«الارهاب الفكري تجاه المثقفين والليبراليين الذي يمارسه بعض رجال الدين لا يتحقق الا بالخضوع لسلطة الموتى». (أحمد البغدادي)
***
«لا مانع عند الليبرالي من أن يتزوج الرجل أخته أو ينكح أمه أو ابنته!!». هذا بعض ما ادعاه شيخ دين وكاتب في مقال نشره منذ فترة، بينما ادعى آخر أن «التيار العلماني ومطالباته وآراءه لا فكر له، ولا منهج، هم يريدون الفرفشة والوناسة وبس! يريدون تحرير المرأة من أي قيد، يريدون اشباع رغباتهم الشخصية».
لقد سئمنا وشبعنا وقرفنا من محاولات بعض شيوخ الدين، وبعض العامة إقحام كل مساوئ الأخلاق والآداب بمفاهيم الليبرالية والعلمانية، وإصرارهم على تشويه صورتهما في العقل الجمعي للمجتمع وتأليب الرأي العام ضدهما!
الليبرالية ببساطة هي الحرية، التي تقتصر على حرية الشخص الذاتية في ما يعتقد، في ما يفكر في ما يأكل في ما يلبس ضمن دائرة حياته الشخصية، وطالما لم يتعد على حريات الآخرين. فالليبرالية تقر وتؤمن وتعمل على حرية الفرد، وفكره، ومعتقده، واسلوب حياته، واتخاذ قراراته، وتعبيره عن نفسه، وتؤمن بالمساواة بين أطياف المجتمع، وبين الرجل والمرأة، وتشد على الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية. اذا هي ليست ضد أي دين، لكنها مع الأديان جميعاً ومع حرية الانسان في اعتناق المعتقد الذي يختاره، في تأكيد لقوله تعالى: «لكم دينكم ولي دين»، و«فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».
نأتي للعلمانية.. التي حمّلوها أوزاراً لا تحتمل، واتهموها بالكفر والإلحاد. فالعلمانية لمن يفهمها ليست كفرا، بل هي تحمي الاديان جميعها وليست ضدها، ضمن مفهوم واحد هو فصل الدين عن الدولة، مؤكدة حق كل مواطن في ممارسة شعائره الدينية بالطريقة التي تعجبه، بعيدا عن شؤون الدولة وشجونها. فالدين عند الليبرالية والعلمانية هو شأن خاص بين المرء وربه، وليس لأحد التدخل فيه، فرضا أو منعا.
ولكل متشكك نقول: الليبرالية والعلمانية لا تتناقضان مع الإسلام ولا تعارضانه، بل بالعكس هما تضمنان حرية المسلم في ممارسة عباداته كاملة من دون تدخل. كما انهما تضمنان حقوق باقي الديانات والملل داخل المجتمع الواحد. وعلى شيوخ الدين الأفاضل أن يكفوا عن تشويه صورتهما امام الناس، وترهيب الناس منهما، لأسباب أصبحت لا تخفى على احد، وان ينفتحوا على العالم للحفاظ على الدين. فالانفتاح والتنوير لا يعنيان المساس بثوابت الإسلام، فالإسلام باق ما بقيت البشرية. لكن يجب علينا ان نفرق بين الإسلام وشيوخ المسلمين. فالإسلام مقدس، لكن لا قدسية لرجال الدين، فهم في النهاية بشر مثلنا يخطئون ويصيبون. وعليهم الابتعاد عن التدخل في امور الناس الشخصية، فتأليب الناس على بعضهم باسم الطائفية والمذهبية والديانات المختلفة لا يمكنه ان يكون في أي حال من الاحوال «أمراً بمعروف».
الكثير منا مسلمون، ليبراليون وعلمانيون.. وفخورون بذلك وليكن في علمكم انكم لا تستطيعون احتكار الله.. لكم وحدكم.
d.moufti@gmail.com
dalaaalmoufti@
كاتبة كويتية
ليبرالية.. علمانية وأفتخر!
very good written.lets the shekhs, but real well educated shikh,do their job, and we the civillian, do our, and we have to coordinate and coolaborate,for the humain being, at first,then for the society and the nation and the state
ليبرالية.. علمانية وأفتخر!
مشكلة ما يسمّى مشايخ الدين أنّ عقولهم بيـن أفخاذهم يحللون ويفسِّرون الدين من ذلك العقل كما أنهم يحللون ويحرِّمون حسب مزاجية ذلك العقل المتخلف، لو أنهم أعادوا عقولهم إلى رؤوسهم وعادوا إلى مناسكهم ومساجدهم وتركوا العلم لأهل العلم، لما كانت البلاهة والسفاهة السخافة والفرقة والتخلف …… من أهم ميزات أمتنا العربية وبخاصّة الإسلامية منها، رجاءً … رجاءً المطلوب من كل إنسان عاقل أن يعمل لنفسه ولدينه ولشعبه ولوطنه على أساس مقولة “الدين لله والوطن للجميع” كفانا تخلفاً إنساننا مستعبد، ووطننا مستعمر بسبب تلك العقول المهتزَّة مزاجياً.
ليبرالية.. علمانية وأفتخر!
مشكلة الليبرالية والعلمانية ان لا قاعدة شعبية لها وبالتالي لايمكن ان تنمو في بيئة مليئة بقشور الدين واستدعاؤه في كل شاردة ووارده. برأيي ربما تنتشر في حال استخدمت الآليات و الخطابات والتوعوية الدينية في نشر الليبرالية والعلمانية.