– بعد الإطلاع على التقرير السنوي للتنمية العربية التي صادقت عليه الهيئة العليا في منظمة الأمم المتحدة والذي وضح انه في كل عام يمر يوجد عشرة ملايين طفل في الشرق الأوسط لا يتوفر لهم مقاعد دراسية، لذلك في آخر اعلان لرئيس “القاعدة” الشيخ اسامة بن لادن ومستشاره ومساعده الدكتور أيمن الظواهري، اعربا انه قد حان آوان الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، وان “القاعدة” بعد مشاورات طويلة جرت بين جميع كوادرها ومحاربيها، قررت ان ترفع راية الجهاد الأكبر، وترمي السلاح لتحمل عوضاً عنه القلم، لأن اول سورة انزلها الله على النبي محمد (ص) هي سورة “القلم” وأول كلمة تلفظها هي كلمة “أقرأ”. أصدرت “القاعدة” بيانا اوضحت فيه انها ستتبنى من تاريخ هذا اليوم محاربة كل ظواهر الأمية والجهل والتخلف المتفشية في بلدان العالم الثالث، ووجّه رئيس “القاعدة” الشيخ اسامة بن لادن نداءات لجميع المجندين في فروع “القاعدة” في شتى انحاء الدنيا، وأولها في الدول التي فيها نزاعات دموية، بالالتزام بالقرار الجديد، وأن يقوموا بالتخلص من اسلحتهم الفتاكة، واحزمتهم الناسفة، ويستبدلوها بمواد بناء لإنشاء مدارس لمحو الامية ونشر بين الطالبات والطلاب آخر ما توصل له العالم الصناعي من الوعي الثقافي والصحي والعلمي، وتزويد المدارس بالمعدات اللازمة من اقلام، وكتب، وادوات مختبرات علمية، والوان، ولوحات للأعمال الفنية. رحبت دول العالم بهذا القرار لأنه يعني انتهاء الحرب على الارهاب، وعرضت الدول المصنعة الثمان على “القاعدة” مساندات مالية طائلة وتسهيلات لوجستيكية، ليتم المشروع في فترة زمنية اقصاها ثلاثة اعوام.
قامت جميع حكومات الدول التي تشل عقول افرادها معتقدات وتقاليد وحشية بالية، ويُمارس فيها جرائم قتل النساء بإسم الشرف، على تحديد مفهوم الشرف بأنه يتعلق فقط بالصدق الإداري، والآمانة العملية، والتفاني في خدمة الوطن. وشددت على ان الشرف ليس له اية علاقة بحياة المرأة الخاصة، كما انه ليس له اية علاقة بحياة الرجل الخاصة، وان اي رجل يُقدم على ازهاق روح امرأة تحت مسمى الشرف التقليدي والمتعلق بقراراتها وتصرفاتها الشخصية، يُعتبر ذاك الرجل قاتلاً من الدرجة الأولى، ويتم الحكم عليه بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة.
– قررت هيئة الامم المتحدة بالتعاون مع مجلس الامن الدولي ومنظمة التجارة العالمية، بفرض بنود ميثاق حقوق الانسان، وميثاق حقوق المرأة والطفل على جميع الدول الاعضاء، من غير اي حذف أو تبديل او تحريف في اي نص من بنودها، وأن الدولة التي لا تقوم بتنفيذ جميع تلك البنود التي اقرتها كل بلدان العالم، ستقوم منظمة الامم المتحدة وبمساعدة من مجلس الامن الدولي ومنظمة التجارة العالمية، بإصدار قرارات تضع حصاراً اقتصادياً محكماً، وتسن سياسية صارمة على الدولة المتخلفة عن تطبيق تلك المواثيق، وتحرمها من العضوية في المنظمات الدولية. يتم تنفيذ العقوبات في مدة اقصاها سنة، وتظل سارية المفعول الى ان تـُثبت تلك الدولة بأنها قامت بتحسين قوانينها وتعديلها للتتماشى مع المواثيق الانسانية الدولية على جميع الأصعدة.
– اصدرت “منظمة الدول الاسلامية” قرارا جديدا ينص على تغيير اسمها الى “منظمة الدول ذات الأغلبية المسلمة” حفاظا على مشاعر مواطنيها الذين يعتنقون اديان وعقائد مختلفة. ايضاً تبنت سياسية فصل الدين عن الدولة، واعتمدت استراتجية فعالة لتبث روح التآلف والتسامح والقبول بين جميع اديان البشر، فألغت تدريس الدين في التعليم الأساسي، ووضعت سياسة جديدة تمنح كل فرد سواء كان مواطناً او مقيماً الحرية الدينية، وحرية ممارسة طقوسه العقائدية في مكان يُخصص للعبادة، بحيث يكون دور الحكومات توفير الحماية والأمان الكامل لجميع مرتادي تلك المعابد. ايضا اقرّت “منظمة الدول ذات الأغلبية المسلمة” بإسقاط جميع القوانين التي قد تُعرّض الانسان للعنف بسبب معتقداته او تخليه عن دينه او بسبب تصرفاته وحريته الشخصية، كما منعت منعاً باتاً اي جماعة دينية من تشكيل حزب سياسي، وأي رجل دين من إصدار فتاوى تبيح القتل والتكفير والاعتداء على احد، ومن يُخل بالقوانين تلك، سيكون عرضة للمساءلة والسجن لمدد تتراوح بين خمس الى عشر سنوات، فالأحزاب السياسية الدينية، والفتاوى تنشر رعب وخوف شديدين في نفوس السكان الآمنين، وتبيح اهدار دمهم وازهاق ارواحهم.
