ما زالت أزمة دار الافتاء في لبنان تتفاعل، ويرتقب ان تشهد المزيد من التأزم في الاسابيع المقبلة مع اقتراب إنتهاء ولاية المفتي محمد رشيد قباني في شهر ايلول سبتمبر المقبل.
المفتي قباني الذي يسعى الى التمديد لنفسه مدى الحياة، كان بدأ العمل، منذ مدة، لتمهيد الطريق لالغاء المادة القانونية التي تنظم عمل المفتين في لبنان، والتي تنص على انتهاء ولاية المفتي عند بلوغه الرابعة والسبعين من العمر. فالغى “المجلس الشرعي الاسلامي”، وهو الجهة المناط بها تحديد الهيئة الناخبة للمفتي، خلافا لقرار مجلس شورى الدولة، الذي قضى أيضا ببطلان جميع قرارات المفتي قباني.
والى الغاء المجلس الشرعي، أنشأ المفتي قباني مجلسا شرعيا جديدا، غير شرعي، واوصد ابواب دار الفتوى امام المجلس الشرعي الاصيل، ما دفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى توجيه كتاب الى المفتي قباني يحمل الرقم 686/ص تاريخ 9/4/2013 يطلب فيه من المفتي قباني التراجع عن دعوته لانتخاب مجلس شرعي جديد خلافا لقرار مجلس شورى الدولة، وأن طلبات الترشح لهذا المجلس مخالفة للقانون، وان أي مجلس سينتج عن هذه الدعوة باطل بطلانا مطلقا، حسب ما جاء في كتاب الرئيس ميقاتي (ربطا نسخة من الكتاب).
المفتي قباني لم يعِر كتاب رئيس الوزراء أي اهتمام، واجرى إنتخاب مجلس شرعي بمن حضر، واستمر في التحضير لتمديد ولايته مدى الحياة. وبعد دراسة تفصيلية لميول الهيئة الناخبة للمفتي، تبين له ان التصويت لن يكون في مصلحته، فعمل على فتح باب العضوية للهيئة الناخبة، شمالا ويمينا، وعين مفتين من المحاسيب ليضمن التصويت للتمديد له.
تزامنا واصل المجلس الاسلامي الشرعي الاصيل، عقد اجتماعاته محذرا المفتي من مغبة المضي في اعماله.
وحاليا تتلخص الصورة بالاتي:
سباق بين دعوة المفتي هيئته الناخبة للتمديد له مدى الحياة، او ان يدعو المجلس الاسلامي الشرعي الاصيل الى انتخاب مفتي بديل قبل ايلول سبتمبر المقبل. ويبقى الخلاف على دار الافتاء التي سيصر المفتي قباني على عدم مغادرتها، في سابقة هي الاولى في تاريخ دار الافتاء اللبنانية، ما سيحتم على المفتي الجديد الاستعانة بالقوى الامنية لاخلاء دار الافتاء من شاغلها!
وفي سياق متصل أشارت معلومات الى ان نجل المفتي راغب قباني استبق محاولات الادعاء عليه وعلى والده بتهمة “إساءة الامانة المالية” لأموال الدار تزوج مدنياً في البرازيل، في خطوة تهدف، حسب ما يقول خصومه، الى تأمين ملاذ آمن للفرار الى بلد لا يرتبط بمعاهدة ملاحقة المطلوبين مع لبنان.