عاد الصحافي ابرهيم الأمين إلى كنف التشيّع، بعد عقود من الضلال الشيوعي واليساري. عاد إلى كنف العقيلة زينب الكبرى عليها السلام، وكما شاهدنا صوره وهو خاشع متعبّد مستغيث مستجير. وبهذا يكون قد لحق بالزميلة غدي فرنسيس، وبالمحلّل السياسي سالم زهران، إلى هذا الصراط المستقيم. لأنّه في زمن الاحتدام المذهبي، الذي لا يغدو كونه تصادم مصالح قبائل ليس اكثر، يضطرّ لمن خاض غمار هذا المعترك ان يشعر بالحاجة الملحّة إلى تأكيد انتمائه الى القبيلة، خصوصاً عندما يشعر بخطر شخصي مقبل عليه.
لا يسعنا الا ان نهنّيء ونبارك للزميل الصحافي الأستاذ إبراهيم الأمين، رئيس تحرير جريدة الاخبار، عودته الميمونة الى كنف التشيّع، وانضمامه الى عرين طائفته ومذهبه ليس فقط بشقّه السياسي “الممانع” الذي كان قد سبق الكثيرين من الشيعة اللبنانيين وحتى الإيرانيين اليه، وانما هذه المرة بشقه العقائدي والطقسي. وقد لحق قبل أيّام بالزميلة غدي فرنسيس، وبالمحلّل السياسي سالم زهران، إلى هذه الطريق الحميدة.
فاستبصار السيد إبراهيم، وان جاء متأخرا قليلا، الا انه كان متوقعا حتما، فهو ينتمي أولا الى عائلة آل الأمين الاشراف الذين يعودون بنسبهم الى جدهم رسول الله من صلب امير المؤمنين على بن ابي طالب والرحم المطهر لابنة النبي فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولطالما اشتهرت هذه العائلة الكريمة بحمل لواء التدين فخرج منها ولا يزال الكثير الكثير من العلماء والمراجع الكبار الذين شاع صيتهم على امتداد بقعة التشيع.
من هنا فقد كان يُعتبر انحراف او فساد بعض الأشخاص من هذه العائلة الكريمة وانجرافهم خلف الماركسية الملحدة تارة، او العلمانية الضالة تارة أخرى، لا يغدو كونه اتّباعا لوسوسة شيطانية مؤقتة سرعان ما تنقذه منها جيناته المباركة، فيتفلت بعون الله تعالى من شرائك ابليس الرجيم تائبا عائدا الى طريق الهداية.
فالله سبحانه بكرمه وجوده هو المتكفّل بأن يهيّئ لعبده الصالح كل مقدمات العودة الى الرشاد والصراط المستقيم، وهذا ما قدّر للاخ العزيز السيد إبراهيم تقديرا.
فقد منّ الله عليه بأن انتشله من غياهب جريدة “السفير” (وهنا لا يسعني الا الدعاء للاخ طلال أيضا أن يلحق به) وفتح امامه الطريق الى جريدة “الاخبار” فتخلّص حينئذ من كل الآثار المدمرة والذنوب التي يمكن ان تطبع قلب العبد بسبب المال الحرام او المشبوه وصار يسترزق بفضل الله وكرمه من مال حلال زلال طاهر مزكّى. ومن هنا كان بداية الطريق الى الرضوان.
وبعد اندلاع الاحداث في سوريا وضمور الجهاز الأمني السوري اللبناني وما كان له من تبعات روحانية مظلمة لكل من جاوره او عاشره فضلا على من عمل معه، امتدّت يد الفيض الإلهي الى السيد لتضعه بين الاخوة المجاهدين على محاور القصير والقلمون وحلب الى جانب الاخوة المجاهدين في الجيش العربي السوري، ما اتاح له بحمد الله ان يتذوّق من معين الينابيع الروحانية والأجواء الحسينية. فكان لها بلا شك ولا ريب كلّ الأثر الطيب على فطرته السليمة، فتطهرت بذلك روحه واستبرأت نفسه مما علِق بها من كل الشوائب والسيئات والموبقات التي كان اقترفها حال ضلاله، فتطهّرت روحه المطمئنة وعادت الى ربها راضية مرضية.
ولكي تكتمل خطواته المباركة صوب الهداية والرشاد، وللوصول الى سفينة النجاة التي لا يمكن ادراك شاطئ الأمان والخلاص، كما هو معلوم الا عبر الركوب في سفية اهل البيت عليهم السلام، ومن اجل الوصول الى مرتبة “القديسيين”، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون… فقد تيسّر له، ومن حيث لا يحتسب، افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان من قبل المحكمة الدولية اللعينة، واتّهامه زورا وبغيا بغير حقّ بأنّه يضلل هذه المحكمة وان كان هذا شرف يدعيه ولا يخجل منه.
وهكذا تمت نعمة الله عليه بان التجأ الى حضرة العقيلة زينب الكبرى عليها السلام، وكما شاهدنا صوره وهو خاشع متعبّد مستغيث مستجير لأنّه يعلم علم اليقين انّ هنالك فقط يكمن غيّاث من لا غيّاث له.
فألف مبروك ونسأله الدعاء.