منذ مدّة غاب عن الشاشة
السيّد حسن نصر الله. لقد اختفت آثاره ولم يعد يطلّ منها على جمهوره المتلهّف لسماع خطبه وتحليلاته عن الأوضاع والمستجدّات على الساحة. والرجل معروف بحبّه الظهور على الشاشات في المناسبات المختلفة لطرح تصوّراته وما يختلج في صدره من أمور وأفكار وصيلة بشؤون “الأمّة”، أي العالم العربي والإسلامي. إنّه معروف بحبّ الظّهور والتّواصل مع الجمهور في كلّ شاردة وواردة. وهذه على كلّ حال هي عادة السّياسيّين في كلّ مكان، وليست حصرًا على سياسيّي العرب.
هكذا، عندما اندلعت المظاهرات
في مصر وخرجت الجماهير إلى ميدان التحرير، لم ينتظر نصر الله طويلاً، فقد شمّر هو الآخر عن ساعديه وخرج إلى ”شاشات التحرير“ وانضمّ بدوره إلى المتظاهرين معلنًا التّضامن مع ثورة الشباب المصري: ”في هذا اليوم نلتقي وهدفنا واضح… نحن نجتمع هنا لنعلن تضامننا ووقوفنا إلى جانب شعب مصر وشبابها، ومن قبل إلى جانب شعب تونس وشبابها…“، كما ورد في خطابه المتلفز حول الانتفاضة الشعبية المصرية.
وهكذا فعل أيضًا عندما وصلت
شرارة الانتفاضات الشعبية إلى البحرين، فقد خرج مرّة أخرى في خطاب ملتهب ناريّ أيضًا: ”كلمتي للأخوة والأخوات في البحرين، لا تتأثّروا بأصوات الطائفيين، ولا تحزنوا من إعلامهم ولا من فتاواهم… أقول لإخواننا وأخواتنا في البحرين: اصبروا وصابروا واثبتوا في الدفاع عن حقوقكم… إنّ دماءكم وجراحكم ستهزم الظالمين والطواغيت وستجبرهم على الاعتراف بحقوكم المشروعة…“.
ولكنّه، ومنذ مدّة قد اختفى
عن الشاشات المحبّبة لديه؟ طالما تحدّث عن المستضعفين في الأرض، وطالما تحدّث عن الظالمين والطواغيت، كما ذكرت مقتبسًا آنفًا من أحاديثه المتلفزة. غير أنّه في الآونة الأخيرة قد اختفى عن هذه الشاشات وعن الحديث عن المستضعفين، وعن الاستبداد والظّلم بعيدًا عن حدود لبنان. لقد اختفى لا لشيء سوى أنّه لا يدري ما يقول بشأن مستضعفين آخرين قريبين منه ومن لبنان قد خرجوا هم أيضًا ضدّ الاستبداد والظّلم. إنّهم المستضعفون السوريون الذين يذوقون الأمرّين طوال عقود من طغمة البعث القبلي، طواغيت سورية.
هكذا يصمت نصر الله
إزاء الجرائم التي يرتكبها هذا النّظام البعثي القبلي المستبدّ بحقّ المواطنين السوريين. وهكذا، يكشف عن كونه هو الآخر يكيل بمكيالين، إن لم يكن بمكاييل كثيرة. في تونس ترك زين العابدين بن علي البلد وجنّب شعبه القتل والدمار. وفي مصر لم يأمر مبارك الجيش المصري بقصف المدن المصرية وقتل الأبرياء. بينما في سورية يؤمر الجيش باحتلال المدن وقصفها على من فيها. نعم، إنّه النّظام ذاته الذي لم يطلق طلقة واحدة لتحرير الجولان، يرسل الجيش والمليشيات القبلية لقتل المواطنين السوريين الأبرياء.
