خاص بـ”الشفّاف”
آخر الأخبار الواردة من إيران، رغم قطع الهاتف الخليوي، تفيد عن إعتقال سكرتير “حزب المشاركة الإسلامي” (حزب خاتمي)، “محسن ميرزا مهدي”، وهو أحد قادة “الطلاب” الذين احتلوا السفارة الأميركية مباشرة بعد نجاح الثورة الإيرانية قبل 30 سنة.
وتفيد المعلومات أنه سبق إعلان النتائج إجتماع لمجلس الأمن القومي الإيراني، بفرعيه الداخلي والخارجي.
في أي حال، نتائج الإنتخابات الرئاسية كما أعلنها وزير خارجية إيران رسمياً بعيدة عن المنطق والمعقول إلى درجة أنها أشعلت مدن إيران الكبرى كلها، إبتداء من طهران، وأصفهان، وإلى تبريز عاصمة الإيرانيين الأتراك الذين ينتمي إليهم مير حسين موسوي (وحيث حصل أحمدي نجاد، وليس موسوي، على غالبية الأصوات!!)، وإلى مدينة “قم” (3 ملايين نسمة) حيث دارات إشتباكات في الشوارع. وكذلك في “الأهواز” التي فرض فيها منع التجوّل سيراً على الأقدام. وتمثّل “الأهواز” حالة مميزة: فالأهوازيون العرب يكرهون أحمدي نجاد خصوصاً، ومع ذلك فقد فاز أحمدي نجاد بأغلبية الأصوات بين الأهوازيين!
حالة الإستنفار الأمني شملت مدينة “مشهد” المقدّسة، وهي مدينة السيد خامنئي نفسه. ووصول الإحتجاجات إليها مؤشر خطير بحد ذاته.
في مسلسل “اللامنطق” الذي تضمّنته نتائج الإنتخابات الرسمية، الإعلان عن أن المرشّح الإصلاحي، الشيخ كرّوبي، حاز على 1 بالمئة فقط من الأصوات. وهذه النسبة غير المعقولة تبدو محاولة لـ”إعدام سياسي” من جانب السلطة للمرشّح الأكثر إصلاحية.
الأخبار المؤكدة تفيد كذلك أن السلطة أقدمت على قطع الهاتف الخليوي في إيران. وكانت قبل ذلك قد قطعت رسائل “إس أم إس”. ويعني قطع الهاتف الخليوي محاولة لعزل المدن الإيرانية عن بعضها البعض.
بالنسبة للسيد هاشمي رفسنجاني، فالمعلومات تقول أنه “لوّح بالإستقالة” ولكنه لم يستقل من مناصبه الرسمية.
وتؤكّد معلومات موثوقة أن الأمن حاصر منطقة بيت الخميني، أي المنطقة التي يقطنها رفسنجاني وخاتمي.
وتحاصر قوى الأمن بيت مير حسين موسوي لأن الناس يتظاهرون ويطالبونه بالخروج معهم على رأس التظاهرات وهم يرددون “إنتخبناك لتكون معنا”.
انتهى عهد الخميني.. بدأ عهد “الخامنئية”
بين أهم المؤشرات الخطرة حدوث إنقسام داخل المؤسسة الدينية بعد إعلان النتائج. فقد عُلِم أن آية الله العظمى غولبايقاني (أهم مرجع ديني إيراني حالياً) طالب السيد خامنئي بالتزام الحياد، وإلا فإنه سيصدر فتوى بتحريم نتيجة الإنتخابات.
المعلومات الواردة من إيران تفيد كذلك أنه كان هنالك كلام في “بيت المرشد” منذ 7 أشهر مفاده أن أحمدي نجاد “سيحصل على 24 مليون صوت” لينهي “عقدة” الـ22 مليون صوت التي حصل عليها خاتمي! أي أن نتيجة الإنتخابات التي أعلنت أمس كانت مقرّرة منذ أشهر.
هل تستمر التظاهرات في إيران؟ أم تتوقف خلال أيام وتعود الأمور إلى طبيعتها؟
في تقدير أحد المطّلعين أنه: “خلال أسبوع، إذا توقفت المظاهرات فستكون هنالك حكومة “طالبان شيعية” إسلامية في إيران. وهذا ما يعيه المتظاهرون الذين يرفعون شعارات ضد “الديكتاتورية”.
وإذا كسبت السلطة هذه الجولة، وعاد الهدوء إلى البلاد، فسيكون ذلك بمثابة إعلان إنتهاء عهد الخميني وبدء عهد خامنئي.
لفهم خلفية الإنتخابات ومغزاها السياسي:
لماذا احمدي نجاد رئيسا؟ لهذه الاسباب، قد لا تشهد الانتخابات الايرانية أي تغيير …