قال أحمد الحبيشي، رئيس تحرير صحيفة 14اكتوبر الرسمية اليمنية، إن أجهزة الأمن اليمنية حققت مع عدد من خطباء المساجد الذين كفروه وصحيفته بعد نشرها أخبارا ومقالات تنتقد فتاوى الرضاعة والتبرك ببول الرسول (صلى الله عليه وسلم) مؤخرا بمصر.
ولفت إلى أن هؤلاء الخطباء أنكروا أن يكونوا قد كفروا الصحيفة، في حين تحدثت وزارة الأوقاف عن قرب التحقيق مع أحد هؤلاء الخطباء بخصوص الموضوع نفسه.
وكان د.عزت عطية، رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، قدم اعتذارا منذ أيام عن فتواه التي قال فيها بـ”إرضاع المرأة زميلها في العمل” لمنع الخلوة المحرمة بينهما معتبرا أنها كانت لواقعة خاصة وأن الرضاعة بالصغر هي التي ثبت بها التحريم.
وفي موضوع التبرك ببول الرسول أعلن مفتي مصر د. علي جمعة منذ يومين عن سحب كتابه الذي يتضمن الفتوى حول التبرك ببول الرسول من الأسواق، منعاً لحصول التباس أو لغط بين الناس.
وقد أثار الكتاب جدلا شديدا بسبب احتوائه على فتوى بشأن التبرك ببول الرسول. حيث اعتبر عضو المجمع د. مصطفى الشكعة، أن الواقعة التى استند اليها المفتي فى هذه المسألة تختلف عن السياق الذى وردت فيه، وكذلك الاستدلال بها في إثبات طهارة الرسول أيضا جاء فى غير موضعه.
وعودة إلى الحدث اليمني، قال أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر للعربية.نت “إننا نتعرض منذ فترة لهجوم في بعض المساجد، بسبب تحفظ بعض الخطباء على التفاعل مع أخبار يتم نشرها على نطاق واسع في الصحف والمواقع العربية، حول وقائع مثيرة للجدل مثل فتوى الرضاعة وفتوى التبرك ببول الرسول”.
وأضاف : نحن تفاعلنا مع هذه الأخبار وأعدنا نشرها ثم فتحنا باب النشر لمقالات علقت على هذه الفتاوى وانتقدتها، وقلنا هل يقبل الذين يدافعون عن هذه الفتاوى على بناتهم وقريباتهم أن يرضعن الرجال في أماكن العمل حتى تصبح خلوتهن شرعية من الرجال. هذا ما طرحه كتاب في الصحيفة ولم تطرحه الصحيفة.
وتابع : هؤلاء الخطباء ومنهم عبد الحكيم الحسني هاجموا في خطبة الجمعة الماضية التفاعل مع هذه الأخبار ونشرها لأنها تنطوي على طعن بأحاديث صحيحة. وهاجموا المقالات التي انتقدت هذه الفتاوى واعتبروا أنها ضمنا تنتقد الأحاديث التي تستند إليها. واعتبروا عملنا طعنا بالسنة وهذا هو تكفير لنا بشكل غير مباشر. لا يريدون الحديث عن هذه الفتاوى ويرفضون انتقادها عندما تُنشر.
وقال أحمد الحبيشي : ” تقدمت بشكوى للأجهزة الأمنية ومديرية الأوقاف في عدن حيث حصل الهجوم علينا في مساجدها، وفعلا استدعت الأجهزة الأمنية بعض الخطباء الذي أنكروا بشدة تكفيرهم لنا.. وقالوا نحن فقط ننكر على الصحيفة نشر مقالات تنتقد فتاوى تستند إلى أحاديث نبوية.. وهاجموا إهتمام الصحيفة بتشيجع النساء على العمل و الخروج من البيت”.
من جهته قال فؤاد البريهي مدير أوقاف عدن للعربية.نت: ” اتصل بي رئيس تحرير 14 أكتوبر أحمد الحبيشي واشتكى على أحد الخطباء ووجهنا شعارا للخطيب المعني بضرورة الحضور إلى المكتب، وطلبنا شهود الصحيفة. وإذا ما ثبت صحة الدعوة بتناول الصحيفة سوف نتخذ إجراءات لأن المساجد ليست مسخّرة لهذه الأمور.. والصحيفة يُرد عليها في مقال فيها ” .
وأضاف : ” سيتم التحقيق في مضمون الشكوى التي تقول إن الخطيب عبد الحكيم الحسني نال من الصحيفة ومن رئيس تحريرها لما نشرته الصحيفة ولم يذكر لنا اسم المادة الصحفية “.
وتابع ” لم يحدثني الحبيشي في شكواه عن التكفير، وليس لدي علم إن كانت حول فتوى الرضاعة وغيرها وأنتظر سماع أقوال الخطيب”.
ولم تتمكن العربية.نت من الوصول إلى الشيخ عبد الحكيم الحسني وغيره من الخطباء الذين اشتكى عليهم الصحفي أحمد الحبيشي، وذلك للوقوف على آرائهم بخصوص ما ساقه من اتهامات ضدهم.
وفي سياق متصل، ذكر أحمد الحبيشي للعربية.نت أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها شكوى بحق بعض خطباء مساجد عدن، مشيرا إلى مرات سابقة منذ شهرين.
وقال : لقد تهجموا منذ شهرين على نشر أخبار حول نجاحات نساء في اليمن و الخليح تفوقن في مجالات كان يحتكرها الرجال مثل الرياضة والفروسية والتجارة والطب والبحوث العلمية والعمل البرلماني والسلك الدبلوماسي ، فاعتبروا أنها أخبار تشجع المرأة على العمل والخروج من المنزل وارتكاب المعاصي .. وهذا تكفير غير مباشر لنا.
وأضاف : نحن ندعم المرأة في الولاية العامة وحتى أن تكون رئيسة للدولة، ورددنا عليهم في الصحيفة عندما هاجمونا وقلت إننا نلتزم بدستور الجمهورية اليمنية وليس دستور إمارة طالبان. فيما قال الخطباء إن الصحيفة تمتلكها الدولة، وأنا قلت لهم إن المساجد أيضا تمتلكها الدولة وهم موظفون لديها ويتسلمون رواتب شهرية ومكافآت مقابل عملهم في المساجد ، شأنهم شأن الصحفيين الذين يعملون في صحف الدولة ، ولاسلطان لأحد على الآخر غير الدستور والقانون .
دبي / العربية نت / حيان نيوف
مواضيع ذات صلة:
بلاغ من صحيفة 14 اكتوبر اليومية في اليمن