اردت ان اعود بكم حيث قطعت حديثي في مقال “لحظة”. بيد أني فضلت التريث حتى انتهاء شهر رمضان الكريم.
قلت لنفسي سيظن البعض انك تتعمدين الاستفزاز عندما تتحدثين عن “النص” ومدى “قدسيته”، وانا لا اريد لا ان استفز ولا ان اثير.
كل ما اريده قليلاً من التفكير.
قررت لذلك التأني. وعدت من جديد إلى الصمت. صمت العمل.
وفرحت بالصمت ايضا، ربما لأني اتنفس بالعمل.
ثم قرأت خبراً اخرجني من عزلتي عنوة.
لعل الخبر مر عليكِ عزيزتي. لعله مر عليك ايها العزيز.
فكيف فكرتما؟
الخبر جاء من قطاع غزه تاريخه 31 اغسطس الماضي، ومضمونه كما يلي: “لقيت فلسطينية حتفها خنقاً تحت الرمال بعدما دفنها اباها حية. وقال مصدر في الشرطة الفلسطينية ان أبا في العقد السابع من عمره سلم نفسه للشرطة وأبلغ أنه قتل ابنته ،وهي مطلقة في الرابعة والعشرين من عمرها، بدفنها وهي حية علي خلفية “شرف العائلة”.
دفنها في حفرة وهي مقيدة اليدين والرجلين ومغلقة الفم بشريط لاصق، ثم هوى بالتراب عليها، ودفنها، دفنها كي “يتخلص من عارها”. عادات جاهلية، تقولون؟
صحيح. رغم اني على قناعة أن ثلاثة ارباع ما يقال عن تاريخ الجاهلية في حاجة إلى إعادة تفكيك، وتمحيص، وبحث كي نتأكد فعلاًَ ان كان ذلك التاريخ “جاهلياً” حقاً. لكن لنتجاوز هذا الاعتراض ونعود إلى السؤال.
أهي جاهلية لأنه دفنها حية؟
فقط؟
دعوني اذن اتسلل إلى نفوس بعضكم، تلك التي همست لنفسها قائلة “تراها لعبت بذيلها. اليست مطلقة. ولعلها عاشرت رجلاً، وابوها كشفها. والاحرى انها لقيت ما تستحقه!”
بعضكم سيقول هذا. لكنه سيهمس لنفسه في الوقت ذاته وبسرعة: “أما أن يدفنها، فهذا جنون فعلاً. ربما لو ضربها علقة ساخنة وكسر عظامها لكان الامر مقبولاً”.
إمرأة، شابة، في الرابعة والعشرين من عمرها، تزوجت، ويعلم الله كيف تزوجت، ثم تطلقت، ويعلم الله وحده لمَ تطلقت. ولأنها تطلقت اصبحت “شبهة”، اصبحت “عبئا”، في الواقع اصبحت “مصيبة”.
مصيبة.
لأنها فقدت عذريتها بالزواج، اصبحت قادرة بعد الطلاق أن تعاشر من تريد دون خوف من فقدان “شرفها”. لا حاجة لها لتقديم “إثبات الشرف”، متمثلاً في قطرات دم تنفر او لا تنفر يوم دخول رجلها بها.
ولعل المسكينة لم تعاشر سوى مخيلتها، ورغم ذلك اتهموها، وصدق ابوها، فدفنها حية!
لكني اسألكما، وماذا لو كانت قد عاشرت رجلاً فعلاً؟
ماذا لو فعلت ذلك فعلاً؟
هل نلعنها؟ هل نضربها؟ ثم هل نقتلها؟
بأي حق نهينها، بأي حق نضربها، وبأي حق نقتلها؟
بأي حق؟
وارى نظراتكما الحائرة، تلك التي تسألني “ماذا تريدين”؟
أقولها لكما مباشرة وبلا مواربة؟
جسدها ملكها.
تفعل به ما تشاء.
أقول هذا وانا ادري معنى ما اقوله.
