“قتيبة الصاطم”،
هل هو مشروع “أبو عدس” جديد، نسبةً للإنتحاري الوهمي الذي حاولت مجموعة “الجنرالات” إلصاق تهمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري به؟
هل هو فعلاً “إنتحاري”، أم “مخطوف لدى حزب الله”، أم “مخدوع” كما أوردت رواية غير موقّعة في جريدة “النهار”؟ وكيف يقود سيارة “شيروكي” مفخّخة من لا يجيد قيادة السيارات؟ ثم، لماذا يكتفي بـ٢٠ كلغ متفجرات؟
ثم، من أين جاءت “الصورة” التالية التي وزّعتها بعض مواقع ٨ آذار لـ”الإنتحاري المفتَرَض” قبل أن يستقر الإتهام على “قتيبة الصاطم”؟ أي، من أي “أرشيف” خرجت الصورتان التاليتان:
الإسئلة كثيرة، وهي تعبّر عن مدى تدهور ثقة المواطنين بالأجهزة الرسمية منذ قضية “الجنرالات الأربعة”، وخصوصاً في ضوء اختراق حزب الله للأجهزة الأمنية، العسكرية والمدنية!
شربل: أبلغونا أنه “اختفى”!
ومنذ مساء أمس، وأثناء نهار اليوم الجمعة، تعدّدت الروايات، وحتى “الصُوَر”، وكلها تحمل ثغرات وعلامات إستفهام!
فقد أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام”، صباح الجمعة، أنه يجري التحقيق والد قتيبة الصاطم في مركز مخابرات الجيش اللبناني في طرابلس.
ونقلت “النهار” عن وزير الداخلية مروان شربل أنه في 30 الشهر ادعى والد قتيبة الصاطم لدى فصيلة القبيات بانه اختفى (وليس أنه “مخطوف”).
وحسب “المركزية”: تحدثت بعض المعلومات (المصدر ليس واضحاً!) عن ان الشخص الذي كانت السيارة المستخدمة في التفجير في حوزته اخيرا ويدعى راكان امون موجود في سوريا وهو من مؤيدي احدى المجموعات المتطرفة، كما ان ابن عم الصاطم هو ايضا من السلفيين وموجود بدوره في سوريا يقاتل الى جانب المعارضة. واشارت الى ان قتيبة نفسه كان حاول التوجه الى سوريا للقتال لكنه لم ينجح.
انتحاري انفجار حارة حريك خُدع
وبعد ذلك، أورد تقرير “خاص” غير موقّع في “النهار” ما يلي:
عثر على اخراج قيد فردي يعود لشاب من قرية حنيدر في وادي خالد يدعى قطيبة محمد الساطم (20 عاماً) في مكان التفجير ويتم مقارنة الصورة التي عليه بما تبقى من اشلاء وجه الجثة.
وعلمت “النهار” ان الساطم لم يكن انتحاريّاً اي أنه لم يتم الاتفاق معه على أن يكون انتحاريّاً، بل طلب منه ايصال السيارة وركنها في مكان معيّن في حارة حريك، على أن يعود ويترجّل منها. الّا انّه وفي جهة معينة على الطريق المؤدية الى المكان المتفق عليه، كمن أحد الأشخاص وهو يحمل جهاز تحكّم عن بعد وعمل على تفجير السيارة بسائقها من خلال الضغط على آلة التحكم.
وفي معلومات لـ”النهار” ان الساطم هو طالب سنة ثانية في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية في طرابلس وقبل نحو أسبوعين، ابلغ والده الجهات الأمنية عن فقدان ابنه وعدم عودته الى البيت.
خُطِف قبل ٥ أيام على حاجز لـ”حزب الله”!
وأوردت “المستقبل” رواية أخرى:
بعد العثور على إخراج القيد العائد للشاب قتيبة الصاطم في مسرح تفجير حارة حريك، ومعلومات عن أن الصاطم هو من كان يقود السيارة التي انفجرت، أفادت “المستقبل” أن عشائر وادي خالد حمّلت “حزب الله” مسؤولية سلامة ابنها الطالب الجامعي قتيبة الصاطم مشيرةً إلى أنه قد اختطف على احد حواجز الحزب منذ اكثر من 5 ايام في البقاع.
