أفاد إستطلاع رأي أجرته مؤسسة “إيفوب” في ألمانيا وفرنسا في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الماضي أن 42 بالمئة من الفرنسيين و40 بالمئة من الألمان يعتبرون وحود جالية إسلامية بمثابة “تهديد” لهوية بلادهم، في حين اعتبر 68 بالمئة من الفرنسيين و72 بالمئة من الألمان أن المسلمين “ليسوا مندمجين في المجتمع”.
ويعتقد 61 بالمئة من الفرنسيين (و67 بالمئة من الألمان) الذين يقولون أن المسلمين غير مندمجين أن الأسباب تعود أولاً إلى رفض المسلمين لفكرة الإندماج، ثم إلى “الفوارق الثقافية الكبيرة جداً” (40 بالمئة في فرنسا، و34 بالمئة في ألمانيا)، ثم ظاهرة “الغيتوات” (37 بالمئة مقابل 32 بالمئة)، والمصاعب الإقتصادية (20 بالمئة مقابل 10 بالمئة). بالمقابل، اعتبر 18 بالمئة من الفرنسين و15 بالمئة من الألمان أن مسؤولية عدم الإندماج تعود إلى “عدم الإنفتاح الكافي من جانب بعض الفرنسيين أو الألمان”.
من رفض الهجرة إلى النظرة السلبية للإسلام
ولاحظ محلل “إيفوب”، “آلان فوركيه، أنه “رغم الفوارق في التاريخ الإستعماري بين فرنسا وألمانيا، والفوارق في الهجرة وفي أنماط الإندماج بين البلدين، فإن الحصيلة “القاسية والكبيرة جداً” للإستطلاع كانت هي نفسها في البلدين. وأضاف أن الرأي العام انتقل “من الربط بين الهجرة وفقدان الأمن أو بين الهجرة والبطالة إلى الربط بين الإسلام والخطر على الهوية الوطنية”.
إن رسوخ الإسلام في البلدان الأوروبية وتزايد مظاهره يستتبع زيادة تشنّج الرأي العام، مع أن نسبة التشنّج تتفاوت بين الشبّان والأكبر سنّاً، وبين ناخبي اليمين وناخبي اليسار.
وبصورة إجمالية، ففي العام 2010 كان 31 بالمئة من الفرنسيين يربطون الإسلام بـ”رفض القِيَم الغربية” (مقابل 12 بالمئة فقط في 1994، و17 بالمئة في 2001). وفي فترات سابقة، كان تعبيرا “التعصّب” و”الخضوع” هما التعبيران الأكثر إرتباطاً بالإسلام في نظر الرأي العام.
الحجاب الإسلامي
ويدلّ السؤال المتعلق بالحجاب الإسلامي عن مدى أهمية “ظهور” الإسلام في النقاش العام. إن 59 بالمئة من الفرنسيين يعارضون إرتداء المسلمات للحجاب في الشارع، في حين يقول 32 بالمئة أنهم “لا يبالون” بهذا الموضوع. وقد انخفضت نسبة “اللامبالين” الأخيرة هذه من 55 بالمئة خلال العشرين سنة الماضية.
بناء المساجد
وحصل تطوّر مشابه في ما يتعلق ببناء المساجد. إن 39 بالمئة من الفرنسيين ضد بناء المساجد في العام 2010، مقابل 22 بالمئة فقط في 2001. والأهم أنه في حين كان حوالي نصف الفرنسيين (46 بالمئة) من الفرنسيين “غير مبالين” إزاء موضوع المساجد قي 2001، فإن نسبة “غير المبالين” انخفضت إلى 34 بالمئة.
(هنا ينبغي ملاحظة أنه، في ألمانيا، اعتبر 45 بالمئة أنهم “غير مبالين” بارتداء الحجاب في الشارع),
نعم لانتخاب رؤساء بلديات مسلمين!
مقابل الأرقام السابقة، فقد تزايدت نسبة المستَطلعين الذين “ليسوا ضد” إنتخاب “رئيس بلدية من أصل مسلم”. فقد أيّد هذا الإحتمال 52 بالمئة من الفرنسيين و49 بالمئة من الألمان.
النظرة للإسلام: الأكثر سلبية هم الألمان
واستطراداً، خلصت دراسة أعدّتها جامعة مونستر في ديسمبر 2010 وشملت 5 دول أوروبية (هي ألمانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال والدانمارك) إلى أن الألمان هم الأكثر سلبية في نظرتهم إلى الإسلام. إن ثلث الألمان فقط ينظرون نظرة “إيجابية” إلى الإسلام مقابل 56 بالمئة من الفرنسيين و62 بالمئة من الهولنديين. ويعتبر أكثر من نصف الألمان أن في الإسلام تمييزاً ضد المرأة، وأنه متعصّب وغير متسامح. ونتائج الدراسة أكثر سلبية في ألمانيا الشرقية منها في ألمانيا الغربية.