(( على اعتبار أن كل “مواطن” سوري هو مشروع معتقل، وعلى اعتبار أننا نعدد مزايا موتانا بعد اعتقالهم، فهذا المقال يخرق العادة ويكتب عن معتقل قبيل اعتقاله))
*
هل سيتم اعتقالها؟ هل سيفرج عنها؟ ذهبت، متى سيتركونها؟ هل عادت أم لازالت لديهم؟ كيف يتعاملون الآن معها؟
أهانوها، عذبوها؟؟؟ وأسئلة مضنية كثيرة عاش على وقعها الكثير جدا من الوسط المعارض السوري ومن اغلب المهتمين بالشأن العام، ومن سوريين لا علاقة لهم بالسياسة بشكل مؤطر أو مباشر.
سهير الأتاسي أو “زهرة اللوز” أو “ياسمين الشام” كما بات يطلَق عليها من كل محبيها ومعجيبها ومناصريها، ضاقت السلطات السورية بها ذرعا وباتت شغل “الأجهزة الأمنية” الشاغل، ومن غير المستبعد أنها باتت “تهدد الأمن القومي” و”تثير النعرات الطائفية”. ولا ندري ان كانوا سيضيفون الى ما سبق “نشر الأخبار الكاذبة” وربما ربما تعكير علاقات سوريا الخارجية وبدول الجوار المحيط. وعلى اعتبار أن سهير الأتاسي معارضة علمانية، ولا يعرف عنها مطلقا أنها انشأت تنظيمات نسائية أو حوزات دينية، فمن المستبعد جدا اتهامها بدعم التنظيمات الأصولية وتنظيم القاعدة. كل ما هُدِّدت به أن عقوبتها ستصل فقط الى سجنها لمدة سنتين ونصف ان هي لم تبلع لسانها. “يا بلاش”، عقوبة مخففة ولا تذكر عند المقارنة بالطعشات التي نامها الآف السوريين. كذلك هي “عقوبة” رحيمة ان تذكرنا أن “شاكر العبسي”، وما أدراكم ما هو “شاكر العبسي”، نام فقط ثلاث سنوات ليخرج بعد ذلك طليقا ويمارس حياته بقلب بارد في نهر البارد.
لماذا هذا الذي يحدث مع سهير الأتاسي؟
بالتأكيد سؤالي ليس استفهاميا. وما يحدث مع سهير يحدث يوميا مع المئات، ولا نبالغ ان قلنا الآف: من سوريين إن تذمروا وكان مزاجهم هو غير مزاج من يعكر مزاجهم، وتموت القصص الكثيرة….. في مسلسل الاستدعاءات اليومية المذل، لا لشئ، سوى خوفهم ان هم تكلموا، فالاستدعاء عندئذ يتحول الى اقامة دائمة.
مع سهير الأتاسي اختلف الأمر. “أكون أو لا أكون”، وعلى اعتبار أن الكينونة والكيان وما يترتب ويتفرع عنهما من انسانية واعتداد بالنفس وكرامة من الصعوبة بمكان أن يزهرا في ظل الاستبداد، قررت سهير أن تواجه حتفها بعيون مفتوحة وشجاعة قل مثيلها، “لن أغلق المنتدى” و”أنا الآن أمامكم اعتقلوني ان شئتم” و “الهمس تقليد ممل فلنصدح بأصواتنا”.
اذاً، “جريمة الأتاسي” أنها في زمن الفضاء المفتوح قررت أن تدير منتدى الأتاسي الافتراضي على “الفيس بوك”، حيث من قبل، ضاقت به السلطات السورية على الأرض، وقررت تسويته مع الأرض، مع دوسها لكل أزاهير “ربيع دمشق” في تلك الفترة القصيرة التي اعقبت مجئ الرئيس السوري الحالي بشار الأسد وباتت تعرف بذلك الاسم.
ممنوع عليكم أيها السوريون أن تتحاوروا، أن تتناقشوا، أن تصوبوا لبعضكم البعض، أن تطرحوا مشاكلكم وقضاياكم، أنتم لا زلتم قصر ولم تبلغوا بعد سن الرشد. لكل هذا “انت سهير الأتاسي جريمتك تحريض السوريين على العصيان ومن قبلها على التفكير، اغلقي المنتدى والا…… “.
سهير الأتاسي ردت بالفم الملآن:
“لن أعود إلى هناك…
اليوم كان تالت استدعاء لأمن الدولة… ساعات انتظار طويلة طويلة طويلة معلوم شو الغرض منها: الإذلال.. وساعة تحقيق.. وتهديد بالاعتقال في حال ما أغلقت المنتدى… اليوم أخبروني الحكم: ممكن يكون سنتين ونصف.. وطلبوا مني كتابة تعهد بإغلاق المنتدى وأكثر وأكثر… تقريباً تعهد بالصمت…”
سهير، ان اعتقولك، فياسمين الشام رائحته الزكية أقوى من كل حقدهم وكراهيتهم، والمنتدى سيستمر لأن الشام باقية وليسألوا أسوارها.
ahmadtayar90@hotmail.com
* كاتب سوري
ياسمين الشام قبيل الاعتقال المعارض الحق هو من ينقض الإستبداد من منطلق إنساني حقوقي واضح لا لبس فيه أو انتماء جهوي. بعض المعارضه السوريه غير مؤهله إلى الاَن لتمثل وتدافع عن المجتمع المدني ودولة المواطنه ضد القهر والإستبداد ما دامت عاجزة عن استقطاب الإنسان السوري بكافة أطيافه المذهبيه والعرقيه. هنا طبعاًَ لا أتعرّض للسيده الأتاسي ولا أشكك بنضالها ولكن لي وقفه على كلمات الكاتب(سهير، ان اعتقولك، فياسمين الشام رائحته الزكية أقوى من كل حقدهم وكراهيتهم، والمنتدى سيستمر لأن الشام باقية وليسألوا أسوارها) لمَ تكون السيده الأتاسي ياسمين الشام فقط؟ وماذا يقصد بأسوار الشام؟ أهي للدفاع عن دمشق؟ وضد من؟ عدم… قراءة المزيد ..