجد تحليلنا حالات أخرى كثيرة أعطيت فيها علامات خاطئة للأوضاع الحقيقية للإتحاد الدولي للرماية. لقد تم تقديم خلاصات تلك الدراسة إلى اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للرماية لدى اجتماعها في ١ مارس ٢٠١٦. وفي حينه، أعربت اللجنة التنفيذية عن قناعتها بأن الدراسة الدانماركية كانت غير دقيقة وخاطئة، ولكنها قررت عدم متابعة تلك القضية »ّ.
وفي رسالة للسيد سيف الدين محمد، كتب السيد شرايبر:
« في ما يتعلق بطلبك الحصول على البيانات المالية للإتحاد، فقد وفّر الإتحاد لكل الإتحادات الأعضاء فيه بياناً مالياً مدققاً لسنة ٢٠١٤ مع وثائق الجمعية العمومية التي تم إرسالها قبل أسابيع. وقد حصل الإتحاد لتوّه على نسخة مترجمة من بيانات ٢٠١٥ المالية سيتم توفيرها لكل الإتحادات لدى دخولك إلى الجمعية العمومية ».
الإتحاد الدولي للرماية يردّ على « بلاي ذي غايم »
ردّاً على أسئلة مباشرة وجهناها إلى السكرتير العام السيد فرانز شرايبر وطلبنا فيها تحديد الهفوات والأخطاء التي يزعم أنها موجودة في مؤشر الرياضة للعام ٢٠١٥، أجابنا مسؤول الإتصالات في الإتحاد الدولي للرماية، ماركو دالا ديا، نيابةً عن السيد شرايبر:
« … صحيح أن الإتحاد الدولي للرماية حدد بعض الفرضيات غير الصحيحية التي استندت إليها العلامات التي حصل عليها الإتحاد في مؤشر الرياض، ومثلاً:
« في ما يتعلق بالمؤشر٣-٢، فإن تقرير مؤشر الرياضية للعام ٢٠١٥ يزعم أن حسابات الإتحاد الدولي للرياضة لا تخضع للتدقيق. وذلك غير صحيح… فتقارير تدقيق الحسابات تُقَدّم إلى الأعضاء أثناء الجمعيات العمومية من أجل الموافقة عليها ويتم نشرها بعد ذلك.
« وفي ما يتعلق بالمؤشر ٤-٥ فإن التقرير يزعم أن الإتحاد الدولي للرماية لا يوفر أي نوع من المشورة للإتحادات الأعضاء في ميادين التنظيم والإدارة. والحال، فإن الإتحاد الدولي يقوم بتنظيم ورشات عمل للإتحادات الوطنية منذ ١٣ سنة، وعلى أساس سنوي، حول تنظيم الإتحادات الوطنية بما في ذلك التثقيق ضد المنشطات وقوانين منع استخدام المنشطات…
« وعلاوة على ما سبق، فقد أقرّ الإتحاد الدولي للرماية في السنة الحالية شرعة أخلاق معدّلة تتضمن قواعد جديدة حول تضارب المصالح، والرشوة، الخ. ».
« بلاي ذي غايم » تتمسك بخلاصات تقريرها
تؤكد « بلاي ذي غايم » أن « الإتحاد الدولي للرماية الرياضية » لم يوفر أية معلومات لدراسة مؤشر الرياضة للعام ٢٠١٥. ولكن المدير العام الدولي لـ« بلاي ذي غايم » يقول أن منظمته تتمسك بالخلاصات العامة للتحليل المتعلق بالإتحاد الدولي للرماية: «