عشائر وادي خالد: لا يجيد قيادة سيارة ويستعد للسفر إلى فرنسا للدراسة!
الى ذلك، عقد في دارة والد قتيبة محمد الصاطم في قرية حنيدر في وادي خالد لقاء جمع عددا من وجهاء عشائر وعائلات وادي خالد، وتلا احمد السيد احد انسباء قتيبة بيانا باسم المجتمعين قال فيه:
“نحن اهالي وعشائر وادي خالد نستنكر هذا الانفجار الذي طال الضاحية الجنوبية كما اننا نؤكد بان ثقافة وادي خالد ليست دموية بل ثقافة اعتدال وتسامح وتعايش سلمي.
كما اننا نحن اهالي قتيبة نستنكر الجريمة النكراء وقد اعلمنا الاجهزة الامنية باختفاء قتيبة الصاطم منذ 28 122013.
ونؤكد بان ولدنا لم يكن ينتمي الى اي جهة حزبية او دينية وهو شخص معتدل بسلوكياته وهو طالب جامعي سنة ثانية ويستعد للسفر الى فرنسا لمتابعة تحصيله العلمي، لذلك، نحن نطالب القضاء اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية بالتحقيق العادل والشفاف ليصار الى تبيان الحقيقة كاملة”.
ولكننا في الوقت عينه نبدي بعض الملاحظات:
– ان الشاب قتيبة الصاطم لا يجيد قيادة السيارات
– اننا نتساءل عن وجود هويته دون ان تتأذى في جثة متفحمة.
– هل يعقل ان يحمل الارهابي هويته في جيبه.
– كيف لفتى كقتيبة ان يتحرك بحرية بسيارة مفخخة داخل مربع امني لحزب الله مجهولة منه تماما”.
أهل “قتيبة”: ينبغي تحديد تاريخ وفاته!
الدكتور بري الاسعد تحدث باسم الفعاليات قال: وادي خالد تنتمي لثقافة الاعتدال وثقافة الحياة، فكما نددنا في بياننا بالاعتداء الآثم على الضاحية الجنوبية وعلى اية منطقة في لبنان ندين باشد العبارات اي انفجار يحصل في هذا الوطن انطلاقا من ثقافتنا.
الشكوك التي اوردناها في بياننا يرجى التأكد منها من خلال تحقيق شفاف عادل غير منحاز يتوخى الحقيقة لأن غياب قتيبة عن منزله تم ابلاغ السلطات به المعنية بموجب محضر مسجل في مخفر وادي خالد وكل المعلومات لدينا ان هناك امر مخفي وهناك التباس شديد ويفترض على الاجهزة الامنية ان تحل هذا اللغز
حرصا على المنطقة وسمعتها وحرصا على بلدنا لبنان.
نحن نطالب الادلة الجنائية بالتثبت من تاريخ الوفاة لأن تاريخ الوفاة يبين الكثير من القضايا والشكوك تحوم وبامكان الطب الجنائي ان يحدد تاريخ الوفاة ويتم ربطه مع تاريخ حدوث الانفجار.
الأسئلة أكثر من الأجوبة، وآخرها سؤال آخر: هل هنالك علاقة بين اعتقال السعودي “الماجد” وقضية “تفجير حارة حريك”؟ بكلام آخر، هل هنالك منسّقة لإظهار لبنان، في أعين الأميركيين والأوروبيين مثلاً، كبلد تعيث فيه “القاعدة” و”التكفيريون”؟
“أبو عدس” جديد؟: قتيبة “إنتحاري” أم “مخدوع” أم “خطفه” حزب الله؟
في كل الأحوال فإن بيئة قتيبة أدانت التفجير و تبرأت من أن يكون إبنها هو من فعله . وعند مقارنة هذه البيئة ببيئة حزب الله التي تهلل و تقف مع القتلة المجرمين من أبنائها ، نكتشفق أن بيئة حزب الله هي البيئة الحقيقية الحاضنة للإجرام و الإرهاب . ونضحك عندما تردد بيئة حزب الله وتصف أعدائها ب” التكفيريين ” إذ نخالها بيئة تؤمن بالتسامح الديني !!!