الحكومات لا نفع في مخاطبتها فهي ينطبق عليها قول الشاعر:
ومكلف الأشياء فوق طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار
وفاقد الشيء لا يعطيه. عندما أقول الحكومات فأنا أعني جميع الحكومات العربية دون استثناء من الخليج الي المحيط.
كتبت عن مأساة المقطم بمصر العزيزة على قلبي وتعجبت من تجاهل الدولة للأمر، وكأنما الأمر لا يعنيها. وقلت حتى وسائل إعلامها لم تعط الموضوع حقه ولا حتى عشر معشار حقه.
أنا كما قلت (غسلت يدي من الحكومات)ولكن !!!!!! هذه لكن: هي بيت قصيدي اليوم، هي ما جعلني أقف مشدوها وقاربت فقدان الأمل في كل شيء.
أين الإخوان المسلمين الذين ملأوا الدنيا صياحا ومماحكة ومن تابع مسيرتهم قال والله هؤلاء هم الأمل بعد الله؟
أين مرشدهم الأكبر ورجالاتهم الذين ما تركوا وسيلة إعلام ولا شارعا إلا وهم يصيحون منادين نحن المنقذون؟ أين رجالاتهم ونساؤهم الذين أشبعونا فتاوى؟ لِمَ لم نرهم على وسائل الإعلام؟ لم لم نرهم يجوبون الشوارع؟ لم لم نرهم يتقاطرون الى حيث نكبة إخوانهم لمد أيديهم ولو بنبش التراب عن المدفونين؟
أين الأزهر الشريف؟ أين شيخ الأزهر؟ أين المفتي؟ أين الذين يلاحقون الكتاب ويتمحكون للكلمة ويقفون وقفة الصلب القوي؟
أين التكفيريون ومن ملكوا ناصية الحلال والحرام؟
أين المحتسبون؟ أين “الوحش”؟ أين “البدري”؟ أين من لم يتركوا أحدا الا و نشبوا في حلقه بدعوى الذود عن الإسلام؟
أينهم هؤلاء الأشاوس، ما سمعنا منهم كلمة ولا رأينا منهم فعلا؟ هل حسبوا حِسبتهم فوجدوا ألا منفعة من ورائها؟
أم لم يجدوا من يمونها؟.
حتى البابا أليس مصريا، ورجال الدين المسيحي في مصر أليسوا مصريون؟ أين هم؟
لِمَ لم يؤذن المؤذنون؟ لم لم تقرع الكنائس؟
أسد علي وفي الحروب نعامة؟
يقف رجال المنابر في المساجد ليقولوا (تناكحوا تناسلوا). أنا مؤمن بحديث سيدي رسول الله إذا كان حقيقة حديثه. ومن قوله، تناكحوا تناسلوا عندما تستطيعون أن تعولوا وتبنوا أمة وتصدقوا مع الله ثم مع أنفسكم.
إن هذا لا يحدث في مصر فقط، إنه في كل أنحاء العالم العربي.
الى متى؟ الى متى؟
allehbi@gmail.com
جدّه