ما يميز «القبس»، ضمن أشياء كثيرة أخرى، افتتاحياتها الرصينة والعميقة المضمون. وقد ورد في افتتاحية الأربعاء الماضي، أن لا جديد في مجلس الأمة المقبل من دون امرأة تمثل أغلبية الشعب الكويتي، وأن اكثر فئات المجتمع الكويتي تخلفا في وعيها السياسي والاجتماعي، قد بدأت تقر بهذا الواقع، وتقصر اعتراضاتها على المرأة، ودورها على قضايا شكلية وسطحية! وهذا صحيح، فكيف يمكن لمجتمع متخلف أن ينهض وأكثر من نصفه معطل، ويأتي فوق هذا فرد ملتحٍ ومتشدد في الرأي ليقول ان التصويت للمرشحات في الانتخابات المقبلة لمجلس الأمة لا يجوز شرعا؟! وان كل من يصوت لهن يدخل في دائرة الإثم!
كيف يمكن أن نقبل أن منطق هؤلاء يجيز لهم قبول تصويت النساء السافرات، أو المتبرجات، بنظرهم، ولا يقبلون أن تعطى أصوات هؤلاء لبنات جنسهن الأكثر علما بقضاياهن ومشاكلهن وخلجات نفوسهن.. المعذبة؟!
ماذا فعلت الحركة السلفية، وأختها غير الشقيقة، حركة الإخوان المسلمين، للدفاع عن حقوق المرأة، زوجة أو أرملة أو أما أو أختا أو ابنة؟! لا شيء طبعا. وهل تجرأ أحدهم، أو حتى فكر في إزالة الضيم والظلم اللذين لحقا ويلحقان بعشرات الآلاف منهن في قضايا الزواج غير المتكافئ والطلاق والنفقة والسكن، وما يقع عليهن من اعتداءات جسدية وجنسية، سواء من الأزواج او الاخوة والآباء والأقارب؟! الجواب: لا طبعا!
قد تكون للحركة الوطنية ــ أو ما تسمى مجازا الليبرالية ــ مثالبها الكبيرة، ولكن لم يعرف عنها يوما أنها وقفت ضد حقوق المرأة السياسية والاجتماعية والعائلية. كما كان الوطنيون والليبراليون دائمي الانتصار لحقوق المرأة في جميع المحافل، والإصرار على الوقوف إلى جانبها واحترام كيانها وشخصيتها!
فيا نساء الكويت ورجالها، الانتخابات على الأبواب، ادفعوا بالتغيير، وأحسنوا الاختيار، وابتعدوا، ما استطعتم عن مرشحي الأحزاب الدينية. فقد نالنا منهم ما يكفي طوال أكثر من ثلاثين عاما، ولنحدث التغيير بإدخال سيدات في البرلمان!
صوتوا لرولا دشتي وأسيل العوضي، وبقية المرشحات، فأسوأهن، إن وجدت، أفضل من أحسنهم، إن وجد!
habibi.enta1@gmail.com
* رجل أعمال وكاتب كويتي