إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
● مع سقوط الأسد، أصبح واضحاً أن بوتين هو الذي كان يهمس في أذُن خامنئي، وليس الحجة بن الحسن العسكري (المهدي)!
ترجمة “شفاف”
لقد حان الوقت لنتساءل، هل اللقاءات السرية التي كان يجريها “علي خامنئي” مع الإمام المهدي (الإمام الثاني عشر، المختفي، لدى الشيعة) في أنصاف الليالي كان لها تأثير إيجابي على التطورات في إيران، أو بالعكس كانت النتائج عكسية؟ لن تُقدِّم هذه المقالة تصوّرا إيجابيا أو سلبيا حول معتقدات الناس الدينية. لكن بمجرد أن نشهد وجود فشلٍ في سياسات النظام، أو نشهد حدوث خسائر كبيرة للبلاد نتيجة الممارسات غير المنتمية للسياسة من قبل المسؤولين في النظام، يلجأ هؤلاء إلى أئمة الشيعة، وحينها نفهم أنهم بدأوا يكذبون على الناس، ويحاولون أن يبرأوا أنفسهم، ويؤثروا في إمكانية حدوث كارثة لهم.
لقد خاطب المرحوم العلامة “حسن زاده آملي”، والذي ربما يكون أكثر آية الله غطرسةً في حياة الجمهورية الإسلامية، خاطب، في أحد كتبه، علي خامنئي بصفته آية الله العظمى الكبير، وشدّد على أن يكون أُذن كل إيراني قرب فَم المرشد، لأن في واقع الأمر ستكون الأذن قرب فم الإمام المهدي. وعندما نقيّم التطورات الأخيرة التي تشهدها إيران والمنطقة ونضع نقص الغاز والماء والكهرباء والغذاء وارتفاع الأسعار والتضخم بجانب معادلات سوريا وسقوط الأسد وانهيار محور المقاومة، فإننا سنصل إلى نتيجة مفادها أنه لا بد من اعتبار أكاذيب حسن زاده آملي هي نتيجة لأصول الفقه التي تجوّز الكذب من أجل الحفاظ على النظام الإسلامي في إيران.
فاليوم نشهد نهاية كل أحلام الجمهورية الإسلامية التي كانت في مخيلة القائمين على الجمهورية والمسؤولين فيها منذ 45 عام. نشهد تحقّق جميع اللعنات القرآنية على حدود البلاد. بدأ هذا السقوط بالوعد الكاذب بتوزيع المياه والكهرباء بالمجان على الشعب، وتوزيع التذاكر المجانية للحافلات، فيما وصلنا اليوم إلى نتيجة مفادها أنه تم تدمير جميع الأحلام المتعلقة بالمشروع النووي والتخصيب والهلال الشيعي وفتح القدس الشريف وانتهاء مشروع محور المقاومة بأكمله.
اليوم، وقد وضعت الجمهورية الإسلامية نفسها والشعب الإيراني على حافة الهاوية، من حقنا أن نتساءل هل كان الإمام المهدي هو الذي يهمس ليلا في أُذن خامنئي أم الذي كان يهمس هو مسؤول الإتصال في السفارة الروسية؟
من أغمض عينيه عن جرائم آل الأسد التاريخية في سجن صيدنايا المرعب وبرّر لهم سلوكهم، هل كان يتبع الإمام المهدي أو كان عبداً لروسيا؟
هل من سكب مئات مليارات الدولارات من رأسمال الشعب الإيراني على أقدام حزب الله والأسد والحوثيين والإرهابيين العراقيين هو صديق للشعب الإيراني أو دمية في يد السفارة الروسية؟
هل الذي دفع الشعب الإيراني إلى شراء عقارات في تركيا وشمال قبرص بقيمة 14 مليار دولار خلال أربع سنوات (بين عامي 2017 و2021) بعد أن انخفضت أموالهم إلى النصف، هل هو قلِق على الشعب الإيراني أم أنه قلِق على مليارات أموال أبنائه وأبناء “علي شمخاني” و”علي أكبر ولايتي” و”محمد باقر قاليباف”؟
يحق لـ”عماد الدين باقي” (الناشط الحقوقي) أن يقول إن إفقار الشعب الإيراني ليس صدفة على الإطلاق، وأن هذا الحدث لم يتم تنفيذه إلا من خلال خطة مفصلة. ربما “باقي” لا يعرف ما يقول، ولكن عندما يقول “روغني زنجاني“، الرئيس السابق لهيئة البرنامج الحكومي والميزانية، بوضوح إن لدينا صندوقين منفصلين تماما في البلاد، فإن المشكلة تصبح أكثر حدة.
بحسب روغني زنجاني، باعتباره أحد الخبراء المعروفين في النظام البيروقراطي في البلاد، فإن هذين الصندوقين هما الخزينة الشخصية للمرشد الأعلى وصندوق الحكومة.
وبحسب زنجاني، فإن كامل دخل النفط والغاز والبتروكيماويات يذهب إلى خزينة المرشد الأعلى، ولا يستطيع الوصول إليها إلا المرشد نفسه ولجنة المحاسبة الخاصة بمكتب المرشد، حيث يتم صرف الدخل على محور المقاومة. لكن الصندوق الثاني أو ميزانية الحكومة والرئيس الإيراني فتعتمد على الضرائب التي يتم أخذها من الناس، أي الضرائب المفروضة على الشركات والموظفين والعمال والتي لا علاقة لها تقريبا بالعائدات النفطية الكبيرة.
بعبارة أخرى، أن أموال النفط التي يملكها الشعب الإيراني يتم إنفاقها من أجل تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى حلبة صراع، من دون أن تتمكن الحكومة من الحصول حتى على دولار واحد منه، بينما يتم سحق غالبية الشعب تحت وطأة الفقر.
عندما تكون مليارات الدولارات من دخل البلاد من النفط والغاز في يد شخص لا يعرف أحد أين ينام ليلاً، ومن هو محاسِبُهُ، وكيف يتم نقل هذه الأموال، سنكون قد وجدنا الإجابة على سؤال مهم. وهو أن: من يهمس للقيادة ليلا هو بالتأكيد ليس الإمام المهدي، بل ربما يكون “آل كابوني”، أو زعيم المافيا الصقلية، أو العرّاب، وهؤلاء رحبوا بالعقوبات ضد إيران وأصبحوا مليارديرات خلال العشرين سنة الماضية. وهو ما يؤكد قول “عماد الدين باقي” أن إفقار الشعب الإيراني لم يكن صدفة.
النص الأصلي:
https://news.gooya.com/2024/12/post-93620.php
حول عماد الدين باقي المذكور في المقال:
السجن لعماد الدين باقي: أول من كشف دور حزب الله في قمع مظاهرات طهران