ونصر الله لا يختلف في ذلك
عن صنف آخر من العرب. إنّه الصّنف الذي أطلقت عليه منذ زمن طويل مصطلح ”مراهقي العروبة“ الذين طالما تغنّوا بشعارات الممانعة من على منبر شاشة ”جزيرة“ العربان القابعة في ميدان قطر هو أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. لقد اختفى كلّ هؤلاء عن الشاشات فيما يتعلّق بالشأن السوري وبشؤون انتفاضة الشعب السوري ضدّ الطغيان البعثي القبلي، وذلك إلى أن يتمّ الإيذان لهم بالبدء بالكلام.
لا يستطيع أحد أن يتّهمني
بأنّي أقف في صفّ مؤيّدي السلفية، فطالما كتبت في الماضي وطالما ورفعت صوتي ضدّ كلّ هؤلاء ومن لفّ لفّهم وفي أكثر من منبر وأكثر من لغة. غير أنّ هذا أمرًا وما يجري على الساحة هو أمر مختلف تمامًا. فالوقوف مع المستضعفين في هذا الأوان هو وقوف مع المواطنين السوريين، على جميع مللهم ونحلهم. نعم إنّه وقوف مع كلّ هؤلاء الذين سئموا العيش في كنف نظام توريثي مستبدّ أفقدهم ليس حيواتهم فقط، بل معنى الحياة أصلاً. وها هم أيضًا يخرجون للساحات ضدّ الظّالمين والطواغيت.
إنّ اختفاء نصر الله، كما
هو اختفاء مراهقي العروبة، واستنكافهم عن نصرة الشعب السوري ومطلبه بالحرية يكشف عن عورات كلّ هؤلاء. هل تذكرون كيف تسلّل دريد لحّام وأشباهه عبر الأنفاق إلى غزّة بدعوى فكّ الحصار عن أهلها؟ أنظروا كيف اختفى هو الآخر وأشباهه الآن، فلم يجد أمثال هؤلاء متّسعًا من الوقت للتّسلّل إلى درعا، حمص أو بانياس لفكّ الحصار عن أهلهم السوريّين الذين يتعرّضون للقتل والتنكيل منذ عقود، وليس الآن فقط.
كلّ هذه الوقائع تكشف عن زيف كلّ هؤلاء وعن زيف كلّ شعاراتهم. ولهذا اقتضى التنويه.
والعقل ولي التوفيق!
*
نشرت في: إيلاف
أين اختفى حسن نصر الله؟ أخ سلمان رغم تثميني لمقالك وشكري لك عليه , لكن بصدق أنت تبذل جهد بلا مردود … ليش ؟ لأن جماعة حسبالله وعلى رأسهم نصرالله مشغولين الان بالتفكير في كيفية الخروج من هذا المأزق , هل يستطيعون الفرار بجلدهم قبل أن يبيعهم النظام السوري في المزاد العلني ويقتفوا بذلك أثر خالد مشعل الذي وافق اخيرا على المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد عن عطلها من دمشق زمنا طويلا ….؟ عدا عن ذلك عزيزي سلمان , هل تعتقد أن ثورة الحرية والكرامة بحاجة لدعم مثل هؤلاء ؟ وهل يقبل أحرار هذه الثورة بتلويثها بكائنات على شاكلة دريد لحام… قراءة المزيد ..
أين اختفى حسن نصر الله؟
الموقف من الاحداث في سوريا بالتأكيد يجب ان يختلف عنة في باقي الدول العربية لان الموقف من الانظمة العربية كان يختلف عنة من سوريا قبل الاحداث كان يجب الوقوف مع الجماهير العربية في ثوراتها وانتفاضاتها لانها تنوي التخلص من الانظمة العميلة وتحريرها من قبضة امريكا والصهيونية اما ما يجري في سوريا فهو محاولة امريكية صهيونية لتعويض الخسارة في مصر وتونس وبعض الانظمة اللاحقة والهدف اخضاع سوريا الى الارتباط مع امريكا والصهيونية هو ليس الكيل بمكيالين بل هو التجانس بالواقف من امريكا والصهيونية والانظمة العميلة لهما
أين اختفى حسن نصر الله؟
اين ردي على الاخ فاروق عيتاني..!!! هل نعتبر هذا نسيان ام محاوله لابعادي عن الموقع اوان اكون قارئا اعمى فقط بدون وضع ردود!!!!
