إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
كايروس هو إله السياسة. والسياسي الذكي هو الذي يشعر بأنفاس كايروس، وبسرعة البرق، يمسكه من شعره. ومن لا يشعر بأنفاس كايروس سيكون سبباً في تعاسة المدينة.
“كايروس” في اليونان القديمة كان أحد أشكال الزمن العابر.
هناك “كرونوس”، إلهُ الزمن عند البشر، زمنِ الطبيعة، الزمنِ العنيد الذي يمضي ولا يعود. لا يملك الإنسان سيطرة على كرونوس.
ولكن هناك “أيون”ّ(أوان)، الزمنُ الدوري للفترات الطويلة الأمد التي تبدأ دائماً من جديد. إنهُ الزمنُ الميتافيزيقي، ما وراء الطبيعة، لـ”الأيونات” في نشأة الكون القديمة.
ثم هناك “كايروس”…. زمن الله، زمنُ اللحظة المناسبة العابرة، التي يجب أن نعرف كيف نَستشعرها. يمرُّ هذا الزمن بسرعة، ويطير بشعره الطويل في الريح. لا يمكنُ قياسُه ولا يمكن التفكير فيه. “يبدو كالبرق، ويستطيع إن شاء الله أن يدور حولك لبضع لحظات. عليك أن تعرف كيف تُمسِكَهُ من شَعره. وفوق كل هذا، لا يجب أن تتركه يرحل.
“كايروس” هو إله التمزق، الذي يقطع ويشطُر ويحدِّد “ما قبل” و “ما بعد”. إنها اللحظة المناسبة التي لا تأتي مرتين، وليست دورية مثل “أيون”.
“كايروس” يحب سماء لبنان، ولكن للأسف، لا يوجد من يشعر بأنفاسه ويمسك بشعره….