واقوله رغم اقتناعي، وإصراري، على ضرورة ان تحترم المرأة جسدها، أن لا تحوله إلى مطية لكل رجل، ثم لا تمارس الحب إلا مع من تحبه، والاحرى أن تأخذ حذرها كثيرا من رجالنا “المثقفين” المؤمنين “بحرية المرأة” عندما يتعلق الامر بممارسة الجنس معهم، ثم لا يرون من حريتها سوى جسدها..
“خذي حذرك منهم كثيراً، ثم تمهلي، وتعلمي كيف تختارين رجلك”.
تماما كما أني اظل محافظة جدا فيما يتعلق بأحترامي لمؤسسة الزواج، وعلاقة المودة والرحمة التي تجمع بين الزوج وزوجته، واظل بجعة في عالم الطيور، لا تعاشر سوى رفيق حياتها.
رغم اقتناعي بذلك كله، اعود واقول، جسدها ملكها، ليس “عبوة شرف”، نحفظها في “ثلاجة” ثم نزيل الثلج عنها ليلة الزفاف، وننام مطمئنين أننا سترنا “العار”، وتخلصنا من “همها”.
أي هم هذا تحملونا اثقاله؟
حديثي ليس رمضانياً كما لاحظتم. وربما كان الاجدر ان اكمل معكم ما بدأته في مقال لحظة، لأني اعرف، عندما يتعلق الامر بالمرأة وبجسدها، يصبح الطريق محفوفاً بالاف الالغام، دائرة محظور التفكير فيها، محظور الحديث فيها بصورة “مباشرة لا مواربة فيها”، نرقص حول الموضوع، ولا نقترب منه ابداً.
لكني قطعت علي نفسي عهداً، هل تذكرونه؟
سأكسر جدار الصمت، وسأكتب ما افكر به كما هو، لا ارقص حوله، لا اجمله، ولا ابحث عن صيغة دبلوماسية لطرحه.
اقبلوه، او ارفضوه، هذا حقكم.
لكن لا تلعنوني وانتم ترفضوه.
elham.thomas@hispeed.ch
* كاتبة يمنية – سويسرا
أن تُدفن حياً! ما فعله الرجل بابنته امر ينكره الدين وتنكره الفطرة السوية..وهو تطرف واجرام بلا شك..ولكن التسيب في موضوع العلاقات الجنسية وفتح الباب امام العلاقات غير الشرعية بدعوى ان الانسان حر بجسده ( والمراة حرة بجسدها )هو ايضا تطرف من نوع اخر.. الانسان في هذا الكون لم يخلق سدى ولم يترك كالبهائم يفعل ما يحلو له كيفما شاء ووقتما شاء بل جاءت الاديان السماوية لتدل الانسان على الفضائل وتنفره من الرذائل .. والزنا حرام ورذيلة في الاديان كلها ..( في الاصول غير المحرفة ) الزنا ليس حراما على المراة فقط بل يحرم على الرجل ايضا .وعقوبة الزنا في الاسلام… قراءة المزيد ..
أن تُدفن حياً!
http://www.youtube.com/watch?v=rjFL0hdQm0I
أن تُدفن حياً!
نعم العمل الذي قدمه هذا الارهابي ببنته لا يمس للاديان وايضا النظم اشمولية تقتل وتسجن بمجرد قول لا للفساد فالكل يشرب من كاس العنف والقتل
أن تُدفن حياً! لا يا بنتي العزيزة يا الهام,لا أبدا ليس هذا هو الإسلام ,لا يا بنتي العزيزة يا الهام ليس هذا هو الدين أي دين ,هذا يا الهام هو الجاهلية بعينها, تصوري معي يا بنتي يا الهام كيف قفز المجتمع المسلم الذي هذبه الإسلام وأنسنه, قفز قفزة مرعبة إلى الوراء الى مجتمع الفجيعة التي يأبى حتى الحيوان أن يعيشها, لله ما أبسط الإسلام وما أروعه, يا الهام, إن الله عز وجل ما بعث بنبي أمي إلا ليفهمنا أن هذا الدين لا يحتاج لمن يحجر فهمه وتفسيره لنفسه, إن الإسلام تحول على الأيدي الى هوى تتلاعب به الأهواء لتكيفه وما… قراءة المزيد ..