أزمة العقل الشيعي في لبنان، أو العقل الشيعي في غيبوبة، أو نقد العقل الشيعي، او ملاحظات حول العقل الشيعي، كل هذه العناوين تهدف الى الاضاءة على إشكاليات مطروحة في الساحة العربية والساحة اللبنانية عموما، وفي الساحة الشيعية خصوصا. طُرحت هذه الاسئلة الاشكالية في الآونة الاخيرة، أي منذ اندلاع شرارة الثورات العربية، أو منذ إنبلاج فجر الحرية العربية لدى شعوب حلمت بعيش كريم منذ عقود. بل ان هذه الشعوب لم تعرف كرامة الانسان عند إنظمتها الا في الاحلام، هذه الشعوب العربية التي ديسَت كرامتها باسم النضال والجهاد والتحرير، واستُلبت حريتها وكل حقوقها الانسانية والاجتماعية تحت شعار مواجهة المؤامرة الامبريالية والحفاظ على مقدسات قدستها الانظمة… مع إقرارنا بأن هناك قضايا عربية وإسلامية محقة وعلى رأسها قضية فلسطين السليبة، وقضية إحتلال أجزاء من لبنان الحبيب، الى ما هنالك من أدلة حسيّة ووجدانية وبديهية وغيرها وغيرها على ان الانسان العربي هو عبارة عن أكباش يضحي بها الزعيم العربي من أجل مصالحه الشخصية.
بعد هذه المقدمة العامة نخصص الكلام حول العنوان، لأن هذا العنوان قد أثار جدلا في اوساط المثقفين الشيعة، وما زال هذا العنوان موضوع جدل بين منظّر حزبي شيعي يربط مصالحه بعنوان الحفاظ على التشيّع، وبين منظّر شيعي مستقل يقول ويؤكد ان مواقف الاحزاب الشيعية حول الثورات العربية لا تعبّر عن موقف الطائفة الشيعية، بل تعبّر حصرا عن موقف مطلقيها من الاحزاب الشيعية التي لها مصالح مع بعض الانظمة. وقد يُبرر البعض هذه المواقف للاحزاب الشيعية المخالفة قطعا وبالضرورة للتاريخ الشيعي الحافل بمواقفه الجريئة ضد الظلم من أي جهة أتى، بأن المصالح السياسية تقتضي في كثير من الاحيان هكذا مواقف. الا أننا نريد أن نؤكد انه ومن باب الحرص على الشيعة والتشيّع كمذهب، وعلاقة التشيع والشيعة بمحيطه العربي والاسلامي، يجب على هذه الاحزاب والحركات والشخصيات ان تقول بصراحة للجمهور العربي والاسلامي بكل مكوناته بأن مواقفنا ليست دينية وليست نابعة من ثقافة شيعية، بمعنى انها لا تمثل بالضرورة موقف الطائفة الشيعية.
اما لماذا وصفنا العقل الشيعي في غيبوبة، في أزمة، فلأننا نرى التناقض الواضح في مواقف الجمهور الشيعي الذي افتعله الخطاب الشيعي في لبنان في اوساط الشيعة، حيث من الواضح لأي متتبع ان يرى مدحا وذما في نفس الوقت لنفس الموضوع. فمثلا: قد يرى المتتبع كيف يكون القطري عميلا فيُلعن ويُسب، ومن ثم مقاوماً يدخل الى الضاحية الجنوبية المقاومة فاتحا، ويسلّم مفاتيح القرى في الجنوب اللبناني، وكل مَن يعترض او ينتقد يخوّن ويتهم، ومن ثم عميلا ثانية، ولا نستبعد ان يكون فاتحا مقاوما بعد فترة! وهذا التناقض وعدم الوضوح في الرؤية عند الجمهور الشيعي اللبناني سببه تغييب العقل الشيعي بفعل خطابات غير مدروسة. كذلك حصل مع التركي، من مرمرة الى مهرجان الضاحية والكلام التركي الذي عرّف به أحدهم مستبدلا به اللغة العربية، ومع المصري والتونسي والليبي والسوري والبحريني، و, و, و. وفي الداخل اللبناني رأينا وشاهدنا نفس الاشخاص بتوصيف العقل الشيعي أنهم عملاء ومن ثم مناضلين ومن ثم عملاء ومن ثم أصدقاء ومن ثم خونة ومن ثم حلفاء.
وأخيرا وليس آخرا، نحن لا ندعو الى شيء سوى تحرير العقل الشيعي وإعطائه فرصة للتأمل في قضاياه ليتخذ ما يراه مناسبا بعيدا عن التهويل والتباكي…
نعتذر من الحرية والعدالة والكرامة ونقول لهم إن التشيّع معكم …..
أزمة العقل الشيعي في لبنان استاذ ياسر ابراهيم المحترم تطالب ، وبحق، “تحرير العقل الشيعي وإعطائه فرصة للتأمل في قضاياه ليتخذ ما يراه مناسبا بعيدا عن التهويل والتباكي” وأنت بنفسك تمتنع عن تحرير كتابتك من الامور التي جعلها الحكام العرب مُسَلَّمات لا يجوز بحث اي موضوع دون اثارتها واستغلالها كـ”قميص عثمان” (سامحني لو استعملت هذا التعبير السني الذي لا يقبل به الشيعة).اني اقصد بكلامي هذا ما أسميتَه “قضية فلسطين السليبة” وقضية احتلال اجزاء من لبنان . لقد آن الاوان ان نكون واقعيين وان نحاول حل مشاكلنا الداخلية دون ربطها بما ذكرتَه وان نعترف بان اسرائيل هي اليوم امرا واقعا وعلى… قراءة المزيد ..
أزمة العقل الشيعي في لبنان
اصلا دخول التشيع اقصد به مصطلحا سياسيا ديار العرب لينافسهم جاء مع الدولة الايرانية الحديثة بداية القرن العشرين والغرض منه ضرب العرب والانتقام منهم بسبب الاسلام العربي الذي قضى على الحضارة الفارسية وللاسف وجد الفرس معظم الشيعة المستعربين قابلين للإستغلال وضرب العرب بجميع مكوناتهم وهذا ماهو حاصل الان الى حين.