إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
اعتدت اسرائيل، بدقة متناهية، على الضاحية للمرة الثانية، مستهدفة قيادياً من الحزب، لكونه مسؤولاً عن الملف الفلسطيني ومساعدته حماس.
اسئلة عدة تُطرح في هذه المناسة. كيف استطاعت اسرائيل استهداف هذا المسؤول بتلك الدقة؟ والى ماذا يؤشر ذلك؟
وهل يصح اتهام كل من ينتقد الحزب، او يحمّله مسؤولية الصواريخ الخشبية، ولو غير المباشرة، بالعمالة والخيانة الى درجة رفع دعوى قضائية عليه؟ بينما لم يظهر العملاء الا بين ظهرانيه؟
ام ان ذلك يدل على صحة ما يتناقل عن: وجود انقسام داخلي كبير! فتكون الصواريخ والاغتيال جزءا منه! ام ماذا!!
الأسئلة الاخرى حول الاستهداف الثاني في أسبوع للضاحية: الى متى ستُقدم الذرائع، التي تستغلها اسرائيل لصالحها، كي تستكمل مخططها في استهداف أمن لبنان وسيادته ووحدته (المهددة مستقبلاً من قبل فدراليون ومحافظون جدد الى ما هنالك)؟
أما الصواريخ، التي كانت لقيطة ووجدت لها أباً على ما يبدو، بعد ان تمت تبرئة الحزب من أعلى منابر فرنسا (التي يعلم رئيسها قبل اللبنانيين، فيعلن عدم اطلاق صواريخ اصلاً) ويجاريه الرئيس في تبرئة الحزب عن بعد.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، اليس الحزب نفسه هو راعي الفصائل الفلسطينية والمدافع عن سلاحها؟ ثم اليست الدولة اللبنانية، بحكومتها مجتمعة، هي المسؤولة لتقصيرها او رفضها، ضبط سلاح المخيمات ومنع استمرار الجزر الامنية الفلسطينية؟
وفي الوقت الذي يعجز فيه حزب الله عن حماية نفسه، يتذرع لعدم تسليم سلاحه للدولة بحماية لبنان؟
البعض من حاشية الحزب يعلن: في حال اراد الحزب ان يسلم سلاحه شمال الليطاني “من دون ضمانات”!! فهو مستعد لحمل السلاح بنفسه؟! أي ضمانات يريدون؟ وكأن سلاحه شكل ضمانة لكائن من كان سوى للهيمنة على لبنان!!
الأمر الآخر ما المقصود بالضمانات؟ ولماذا لا يعلنون عنها؟ مع التذكير ان مثل هذه الضمانات كان ينبغي ان يطالبون بها من فاوضوهم على وقف النار، الذي وقّع عليه الحزب بواسطة نبيه بري، وبغطاء من حكومة ميقاتي.
يعلن ممثل آخر للحزب، ان دخول الحرب ليست من هواياتهم، رغم ان أمينه العام (المعين من شخص الخامنئي نفسه كممثل شخصي له) يعلن ان الحزب استعاد عافيته وتنظيم نفسه و و . فما المقصود من ذلك؟ ان للحزب هواية اقتناء السلاح للصيد مثلاً؟ ام كل ذلك لأنه لا يمتلك هذا السلاح، ومطلوب منه المراوغة وإعطاء ايران الوقت الكافي لتربح الوقت في سجالاتها مع ترامب، وتقرر بعدها مصير هذل السلاح؟
ترسل ايران رسائل متضاربة، فبعد ان اعلن احد مسؤوليها انها تخلت عن الحوثيين، عادت لتعلن على لسان مسؤول آخر، انها لا تزال تسيطر على اذرعها، والحزب بينها.
لا ندري ما هي مخططات ايران، سوى انها كانت دائما على استعداد للتضحية بكل ما يلزم للحفاظ على النظام. على ما تفعل منذ طوفان الاقصى.
لكن هل يملك لبنان ترف إضاعة الوقت؟ ام ان مسؤولينا باتوا يقتدون بالسياسية الايرانية، والمماطلة لكسب الوقت؟
أم ان الأخبار الآتية من اسرائيل، عن بدء مفاوضات بينها وبين لبنان؟
وإذا كان الحوار الداخلي هو مدخل الحل، فلماذا لم يبادروا الى مثل هذا الحوار منذ بدء وقف إطلاق النار؟
المطلوب الآن القيام بكل ما يلزم لمنع التصعيد العسكري الاسرائيلي، وللالتفات الى عشرات او مئات الآلاف من شيعة الحزب ومن سائر اللبنانيين، للبدء بإعادة الاعمار وانتشال البلد مما هو فيه من انهيار؟
إيران وحزبها، يعرفان جيداً ان ما وصلا إليه من هيمنة ونفوذ، كان بغطاء أميركي. وأن بقاء الأسد الطويل في السلطة، وفتح الحدود أمام النفوذ الإيراني، كان بغطاء إسرائيلي.
الآن نزعت الولايات المتحدة هذا الغطاء، وإسرائيل تخلت عن الأسد، وايران تخلت عن الحوثيين. والكرة بملعب السلطة اللبنانية والحزب.