الترجمة : مصطفى إسماعيل
المشكلةُ السورية كانت الموضوع الأساسي في زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى البيت الأبيض. كان أردوغان يريد دوراً أمريكياً أكثر فاعلية ضد نظام الأسد. يعلمُ أن الأسد لن يستقيل، وكان مؤمناً بأن القواعد الديبلوماسية لن تكون مؤثرة في إبعاده عن السلطة. لهذا كان يطلبُ من الولايات المتحدة أن تكون أكثر فاعليةً.
لكنه حين التقى برئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما غيَّرَ موقفه السابق في موضوع مؤتمر جنيف والذي عدَّه “خلط خيط بالطحين”، إذ أن أوباما كان قد قبل الاقتراح الروسي بصدد عقد مؤتمر جنيف.
حين غادر أردوغان البيت الأبيض, وفي طريق العودة إلى تركيا, صرّح بأنه سيقومُ بزيارة روسيا وتكثيف المباحثات الديبلوماسية, إذ أظهرت زيارة واشنطن أن الولايات المتحدة لا تفكر بتدخل عسكري في سوريا, وأنها ستعمل على مواصلة الضغوط السياسية الدولية على الأسد للوصول إلى نتائج. هذا الموقف أحال تركيا التي بقيت وحيدة في سياستها المتبعة حيال سوريا إلى مؤتمر جنيف.
التأثير الروسي..
طرحت المباحثات في البيت الأبيض أهمية روسيا في الحدث السوري مجدداً. فإصرار روسيا على مساندة نظام الأسد سياسياً وعسكرياً, مُضافاً إليه عدم رغبة أوباما بفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط بعد العراق وأفغانستان, أطال عمر نظام الأسد.
والحالة هذه, فإن أنقرة مضطرة لانتظار نتائج مؤتمر جنيف.
خسائر تركيا..
كانت تركيا هي الخاسرة على الدوام في الحروب التي أفتعلها الغرب في الشرق الأوسط, آخر الأمثلة على ذلك اجتياح العراق كنتيجة لحربي الخليج الأولى والثانية. في حرب الخليج الأولى لم يُطحْ بصدام, لكن تم فصل شمال العراق عن بغداد. الإقليمُ الذي تأسست فيه بنية الدولة بفضل قوة المطرقة التي حلت في مطار إنجرليك تحوّل أيضاً إلى ساحة حياة لتقوية حزب العمال الكردستاني من الجانبين السياسي والعسكري.
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في أعقاب حرب مارس / آذار 2003 استوطنَ حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بشكل جيد, وواصل تصعيد عملياته ” الإرهابية ” ضد تركيا بالأسلحة التي استولى عليها من الجيش العراقي. أما الإدارة الكردية في شمال العراق فقد وصلت إلى موقعٍ قريب من الاستقلال بفضل الدعم السياسي والعسكري الأمريكي. وتم تقسيم العراق!
خلال هذه الفترة، وكما خسرت تركيا آلاف الأرواح على يد إرهاب حزب العمال الكردستاني، فإنها تلقت خسائر كبيرة في المجالين السياسي والاقتصادي أيضاً.
تركيا التي اعتبرت تدوّل شمال العراق “خطاً أحمر” حينها، دعمت إدارة البارزاني، وابتعدت بسرعة عن إدارة بغداد. هذا التقارب المتقدم إلى درجة تحمل ردة الفعل الأمريكية ضمَّ إليه في الفترة الجديدة عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني أيضاً.
وصول شمال العراق إلى بنية الدولة وفصله عن بغداد ترك السياسة التركية القائمة على أساس “وحدة الأراضي العراقية ” مجرد حبرٍ على الورق.
” شمال سوريا “..
مقابل هذه الحقيقة في العراق, فإن سؤال ” أي سوريا نريد” ينبغي أن يكون ذا أهمية.
لا أحد يعلم أيّ سوريا ستولد في حال إزاحة سلطة الأسد. مع توقع دخول سوريا إلى فترة مذهبية وإثنية مشابهة للبنان, هنالك احتمالٌ قوي لولادة “شمال سوريا” مُدارٍ من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD كأمتدادٍ لحزب العمال الكردستاني. مع تحقق هذا الاحتمال فإن حدود تركيا مع سوريا والعراق ستُفصلُ عن سلطتي دمشق وبغداد، لتصبح تحت سلطة الكرد في شمال العراق وشمال سوريا. السياسة التي تتبعها تركيا اليوم حيال شمال سوريا هي مشابهة لسياستها المتبعة حيال شمال العراق، وهي سياسة مُعينة على تدوّلٍ آخرَ في شمال سوريا، تماماً كما كانت قوة المطرقة مُعينةً على تشكل شمال العراق كدولة.
هذه التطورات إيجابية بالنسبة إلى البارزاني وحزب العمال الكردستاني, لكن يصعبُ القول أنها كذلك بالنسبة إلى تركيا.
* كاتب تركي
أي سوريا تريد تركيا؟ جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن مقالات / ما ذا تريد تركيا من سوريا ؟ بقلم:أحمد الجيدي تاريخ النشر : 2011-11-14 خ- خ+ ما ذا تريد تركيا والجامعة العربية بسوريا ؟ إذا كان خلق منطقة عازلة يعني التدخلي العسكري وشيك ، وهذه التجربة جربت بالعراق فكان لها عواقب سلبية ، وأدلت إلى إحتلال العراق ، لأن الجامعة العربية لعبت لعبة حقيرة ودنيئة في توفير الغطاء لقوة التحالف الصليبي ضد الرئيس العراقي الشهيد(صدام حسسين) ولعبت لعبة أخرى بقبول تواجد الينفيل بلبنان لحماية الكيان الصهيوني . ثم لعبت لعبة حقيرة… قراءة المزيد ..