أين اختفى حسن نصر الله؟
لابد أنه مع الشبيحة يدربهم على فنون جديدة للقنص
أين اختفى حسن نصر الله؟ الى الاخ فاروق عيتاني…كعاده عملاء امريكا..سجع وتفلسف بدون معنى المهم التحريض..كل كلامك سجع فارغ..لفت انتباهي فقط اعتبارك سمير جعجع قاتل المسيحيين مثله ومفجر الكنائس ووممهد احتلال لبنان من قبل اسياده اسرائيل بانه افضل من حسن نصر الله..ربما انت لبناني من اسمك وليس غريبا على احد عملاء 14 اذار هذا الكلام..تطالبون امريكا بتزويدكم بالسلاح حسب ويكيليكس حتى ياتي الاسرائيلي ويمرح بين نسائكم..فليس غريبا تفضيلكم العملاء على الاشراف..شوف انت تعلم جيدا ان من قتل رفيق الحريري هو فريق 14 اذار اسيادك لاسباب تعرفها..لكنها اللعبه القذره تماما كما يستغلها الان المندسين في مظاهرات سوريا فيقتلون رجل امن هنا… قراءة المزيد ..
أين اختفى حسن نصر الله؟
دريد لحام ذهب الى غزة عبر الانفاق فهلآ الدور عليك ان تذهب الى درعا او بانياس عبر الانفاق او تختار الوسيلة المناسبة الك .
أين اختفى حسن نصر الله؟ أولا إلى الربع المعلق: أخبرنا هل فرزوك على الشفاف؟ عن اية سورية تتحدث؟ عن وصلة الهلال..أم حامية الجولان،هلا قرأت ويكلكس في صحيفة الجمهورية اليوم!يا شيخ أنتم خزي الامة و عارها. أنتم قتلتها وخانقيها وسارقيها ومجوعيها .انتم كل ذاك العاطل. نعود الى الامين العام لحزب الله وغيبته الصغرى ونأمل ان لا تصير كبرى .ربما هو يدرس الان في مواصفات الكلاب الافغانية وامكانية موازنتها مع الكلاب البلجيكية.ربما يقرأ سورة أهل الكهف او سورة ياسين . على الارجح أنه يقرأ سورة الواقعة: إذا وقعت الواقعة، ليس لوقعتها كاذبة، خافضة رافعة. وإذ رجّت الارض رجّا..نعم إنه يعرف انها الان… قراءة المزيد ..
أين اختفى حسن نصر الله؟ الاخ سلمان مصالحه قل لي بربك هل يوجد مقارنه بين زين الهاربين وحسني مبارك وحاكم البحرين الذين يتفاخرون بعمالتهم لاسرائيل وامريكا وبين بشار الاسد الذي يعلن عداءه لاسرائيل ويدعم المقاومه بكل مكان؟؟!!! بالعكس لو خرج حسن نصر الله وتكلم ضد الرئيس بشار الاسد فسوف لن تسامحه الامه العربيه ولسوف ننفض من حوله(علما ان من يقتلون بسوريا هم عصابات مسلحه وليس الشعب السوري ولايوجد عندك اي دليل من يقتل هو ليس مسلح)رجال الامن يقنصون فمن يقنصهم!!! طالبوا بالاصلاح وعندما وافق الرئيس بشار انفلبوا 180 درجه وطالبوا باسقاط النظام بمظاهرات تخرج اسبوعيا وكان الاصلاح يحدث خلال اسبوع..اذن… قراءة المزيد ..