– اتفقت النساء الفلسطينيات، والنساء الاسرائيليات، والنساء السودانيات، والنساء الصوماليات، والنساء اللبنانيات، والنساء العراقيات، والنساء الأفغانيات ببدء حملة قوية تحت شعار “نحن لا ننجب صغارا ليموتوا في حروب الذكور.” الحملة تساندها جميع نساء العالم وكل المؤسسات غير الحكومية، وتتعاون معهن الدول التي ترفض العنف والحروب والاغتيالات كحلول للخلافات التي اجتاحت تلك البلدان، حتى صار التهديد والوعيد هما اللغة الدارجة بين الاطراف المتنازعة. سيقمن نساء تلك الدول ببناء صداقات حقيقية فيما بينهن، وزيارات تآخي لبناء جسور محبة ودعم، رغم عن انف المتطرفين والرجال السياسيين المتخاصمين، وانهن سيشكلن جماعات نسائية موزّعة في جميع انحاء البلاد، تقوم بالضغط على السلطات لإزالة كل الحواجز التي تمنع النساء وصغارهن من التواصل والتحاب ونشر ثقافة السلام. وانهن سيقمن بإعتصامات عامة امام وزارات الدفاع لوقف التجنيد، وسوف يمنعن بشتى السبل السلمية بناتهن وابنائهن ورجالهن من المشاركة في النزاعات والهجمات القائمة بين الاطراف المتناحرة، فالحروب ثقافة ذكورية بشعة تعكس روح عدائية، ولا بد من اجتثاثها من الجذور، فهي لم تولـّد للدول المتحاربة سوى مزيد من الخراب في الارض، ومزيد من الخوف في القلوب، ومزيد من الحقد في النفوس.
– قررت جميع دول العالم الغني وبالتعاون مع البنك الدولي بتجييش جنود تلك الدول للقيام بحروب ضروسة لمكافحة الجوع والمرض والانجاب العشوائي في دول العالم الفقير والمتخلف، وذلك من خلال مساعدة الشعوب المحتاجة على تبني سبل اعمار الارض والزرع والحراثة بالوسائل الحديثة واستخدام طرق تحديد النسل والانجاب ونشر الوعي الصحي. ايضا الجنود ستقوم بتشييد مستشفيات ومدارس وجامعات ، وفتح البلدان للاستثمارات الخارجية، واتاحة فرص عمل للأجيال الصاعدة لتوفير حياة صحية كريمة. بالاضافة الى اعطاء منح وبعثات للشابات والشبان في تلك البلدان ليحصلوا على شهادات جامعية من الدول المتطورة، ومن ثم يتسنى لهم العودة والمشاركة في الحروب ضد الجوع والمرض والانجاب العشوائي.
– اتفقت جميع دول العالم على ميثاق جديد اضافة الى معاهدة “كيتو” من اجل حماية البيئة والتقليل من الاحتباس الحراري الذي ادى الى كوارث وزلازل وفيضانات واعصارات وتصحر في بقع مختلفة من العالم، وادى ايضا الى انقراض كثير من الحيوانات، وانحصار في الغابات الاستوائية الكثيفة، وذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي. الميثاق يشدد على منع استخدام المحميات، وايقاف أي اكتشاف يزيد من استهلاك الطاقة. ايضا خصصت اموالا لمراكز ابحاث الطاقة البديلة لمواصلة اعمالها، وأجبرت الدول الصناعية على الكف عن صناعة الأسلحة وحرمت بيعها وتدوالها، لأن السلاح كالمخدارات يسبب في قتل الناس ودمار بلدانهم. بالاضافة الى انها حددت في القرار مدة زمنية معروفة، لتفكيك جميع الاسلحة النووية المنتشرة بين دول العالم، واستخدام المفاعلات لأغراض سلمية بحتة.
– من اجل نشر ثقافة ان الأوطان للجميع توصلت جميع الدول الاعضاء في هيئة الأمم المتحدة الى اتفاق جماعي، من خلال الاستفادة من تجربة الاتحاد الاوروبي وذلك بإلغاء جميع جوازات السفر، والسماح للناس بالتنقل بين الدول ببطاقات ممغنطة. ايضا اتفقوا على تبني مصطلحات حداثية حقوقية، وذلك ان لا تنسب اي دولة لدين او لعرق أو لفئة أو لأسرة، لأن في ذلك الغاء للأقليات الأخرى. لذلك على الدول التي يمت اسمها لدين او لعرق أو لفئة أو لأسرة ان تقوم بتغييره، فليس ثمة دولة مسيحية بل دولة ذات الأغلبية المسيحية، وليس ثمة دولة يهودية بل دولة ذات الأغلبية اليهودية، وليس ثمة دولة بوذية بل دولة ذات الأغلبية البوذية، وليس ثمة دولة اسلامية بل دولة ذات الأغلبية المسلمة، وليس ثمة دولة هندوسية بل دولة ذات الأغلبية الهندوسية. يسري هذا الاتفاق أيضا على الأعراق والفئات والدول المنسوبة للأسر الحاكمة، كلها لم تعد صائبة، فنتيجة لتحول العالم الى قرية صغيرة بفضل العولمة، صار العالم يحاكي الانسانية، ولم يعد ثمة بلد على وجه هذا الارض يحتوي ديناً واحداً او فئة واحدة أو عرقاً واحداً من البشر، لذلك كل تلك المسميات والمصطلحات يجب ان تُعدل وتُعتمد المستحدثة عالمياً. يتم استخدام تلك المسميات الجديدة من تاريخ إصدار هذا الاتفاق.
salameyad@hotmail.com
* السعودية
أخبار… ليست كالأخبار!
شكرًا لكِ الأخت وجيهة على المقال الرائع…رغم كل ما نعيشه يوميًا -في”شرقنا الأوسخ الكبير” على حد تعبيرك- من عذابات مازلنا قادرين على الحلم…