فبرص – الشفاف
ركّزت زيارة البطريرك الراعي إلى قبرص على موضوع القرى المارونية الأربع الخاضعة للإحتلال التركي منذ العام 1974. وكشف البطريرك الماروني أنه قدّم إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في تشرين الفائت “مذكرة تطالب بتحرير اراضينا في قبرص”، وأضاف مخاطباً موارنة قبرص: “زارنا في بكركي وزير خارجية تركيا داود أوغلو، وقد وجهنا له مذكرة تشدّد على ضرورة عودتكم وتسهيل مروركم للانتقال الى مناطقكم”.
ويلفت النظر إلى أن وزارة الخارجية اللبنانية كانت قد تجاهلت موضوع هذه القرى التي تمثّل جزءاً تاريخياً من الإنتشار اللبناني، مثلها مثل قرى مارونية أخرى في “الجليل” تظل مهجورة لأن السلطات الإسرائيلية تمنع عودة أهلها إليها. (الوزير منصور مشغول بـ”همومه” السورية ولا وقت لديه لمثل هذه “التفاصيل”!)
وعلم “الشفاف” أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اغتنم فرصة وجوده في قبرص ليجتمع الى رئيس حزب “حراس الارز” إتيان صقر، المعروف بأبو أرز.
وحصل اللقاء في منزل النائب الماروني القبرصي حجي روسوس الذي أولم على شرف الراعي مساء أمس، ليؤمن اللقاء بينه وبين “أبو أرز”. وأشار مشاركون في العشاء البطريركي ان الراعي اختلى ب”أبو أرز”، لوقت طويل، قبل أن يعود الى مائدة العشاء، ويطلق تصرحات نارية بشأن سلاح حزب الله.
ومما قاله الراعي حسب ما روى المشاركون في العشاء، أن لا لزوم لسلاح حزب الحزب، وان المسيحيين يرفضون هذا السلاح جملة وتفصيلا، وهم يطالبون بمساواة المواطنين امام القانون الى أي طائفة إنتموا.
و”ابو أرز” شارك مع ميليشيات حزبه في المعارك في بداية الحرب ضد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وأطلق حزبه الشعار العنصري “لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان”، كما عرف بمواقفه المتشددة تجاه الوجود المسلح الفلسطيني والسوري في لبنان وبتعامله مع إسرائيل انطلاقا من مبدأ اولوية الدفاع عن لبنان اولا، وعن كل ما يعتبره من الأولويات القومية الببنانية.
ساند أبو أرز الجيش اللبناني وحركة العماد ميشال عون في أواخر الثمانينات في حرب التحرير ضد الاحتلال السوري للبنان.كما ساند جيش لبنان الجنوبي الذي اقام علاقات تحالف مع إسرائيل بقيادة الرائد سعد حداد، ومن بعدها بقيادة الجنرال انطوان لحد.
أقام في التسعينات في بلدة صبّاح جزين في شمالي منطقة الشريط الحدودي وليس في مسقط رأسه القريب من الحدود ،وذلك تأكيدا منه على الرغبة في اتخاذ مسافة من “الجنوبي” وحفظ الحد الادنى من الاستقلالية. عند الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام2000, طالب بجعل الشريط الحدودي الجنوبي منطقة حكم ذاتي لكي لا يخضع لحزب الله وسوريا كما سائر البلاد.
حكم عليه غيابيا بالإعدام بسبب تعامله مع العدو الإسرائيلي وهو يقيم في إسرائيل من بين الاماكن التي يتنقل فيها.